أكد وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار من برلين أن دستور بلاده يمنع أي اضطهاد ديني، ردًا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا بذريعة استهداف المسيحيين.
استدعت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في نيجيريا، على خلفية تقارير عن استهداف مسيحيين، ردًا رسميًا من وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار الذي أكد أن دستور البلاد يمنع أي شكل من أشكال الاضطهاد الديني.
وقال من برلين إن الحكومة النيجيرية متمسكة بالحرية الدينية وسيادة القانون، داعيًا إلى معالجة التحديات الأمنية في إطار وطني يحافظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
تهديدات ترامب بالتدخل
وكان ترامب قد كتب على منصّته "تروث سوشيال" أنه طلب من البنتاغون إعداد خطة لهجوم محتمل ضد نيجيريا، زاعمًا أن "المسيحيين يُقتلون بأعداد كبيرة جدًا"، ومهددًا بوقف المساعدات والمعونات الأميركية إذا لم "تتخذ الحكومة النيجيرية إجراءات فورية لحماية المسيحيين".
هذه التصريحات أثارت موجة تنديد في نيجيريا، حيث اعتبرها مسؤولون محاولة لتصوير الصراع الداخلي في البلاد كصراع ديني.
رد نيجيري من برلين
جاء الموقف النيجيري خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين بين وزير الخارجية يوسف توغار ونظيره الألماني يوهان فاديفول، حيث قال توغار: "من المستحيل أن تدعم حكومة نيجيريا أي اضطهاد ديني بأي طريقة أو شكل وعلى أي مستوى كان"، مضيفًا أن بلاده دولة "قائمة على سيادة القانون، ويكفل دستورها الحرية الدينية لجميع المواطنين".
وشدد على أن ما يحدث في نيجيريا "ليس حربًا بين أديان"، بل صراعات محلية ذات جذور اقتصادية وقبلية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تفهّم تعقيدات الوضع وعدم اختزاله في بعد ديني واحد.
تحذير من سيناريو السودان
وحذر توغار من محاولات تقسيم البلاد على أسس دينية أو طائفية، مشيرًا إلى تجربة السودان. وقال: "ما نحاول أن نوضحه للعالم هو أنه لا ينبغي لنا أن نخلق سودانًا آخر. لقد رأينا ما حدث هناك بعد التحريض على التقسيم على أساس الدين أو القبيلة، والأزمة لم تنتهِ حتى بعد الانفصال".
موقف ألماني داعم
من جانبه، أكد الوزير الألماني يوهان فاديفول دعم بلاده لوحدة نيجيريا واستقرارها، مشددًا على ضرورة مواجهة التطرف عبر التنمية والتعليم لا عبر التدخلات العسكرية. وقال إن ألمانيا "تؤمن بأن التنوع الديني في نيجيريا يمكن أن يكون مصدر قوة لا سببًا للانقسام".
رفض التدخل ودعوة للتعاون
وأوضح توغار أن نيجيريا ترحّب بالمساعدة الدولية في مكافحة الإرهاب، لكنها ترفض أي تدخل عسكري أجنبي يمس سيادتها أو وحدة أراضيها. وأضاف: "نحن نحترم أصدقاءنا في الولايات المتحدة، لكن ما تحتاجه نيجيريا هو الدعم في التنمية والتعليم وفرص العمل، لا التهديد باستخدام القوة".