تأتي التظاهرات في أعقاب أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص وسط البلاد، حيث عُثر الأحد على زوجين مقتولين في منزلهما ببلدة زيدل، وأُحرقت جثة الزوجة، فيما وُجدت عبارات ذات طابع طائفي في مكان الجريمة.
تظاهر المئات من أبناء الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية الساحلية ومناطق أخرى ذات غالبية علوية في سوريا، يوم الثلاثاء، احتجاجاً على سلسلة اعتداءات استهدفت هذه الأقلية في الآونة الأخيرة، وفق وكالة فرانس برس.
ومنذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد قبل نحو عام، يتعرض أبناء الطائفة العلوية لهجمات متكررة، وقد قتل المئات منهم في مارس/آذار الماضي في عدد من قرى الساحل السوري.
وردد المتظاهرون الذين احتشدوا في دوار الأزهري وسط اللاذقية هتافات من بينها "الشعب السوري واحد" و"يا عالم اسمع اسمع.. الشعب العلوي ما بيركع"، كما رفع آخرون لافتات تطالب بـ"الإفراج عن المعتقلين".
وتأتي هذه التظاهرات في أعقاب أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص وسط البلاد، حيث عُثر الأحد على زوجين مقتولين في منزلهما ببلدة زيدل، وأُحرقت جثة الزوجة، فيما وُجدت عبارات ذات طابع طائفي في مكان الجريمة.
وأُشير إلى تورط عناصر علويين في هذه الجريمة، ما أشعل موجة عنف في أحياء سنيّة وعلوية بالمدينة، شملت تخريب مساكن وسيارات ومتاجر، قبل أن تفرض السلطات حظراً للتجوال لاحتواء الوضع.
وفي وقت لاحق مساء الاثنين، أكدت وزارة الداخلية السورية أن جريمة حمص التي أشعلت فتيل هذه الأحداث "ذات منحى جنائي وليست ذات منحى طائفي".
وقالت إحدى المشاركات في المظاهرة، "نطالب بالحرية والأمان، وإيقاف القتل والخطف الذي يحصل، وما جرى في حمص مؤخراً ليس مقبولاً أبداً".
وأضافت، "نريد فيدرالية للساحل، وحمص وحماة وطرطوس.. ما يهمنا هو الحرية".
وفي مدينة جبلة الساحلية، سُمعت أصوات إطلاق نار خلال تظاهرة مماثلة، بحسب فرانس برس.
وتعد هذه التظاهرات الأكبر في المناطق ذات الكثافة العلوية منذ سقوط نظام الأسد، وهي استجابة لدعوة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى".
ووفقاً للمرصد السوري، تصدّرت التهديدات عناوين الصفحات الموالية للحكومة، التي حذّرت من أن أي خروج إلى الشارع استجابة لدعوة الشيخ قد يواجه بالاعتقال أو الاشتباك.
وحاولت العديد من هذه الصفحات إحباط الدعوة للاعتصام السلمي، مستندة إلى ادعاء أن العشر ثوان الأخيرة من بيان الشيخ غزال غزال لم تكن بصوته.
وردّ المجلس الإسلامي العلوي الأعلى على ذلك بنشر نسخة ورقية من البيان مكتوبة بخط الشيخ وممهورة بختمه وموقعة منه، مؤكداً أن ما حدث في العشر ثوان الأخيرة كان مجرد خطأ تقني.