قال إنغراسيا في أحد الرسائل إن "السود يتصرفون بهذه الطريقة لأنها طبيعتهم… لا يمكنك تغييرهم." وأضاف: "الدليل: كل إفريقيا عبارة عن حفرة قذرة، وستبقى كذلك دائمًا."
أفادت صحيفة "بوليتيكو" أنها اطلعت على رسائل نصية تزعم أن بول إنغراسيا، مرشّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل لرئاسة "مكتب المستشار الخاص"، كان قد أدلى بعدة تصريحات مسيئة وعنصرية.
وحصلت "بوليتيكو" على رسائل إنغراسيا من مجموعة دردشة تضمّ نشطاء ومؤثرين جمهوريين، وعرضت عدة تعليقات أدلى بها، من بينها قوله إن "مارتن لوثر كينغ جونيور هو نسخة الستينيات من جورج فلويد، وينبغي إنهاء عطلته ورميها في الدائرة السابعة من الجحيم، حيث تنتمي."
إلى جانب ذلك، أظهرت الرسائل إساءات وجهها إنغراسيا للسود، حيث كتب: "لا عطلات للـ[كلمة مسيئة]... من كوانزا إلى يوم مارتن لوثر كينغ جونيور إلى شهر التاريخ الأسود إلى عيد التحرير (Juneteenth). يجب القضاء على كل واحد منها."
وقالت "بوليتيكو" إنها أجرت مقابلات مع شخصين من المشاركين في المجموعة، أحدهما كان لا يزال يحتفظ بجميع الرسائل.
كما أظهرت إحدى الرسائل إنغراسيا وهو يسخر من موظفة جديدة في حملة ترامب بولاية جورجيا تعمل على التواصل مع الناخبين من الأقليات، قائلًا إنها لا تُظهر "ما يكفي من الاحترام" للآباء المؤسسين البيض. وردّ أحد المشاركين ساخرًا: "بول ينتمي إلى شباب هتلر مع أوبرغروبن فوهرر ستيف بانون"، في إشارة إلى الرتبة العسكرية في ألمانيا النازية، فأجاب إنغراسيا: "أعترف بأن لدي نزعة نازية من حين لآخر."
وبحسب المحادثة أيضًا، كتب إنغراسيا في يناير 2024 عن المرشح الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي قائلًا: "لا تثق أبدًا بصيني أو هندي... أبدًا!" وفي رسائل أخرى، قال إن "السود يتصرفون بهذه الطريقة لأنها طبيعتهم… لا يمكنك تغييرهم." وأضاف: "الدليل: كل إفريقيا عبارة عن حفرة قذرة، وستبقى كذلك دائمًا."
تعليق المحامي
في المقابل، ردّ محامي إنغراسيا، إدوارد أندرو بالتزيك، على التهم بالقول إن بعض الرسائل كانت تهدف إلى "السخرية من الليبراليين"، دون أن يؤكد صحتها.
وأضاف في بيان لاحق للصحيفة: "يبدو أن هذه الرسائل قد تم التلاعب بها أو نُقلت دون سياقها الكامل. ومع ذلك، حتى لو كانت حقيقية، فإنها بوضوح تحمل طابعًا ساخرًا من فكرة أن الليبراليين يصفون أنصار ترامب (MAGA) بشكل مبالغ فيه ودائم بأنهم نازيون." وأضاف: "في الواقع، يحظى السيد إنغراسيا بدعم كبير من المجتمع اليهودي، لأنهم يعرفون أنه أبعد ما يكون عن النازية."
