قال رئيس العمليات بمنظمة اللاجئين النرويجية في السودان: "التقيت اليوم امرأة ما زالت آثار السياط واضحة على وجهها، وتعاني كسورًا في الأضلاع، بعدما تعرّضت للدهس بسيارة أثناء فرارها من المدينة".
تتفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور مع سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة الإقليم، الفاشر، ما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار.
ومع ذلك، لا يزال كثيرون عالقين على الطريق بين الفاشر ومخيمات النزوح في بلدة الطويلة، على بعد نحو 60 كيلومترًا غرب العاصمة.
وقال نوح تايلور، رئيس العمليات بالمجلس النرويجي للاجئين في السودان، إن فرقهم سجّلت حوالي 10 آلاف نازح وصلوا إلى مواقع النزوح في الطويلة، لكن الأعداد بدأت في التراجع خلال الأيام الأخيرة.
وأضاف أن هذا التناقص يُرجح أن يكون بسبب وجود مجموعات من المدنيين عالقة بين الفاشر والطويلة، غير قادرة على التحرك نتيجة نقص الموارد والإمكانات البدنية.
وأوضح: "التقينا بعائلات سافرت قدر استطاعتها، لكنها لا تستطيع المضي قدمًا، وهم يطلبون مساعدتنا للوصول إلى الطويلة قدر الإمكان."
ووصف ما سمعه من النازحين بأنه "فظيع ومروع"، مشيرًا إلى قصص تعرض المدنيين للضرب والاعتداء، بما في ذلك النساء والأطفال.
وقال: "التقيت اليوم بإحدى النساء التي لا تزال تحمل آثار سوط على وجهها، ولديها أضلاع مكسورة، بعد أن تعرضت للدهس بسيارة أثناء فرارها من المدينة ومعها طفلها على ظهرها.. تعرضت للضرب والركل وزحفت حتى وصلت إلى المكان الذي التقيناها فيه بمساعدة بعض العائلات."
وأشار المسؤول بالمنظمة الإنسانية إلى أن الفرق تبذل قصارى جهدها للوصول إلى الأشخاص، مشددًا على صعوبة الوصول إلى الفاشر بسبب الظروف الخطيرة، وحاجة الفرق للتأكد من سلامتها قبل أي تدخل ميداني هناك.
وتأتي الأزمة بعد حملة عنف واسعة شنتها قوات الدعم السريع في الفاشر الشهر الماضي، شملت مداهمة المنازل وقتل المدنيين وارتكاب اعتداءات جنسية، وفقًا لشهادات منظمات الإغاثة والشهود.
وقد بدأت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش عام 2023، بعد تصدع التحالف بين الطرفين المكلف بالإشراف على الانتقال الديمقراطي عقب انتفاضة 2019، وأسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 12 مليونًا، فيما تقول منظمات إن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بكثير.