يجتاح إعصار "كالمايغي" فيتنام في وقت ما تزال مناطقها الوسطى تعاني من آثار فيضانات تسببت فيها أمطار غزيرة غير مسبوقة.
مع انقشاع الغيوم وظهور الشمس صباح الجمعة، خرج سكان مقاطعة داك لاك لتفقد الدمار الذي خلفه الإعصار "كالمايغي". وكانت الشوارع مغطاة بالأغصان المكسورة وصفائح المعدن الملتوية، فيما لا تزال المياه الراكدة تغطي المناطق المنخفضة التي فاض فيها النهر إلى مستويات قياسية ليلًا. وأخرج التجار سلعهم المبللة لتجفيفها تحت أشعة الشمس، بينما قامت العائلات بإزالة الوحل من أمام منازلها وترميم الأسقف المتضررة.
وضرب الإعصار وسط فيتنام يوم الجمعة مصحوبًا برياح عاتية وأمطار غزيرة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وتسبب في أضرار واسعة النطاق في المقاطعات الوسطى من البلاد، وذلك بعد أيام من اجتياحه الفلبين حيث خلف عشرات القتلى والمفقودين.
ومع انحسار مياه الفيضانات، بدأت أعمال الإغاثة في المدن والمناطق الصناعية المتضررة، إذ شرعت السلطات المحلية والسكان في إزالة الأنقاض وإصلاح الأسطح في المناطق التي تضررت بشدة.
ووفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، فقد قُتل خمسة أشخاص، ثلاثة في مقاطعة داك لاك واثنان في جيا لاي، فيما لا يزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين في مقاطعة كوانغ نغاي. كما أُصيب ستة أشخاص، وانهارت 52 منزلاً، وتضرر نحو 2600 منزل أو تطايرت أسقفها، بينها أكثر من 2400 منزل في جيا لاي وحدها. كما انقطعت الكهرباء عن أكثر من 1.6 مليون منزل.
وأبلغت عدة مناطق عن اقتلاع أشجار وتضرر خطوط الكهرباء وانهيار مبانٍ، بينما ضعف الإعصار وتحول إلى عاصفة استوائية أثناء تحركه نحو كمبوديا يوم الجمعة.
وفي مقاطعة بينه دينه، فقدت مصانع عديدة أسقفها وتضررت معداتها بسبب الفيضانات، بينما استيقظ سكان مدينة كوي نون المتضررة بشدة ليجدوا الأسقف المعدنية وأغراض المنازل متناثرة في الشوارع.
وضرب الإعصار فيتنام بينما كانت مناطقها الوسطى لا تزال تتعافى من فيضانات ناجمة عن أمطار قياسية، إذ ذكرت السلطات أن أكثر من 537 ألف شخص تم إجلاؤهم، كثير منهم بالقوارب، مع ارتفاع منسوب المياه وخطر الانهيارات الأرضية.
وتوقعت الأرصاد أن تتساقط كميات أمطار تصل إلى 600 ملم في بعض المناطق قبل أن يتحرك الإعصار نحو لاوس وشمال شرق تايلاند في وقت لاحق من الجمعة.
وكان ثلاثة صيادين قد فُقدوا يوم الخميس بعد أن جرفت الأمواج العاتية قاربهم قرب جزيرة لي سون في مقاطعة كوانغ نغاي، قبل أن تتوقف عمليات البحث بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب الإعلام الرسمي.
وفي الفلبين، حيث ضرب الإعصار"كالمايغي" البلاد في وقت سابق من الأسبوع، أعلن الرئيس فرديناند ماركوس جونيور حالة الطوارئ الوطنية يوم الخميس، مع استعداد البلاد لعاصفة أخرى قوية محتملة هي إعصار "فونغ-وونغ".
ووفقًا لمكتب الدفاع المدني، خلّف إعصار "كالمايغي" في الفلبين ما لا يقل عن 188 قتيلاً و135 مفقودًا، وتسبب في نزوح أكثر من نصف مليون شخص، فيما لجأ نحو 450 ألفًا إلى مراكز إيواء بقي أكثر من 318 ألفًا منهم فيها حتى يوم الخميس.