كما أوضحت الصحيفة أن المحامي بعث ببيان ثانٍ بعد أيام، قال فيه إن "خصومًا مجهولين" يحاولون الإضرار بموكله، متابعًا: "في هذا العصر الذي تهيمن عليه تقنيات الذكاء الاصطناعي، من الصعب للغاية التحقق من صحة الرسائل المسرّبة المزعومة، والتي قد تكون مزيفة أو معدلة أو منقوصة من سياقها. لكن المؤكد هو أن هناك أشخاصًا يختبئون وراء المجهولية لتحقيق أجنداتهم الخفية للإضرار بالسيد إنغراسيا بأي ثمن. نحن لا نعترف بصحة أي من هذه الرسائل."
أهمية التسريبات
تأتي هذه التسريبات في وقت يقع فيه إنغراسيا تحت الأضواء بسبب الجدل الذي أثاره ترشيح ترامب له لرئاسة "مكتب المستشار الخاص" — وهي الوكالة المسؤولة عن التحقيق في شكاوى المبلغين عن الفساد والتمييز بين موظفي الحكومة الفيدرالية.
وكان إنغراسيا، البالغ من العمر 30 عامًا، قد خضع سابقًا لتحقيق داخلي في وزارة الأمن الداخلي بعد شكوى تحرش جنسي ضده، لكنها سُحبت لاحقًا، ونفى محاميه الاتهامات، وفقًا لـ"بوليتيكو".
وفي يوليو الماضي، أرجأ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون جلسة الاستماع الخاصة بترشيحه، مشيرين إلى "بعض التصريحات المتعلقة بمعاداة السامية".
وتقول الصحيفة إن تعليقات إنغراسيا في هذه المحادثات الخاصة، إلى جانب مواقفه وتصريحاته العلنية، تزيد من وضعه سوءًا، خاصة وأنه كانت له صلات بالناشط اليميني المتطرف نيك فوينتيس، وبأندرو تايت، المؤثر اليميني المتهم بالاغتصاب والاتجار بالبشر في بريطانيا.
مواقف سابقة لإنغراسيا
وفي يونيو 2024، انتقد إنغراسيا طرد الناشط اليميني المتطرف نيك فوينتيس من فعالية لمنظمة “Turning Point USA”، واصفًا القرار بأنه “فظيع”. كما وصف الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني بأنه “عملية تضليل نفسي (psyop)” بعد أسبوع من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وفي مارس 2023، قال إن التعليم يجب أن يركز على “رفع مستوى الفئة ذات معدل الذكاء العالي في المجتمع، أي الرجال البيض المستقيمين أساسًا.”
وفي ديسمبر من العام نفسه، كتب على منصة "إكس": “الرجال البيض الاستثنائيون ليسوا فقط بناة الحضارة الغربية، بل هم أيضًا الأكثر قدرة على تقدير ثمارها.”
تغيّر شخصية إنغراسيا
وتنقل الصحيفة عن أحد المشاركين في المحادثة المسرّبة، الذي عرف إنغراسيا منذ سنوات، قوله إن شخصيته تغيّرت كثيرًا في الأعوام الأخيرة، إذ "انتقل من طالب قانون مهتم بالسياسة المحافظة إلى مهووس بالشهرة ومهووس بولائه لترامب”.
وأوضح المصدر أن التحول في شخصيته بدأ بعد تخرج من كلية كورنيل للقانون، وعمل في مكتب محاماة يمثل أندرو تايت، وظهر عدة مرات في بودكاست “غرفة الحرب” مع المستشار السياسي السابق لترامب ستيف بانون.
وأضاف: “كان صغيرًا جدًا وغير ناضج للتعامل مع الشهرة. كان الأمر أشبه بأن تعطي شابًا في الثامنة عشرة ملايين دولار وتقول له: افعل ما تشاء.”
كما نقلت "بوليتيكو" عن بعض أعضاء المجموعة أنهم نصحوه بالتخفيف من نبرته، خصوصًا إذا أراد مستقبلًا العمل في إدارة ترامب المقبلة، لكنه تجاهل نصائحهم قائلًا: “من أنتم حتى تنصحوني؟ أنا أكتب منشورًا في Substack والرئيس نفسه يعيد نشره!”