قال الرئيس الأميركي إن تمويل المشروع سيتم بالكامل من تبرعات "وطنيين كرماء" و"شركات أميركية كبرى"، مؤكدًا أنه لن يشكّل أي عبء على دافعي الضرائب.
بدأ البيت الأبيض أعمال هدم جزئية في الجناح الشرقي، المقرّ التقليدي للسيدة الأولى، تمهيدًا لبناء قاعة احتفالات جديدة تبلغ تكلفتها نحو 250 مليون دولار، وفق مشروع أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم غياب الموافقات الرسمية من الجهة الفدرالية المسؤولة عن الإشراف على مثل هذه الإنشاءات.
وأظهرت صور التقطتها "وكالة الأسوشيتد برس" معدات البناء وهي تشرع في تفكيك واجهة الجناح الشرقي، بينما تناثرت النوافذ وأجزاء المبنى على الأرض.
وأعلن ترامب بدء الأشغال عبر منشور على منصاته الاجتماعية، مشيرًا إلى المشروع خلال استقباله فريق جامعة لويزيانا الفائز ببطولة الجامعات في البيسبول داخل القاعة الشرقية، قائلاً: "لدينا الكثير من أعمال البناء الجارية، قد تسمعونها من حين إلى آخر.. لقد بدأنا اليوم فقط".
ورغم أن البيت الأبيض شرع فعليًا في تنفيذ المشروع، إلا أن اللجنة الوطنية للتخطيط في العاصمة الأمريكية لم تصادق بعد على المخططات، وهي الجهة المخوّلة بالموافقة على مشاريع البناء والتجديد في المباني الحكومية.
غير أن رئيس اللجنة ويل شارف، الذي يشغل أيضًا منصب سكرتير موظفي البيت الأبيض وأحد كبار مساعدي ترامب، صرّح في اجتماع سابق بأن الوكالة "لا تملك صلاحية النظر في أعمال الهدم أو تهيئة المواقع داخل الممتلكات الفدرالية"، موضحًا أن اختصاصها يقتصر على "أعمال البناء العمودي".
ولم يؤكد البيت الأبيض ما إذا كان قد تقدّم رسميًا بخطط المشروع للمراجعة، كما لم يعلّق على استفسارات الصحفيين، في وقت تبقى مكاتب اللجنة مغلقة بسبب الإغلاق الحكومي.
وكان ترامب قد شدّد، عند إعلانه المشروع في يوليو الماضي، على أن القاعة الجديدة "لن تمسّ مبنى البيت الأبيض نفسه"، مضيفًا: "ستكون قريبة منه، لكنها لن تلامسه، وتحترم تمامًا هذا الصرح العظيم الذي أنا أكبر معجبيه".
وبدأت إدارة البيت الأبيض نقل المكاتب الموجودة في الجناح الشرقي، الذي بُني عام 1902 وأضيف إليه طابق ثانٍ في 1942، مؤقتًا استعدادًا لتجديده وتحديثه بالكامل، وفق المتحدثة كارولين ليفيت.
وبرّر ترامب المشروع برغبته في إنشاء قاعة تتسع لـ999 ضيفًا، معتبرًا أن القاعة الشرقية الحالية، التي لا تتسع سوى لنحو 200 شخص، صغيرة جدًا لاستضافة الفعاليات الرسمية. وقال إنه لا يحب فكرة استقبال القادة والملوك في خيام مؤقتة بالحديقة الجنوبية.
وأكد الرئيس الأمريكي أن المشروع سيموَّل بالكامل من تبرعات "وطنيين كرماء وشركات أمريكية عظيمة"، مضيفًا أنه لن يكلّف دافعي الضرائب أي أموال.
وستكون قاعة الاحتفالات الجديدة أضخم تعديل معماري في البيت الأبيض منذ إضافة شرفة ترومان عام 1948، حيث تمتد على مساحة زجاجية تبلغ 90 ألف قدم مربعة، وتفوق في حجمها جناح الإقامة الرئاسي نفسه.
وقد كشف ترامب خلال عشاء أقامه مؤخرًا للمتبرعين بالمشروع، أن شركة Carrier Global Corp تبرعت بنظام التكييف والتبريد للقاعة الجديدة، وهو ما أكدته الشركة في بيان رسمي قالت فيه إنها "تفخر بتزويد البيت الأبيض بنظام متطور وموفر للطاقة لتأمين الراحة للضيوف في هذا الموقع التاريخي".
وبدأت أعمال إزالة الأشجار وتهيئة الموقع منذ سبتمبر، على أن تنتهي الأشغال قبل نهاية ولاية ترامب الحالية في يناير 2029.