وُجّهت إلى المشتبه به تهم بمحاولة القتل في قضيتين منفصلتين، الأولى على متن قطار بين دونكاستر ولندن، والثانية في محطة تابعة لقطار "دي إل آر" في العاصمة البريطانية.
مثل رجل بريطاني أمام محكمة "بيتربرة" اليوم الإثنين، بعد أن وُجهت إليه تهم بمحاولة القتل على خلفية حادث طعن جماعي وقع على متن قطار سريع في مقاطعة كامبريدجشير، وأسفر عن إصابة عشرة أشخاص، إلى جانب واقعة أخرى منفصلة في شبكة النقل العام بلندن أدت إلى إصابة شخص إضافي.
وقالت النيابة العامة البريطانية إن المشتبه به، ويدعى أنتوني ويليامز (32 عامًا) من مدينة بيتربرة، يواجه 11 تهمة بمحاولة القتل، وتهمة واحدة بإحداث أذى بدني فعلي، وأخرى بحيازة سلاح أبيض، تتعلق كلّها بالحادثين.
وخلال الجلسة، لم يُطلب من المتهم الإدلاء بأيّ اعترافات، وظهر مرتديًا بدلة رمادية ومقيّد اليدين، محاطًا بأربعة من عناصر الأمن. وقد صرّح للمحكمة بأنه "بلا عنوان ثابت"، قبل أن تُحال قضيته إلى محكمة التاج في كامبريدج، حيث من المقرر عقد الجلسة المقبلة في الأول من ديسمبر المقبل.
من جانبها، أوضحت تريسي إيستون، كبيرة المدعين في هيئة الادعاء الملكية، أن فريق الادعاء عمل على مراجعة أدلة واسعة النطاق، بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة، وأكدت أن القضية "تستوفي معايير المصلحة العامة للمضي في الملاحقة القضائية"، مشيرة إلى أن عدد التهم قد يخضع للمراجعة مع تقدم التحقيقات.
وتعود معظم التهم الموجهة إلى ويليامز إلى حادث الطعن الذي وقع مساء السبت على متن قطار تابع لشركة LNER كان يسير بين دونكاستر ولندن، والذي أُجبر على التوقف الطارئ في محطة هنتينغدون بعد الإبلاغ عن عدة إصابات. وقالت شرطة النقل البريطانية إن أحد موظفي القطار في حالة حرجة لكنها مستقرة، بينما لا يزال أربعة من الجرحى يتلقون العلاج في المستشفى.
وأكدت الشرطة أن الهجوم لا يُشتبه بكونه عملاً إرهابيًا، ودعت الشهود إلى الإدلاء بأي معلومات قد تساعد في التحقيق. وأشارت إلى أن عملية توقيف المشتبه به تمت خلال ثماني دقائق فقط من تلقي بلاغ الطوارئ، حيث استخدم عناصر الأمن صاعقًا كهربائيًا للسيطرة عليه بعد أن كان يلوّح بسكين.
وفي أعقاب الحادث، تم تعزيز الوجود الأمني في شبكة القطارات البريطانية، مع استمرار اضطراب حركة القطارات بين محطتي كينغز كروس وبيتربرة، وإغلاق محطة هنتينغدون مؤقتًا.
وقد أعرب الملك تشارلز الثالث عن "صدمته العميقة" من الحادث، وقال في بيان صادر عن قصر باكنغهام:
"لقد شعرنا، أنا وزوجتي، بالفزع والصدمة من الهجوم المروع الذي وقع على متن القطار في كامبريدجشير. قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم، وامتناننا العميق موجه إلى فرق الطوارئ على سرعة استجابتهم وشجاعتهم."
كما أكدت وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود أن التحقيق لا يتعامل مع الحادث كعمل إرهابي، مشيدة بشجاعة الركاب وطاقم القطار الذين "أظهروا شجاعة استثنائية في مواجهة الموقف"، وشكرت الأجهزة الأمنية والإسعاف على "احترافيتها التي أنقذت الأرواح".