في تصريح لافت، قال ترامب إنه منفتح على تمديد رحلته للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، رغم عدم وجود ترتيبات معلنة للاجتماع.
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح الاثنين إلى اليابان، محطته الثانية ضمن جولته الآسيوية التي بدأت من ماليزيا، قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطوة يُعوّل عليها لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين.
ويُستقبل ترامب في طوكيو بحفاوة ملكية، بوصفه أول زعيم أجنبي يلتقي بالإمبراطور ناريهيتو منذ اعتلائه العرش عام 2019. ومن المقرر أن يعقد اللقاء الرمزي بينهما مساء اليوم في قصر أكاساكا، على أن تُجرى المباحثات الرسمية مع رئيسة الوزراء اليابانية المنتخبة حديثًا سناي تاكايتشي يوم الثلاثاء.
استنفار أمني في طوكيو
قبيل وصول ترامب، شهدت العاصمة اليابانية استنفارًا أمنيًا واسعًا، حيث انتشر آلاف عناصر الشرطة، وسط تصاعد التوتر بعد اعتقال رجل مسلح بسكين أمام السفارة الأمريكية يوم الجمعة، وخطط لتنظيم احتجاج مناهض للرئيس الأمريكي في وسط شينجوكو.
وفي تصريحات سابقة، أعرب ترامب عن تطلعه للقاء تاكايتشي، حليفة صديقه الراحل، رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، مضيفًا: "أعتقد أنها ستكون رائعة".
الالتزامات الاقتصادية والأمنية لليابان
تسعى رئيسة الوزراء الجديدة لتعزيز الانطباع الإيجابي لدى ترامب عبر وعود بشراء شاحنات أمريكية وفول الصويا والغاز خلال القمة، وذلك بعد أن حصلت واشنطن على تعهد استثماري بقيمة 550 مليار دولار من طوكيو مقابل تخفيف الرسوم الجمركية العقابية.
كما من المتوقع أن تطمئن تاكايتشي ترامب إلى استعداد بلادها لتعزيز الأمن، بعد إعلانها عن خطة لتسريع أكبر تعزيز دفاعي لليابان منذ الحرب العالمية الثانية.
وتحتضن اليابان أكبرتجمع للقوة العسكرية الأمريكية في العالم، وقد اشتكى ترامب سابقًا من أن طوكيو لا تنفق ما يكفي للدفاع عن جزرها في مواجهة الصين.
ويعتقد المحللون أنه رغم وعود تاكايتشي بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، قد تجد صعوبة في الالتزام بأي زيادات إضافية يطالب بها ترامب، نظرًا لأن ائتلافها الحاكم لا يملك أغلبية في البرلمان.
اجتماعات إضافية في اليابان
من المقرر أن يعقد وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك ونظيره الياباني ريوسي أكازاوا، مهندسا اتفاق الرسوم الجمركية المبرم في يوليو، اجتماع عمل على الغداء. كما من المتوقع أن يلتقي سكوت بيسنت، وزير الخزانة المصاحب لترامب، بنظيرته الجديدة ساتسوكي كاتاياما لأول مرة.
كوريا الجنوبية كمحطة أساسية
من المقرر أن يغادر ترامب اليابان يوم الأربعاء إلى غيونغجو في كوريا الجنوبية، حيث سيجري محادثات مع الرئيس لي جاي ميونغ، قبل التوجه إلى مدينة بوسان لحضور منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، حيث سيجتمع على هامشه بالرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقد أكد ترامب للصحفيين على متن الطائرة متجهًا إلى طوكيو احترامه الكبير للرئيس شي، معربًا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق.
وتأتي قمة يوم الخميس بعد أن رفعت واشنطن وبكين الرسوم الجمركية على صادرات بعضهما البعض وهددتا بوقف التجارة المتعلقة بالمعادن والتقنيات الحيوية، مع التركيز على إدارة الخلافات وإدخال تحسينات بسيطة قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى الصين.
تصريحات الصين مع وصول ترامب إلى اليابان
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الإثنين إن بلاده تدعم قيام "عالم متعدد الأطراف"، داعيا إلى "الانتهاء" من الحروب التجارية، و"الانتهاء من تسييس المسائل الاقتصادية والتجارية وشرذمة الأسواق العالمية بصورة مفتعلة واستخدام الحروب التجارية ومعارك الرسوم الجمركية".
وأضاف الوزير أن "الانسحاب المتكرر من الاتفاقيات والتراجع عن الالتزامات، جنبًا إلى جنب مع السعي المستمر لتكوين تكتلات وجماعات، قد كشف عن تحديات غير مسبوقة أمام النهج التعددي"، مؤكّدًا أن "مسار التاريخ لا يمكن عكسه"، وأن "عالمًا متعدد الأطراف بدأ يتشكل".
في المقابل، أعلن وزير الخزانة الأميركي أن ترامب وشي سيصادقان على تسوية تتعلق بالمعادن النادرة وبواردات الصين من الصويا الأميركي، وهو موضوع حساس آخر بين البلدين، فيما قال نائب وزير التجارة لي شينغانغ أن "الصين والولايات المتحدة توصلتا إلى توافق أولي".
التوتر بين الصين وتايوان
في غضون ذلك، أفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بأن الصين أرسلت مجموعة من القاذفات الاستراتيجية H-6K بالقرب من تايوان لإجراء "تدريبات مواجهة"، بالإضافة إلى مقاتلات J-10 في تشكيلات قتالية. وأكدت وزارة الدفاع التايوانية رصد أربع طلعات جوية دون مخالفات، مشيرة إلى أن ذلك يمثل "عملية إعلامية للترهيب".
وتكثف الصين في السنوات الأخيرة الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي على تايوان، بينما تحافظ الولايات المتحدة على علاقات غير رسمية وتبيع أسلحة لها، مع الحفاظ على غموضها بشأن أي تدخل في حال غزو صيني.
لقاء محتمل مع كيم جونغ أون
في تصريح لافت، قال ترامب إنه منفتح على تمديد رحلته للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون،، رغم عدم وجود ترتيبات معلنة، وسط شكوك حول إمكانية حدوث اللقاء.
وخلال ولايته السابقة، تم ترتيب لقاء بين الرجلين في المنطقة المنزوعة السلاح بعد أقل من 48 ساعة من دعوة ترامب عبر تغريدة.
ماذا حدث في ماليزيا؟
وكان ترامب قد استهل جولته الآسيوية أمس من ماليزيا، حيث تصدر جدول أعماله التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وقد وصف ترامب الهدنة بأنها "خطوة كبيرة"، مشيرًا إلى أنه أبرم أيضًا "اتفاقًا تجاريًا كبيرًا مع كمبوديا واتفاقًا بالغ الأهمية حول المعادن النادرة مع تايلاند".