حدّد الكرملين الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي موعدًا للاجتماع داخل القصر الرئاسي، مؤكّدًا مشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، إلى جانب ويتكوف الذي يقود المفاوضات الأميركية في الملف الأوكراني.
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "فرص إنهاء الحرب أصبحت الآن أفضل من أي وقت مضى"، مؤكدا استعداده للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومحذرا في الوقت نفسه من أن "قرار إنهاء الحرب لن يكون سهلا" وأنه "لا يجب أن تُدار أي ألاعيب من وراء ظهر أوكرانيا".
وأضاف زيلينسكي أنه يأمل عقد لقاء مع ممثلين عن الإدارة الأميركية "في أقرب فرصة ممكنة" عقب محادثات موسكو.
ويأتي تصريح زيلينسكي في وقت تستعد فيه موسكو اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر لاستقبال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في اجتماع رفيع المستوى مع الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تصعيد ميداني روسي ومساعٍ دبلوماسية متسارعة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويأتي الاجتماع غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "متفائل جدا" بقرب التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للنزاع المستمر منذ أربع سنوات. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس وفريقه "عملوا بجهد" على هذا الملف وإنهم يأملون رؤية نهاية واضحة للحرب.
وحدّد الكرملين الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي موعدًا للاجتماع داخل القصر الرئاسي، مؤكدا مشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، إلى جانب ويتكوف الذي يقود المفاوضات الأميركية في الملف الأوكراني.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اللقاء يندرج ضمن مسار تفاوضي يزداد زخمه في هذه المرحلة.
زيلينسكي: موسكو تحاول استغلال المفاوضات
في المقابل، يحذر زيلينسكي من أن موسكو تحاول استغلال المفاوضات للضغط من أجل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ويواجه زيلينسكي أيضًا ضغوطًا داخلية بعد استقالة كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك إثر فضيحة فساد.
وأمس الاثنين، عقد زيلينسكي اجتماعا في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد خلال اللقاء أن الأوروبيين لا يزالون في حالة "استنفار" من أجل تحقيق "سلام عادل ودائم". ورحب بالجهود الأميركية لكنه شدد على أن "لا خطة مُنجزة" بالمعنى الدقيق حتى الآن، وأن أي تسوية نهائية تحتاج إلى حضور الأوروبيين حول الطاولة.
وبعد الاجتماع، أجرى ماكرون اتصالا بالرئيس الأميركي تناول "الضمانات الأمنية" و"شروط إرساء سلام قوي ودائم"، وفق الإليزيه.
وبعد انتهاء اجتماعاته في باريس، وصل زيلينسكي مساء الاثنين إلى إيرلندا، حيث استقبله رئيس الوزراء مايكل مارتن الذي أكد عبر " دعم بلاده "الثابت" لأوكرانيا.
التقدم الروسي: 701 كيلومتر مربعة في شهر واحد
ميدانيا، تحقق القوات الروسية أكبر توسع لها منذ عام. وبحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات معهد دراسة الحرب المتعاون مع "مشروع التهديدات الحرجة"، سيطرت روسيا خلال تشرين الثاني/نوفمبر على 701 كيلومتر مربعة، وهي ثاني أكبر توسع لها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (725 كيلومترا مربعة)، باستثناء الأسابيع الأولى للحرب في ربيع 2022.
وأمس الاثنين، أعلنت موسكو سيطرتها على مدينة بوكروفسك شرق البلاد، وهي خط إمداد رئيسي للقوات الأوكرانية. لكن كييف أكدت أن القتال لا يزال مستمرا داخل المدينة، وأن القوات الروسية تراجعت بعد رفع علمها.
وفي الشهر نفسه، سجّلت روسيا زيادة جديدة في وتيرة الهجمات الليلية، إذ أطلقت 5600 صاروخ ومسيّرة، بارتفاع نسبته 2 % عن الشهر السابق.
أسبوع حاسم
سياسيا، يتخوّف الأوروبيون من اتفاق ثنائي بين واشنطن وموسكو قد يأتي على حساب المصالح الأوكرانية. ويقول زيلينسكي إنه ينتظر مناقشة "قضايا أساسية" مع الرئيس الأميركي، بينما يشير كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف إلى أن الخطة الأميركية تتضمن تقدما مهما لكنها لا تزال بحاجة إلى تعديلات إضافية.
وفي بروكسل، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن هذا الأسبوع قد يكون "حاسما"، وذلك عقب اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي.
ويوم الأحد، عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا اجتماعا ثنائيا في فلوريدا لبحث المسودة الأميركية المؤلفة من 28 بندا. وكانت واشنطن قد قدّمت المسودة قبل نجو عشرة أيام من دون مشاركة الأوروبيين، ما أثار حفيظة العواصم الأوروبية لأنها أخذت في الاعتبار العديد من المطالب الروسية. وبعد نقاشات موسعة مع كييف والعواصم الأوروبية، تخضع الخطة الآن لمراجعة جديدة في ضوء محادثات الاثنين.
ووصف الجانبان الأميركي والأوكراني المباحثات بأنها كانت "مثمرة"، فيما أقرّ وزير الخارجية ماركو روبيو بأن التوصل إلى صيغة نهائية لا يزال يتطلب "عملا إضافيا".