تبادل البلدان الاتهامات بشأن تجدّد الاشتباكات مع تصاعد التوتر على الحدود، فيما قال متحدث باسم الجيش التايلاندي إن قوات بنوم بنه أطلقت النار على أهداف عسكرية ومدنية.
تجددت الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا على الحدود بينهما، فجر الاثنين، بعد أقل من شهرين من توقيع اتفاق سلام بين البلدين برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتبادل البلدان الاتهامات بشأن تجدد الاشتباكات عقب تصاعد التوتر على الحدود، حيث اتهم متحدث باسم الجيش التايلاندي قوات بنوم بنه بإطلاق النار على أهداف عسكرية ومدنية.
وقال المتحدث وينثاي سوفاري في تصريح لصحيفة "بانكوك بوست" التايلاندية، إن كمبوديا أطلقت النار في منطقة تشون آن ما شمال شرقي البلاد، حوالي الساعة الخامسة فجرًا بالتوقيت المحلي، مؤكدًا أن الجيش رد بغارات جوية.
وأضاف المسؤول العسكري أن جنديا تايلانديا قُتل وأصيب 8 آخرون في الاشتباكات.
من جهة أخرى، أعلن مسؤولون في الجيش إجلاء أكثر من 385 ألف مواطن تايلاندي من القرى والبلدات المحاذية للمنطقة الحدودية مع كمبوديا بسبب الاشتباكات.
وفي الجهة المقابلة، أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية أن الجيش التايلاندي شن غارات جوية بمقاتلات من طراز إف-16، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مالي سوتشيتا إن الجيش شن غارات جوية، وإن كمبوديا "لم ترد".
وقالت سوتشيتا إن الجانب التايلاندي واصل هجماته في بعض المناطق، مستخدما الدبابات و"غازات سامة"، وإنهم يراقبون الوضع على الحدود في حالة تأهب قصوى.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في بيان على منصة شركة "إكس"، عن "قلقه العميق" إزاء تجدد الصراع بين تايلاند وكمبوديا.
وحث الطرفين على "توخي أقصى درجات الحذر والحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة"، مؤكدًا أن بلاده على استعداد لتقديم الدعم لاستعادة الهدوء وتجنب أي حوادث مستقبلية.
وتشهد تايلاند وكمبوديا منذ سنوات نزاعًا حدوديًا على طول الحدود الفاصلة بينهما الممتدة لنحو 817 كيلومترًا والمحاطة في أغلبها بأسلاك شائكة.
وفي 28 مايو/أيار الماضي، اندلع اشتباك محدود بين الجانبين إثر انتهاك اتفاق الحدود، قبل أن تتوصل القوات المسلحة في البلدين إلى تفاهم يقضي بحل الخلاف بالطرق السلمية.
لكن الاشتباكات الحدودية بين البلدين تجددت في 24 يوليو/ تموز الماضي، ما أدى إلى سقوط 32 قتيلا من الجانبين.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقعت تايلاند وكمبوديا، الأحد، اتفاق سلام بين البلدين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وخلال الحفل، وصف ترامب الاتفاق، الذي حمل اسم "اتفاقية كوالالمبور للسلام" بـ "التاريخي"، مؤكدا أن "الطرفين اتفقا على إنهاء جميع الأعمال العدائية والعمل على إقامة علاقات حسن الجوار".
وعقب التوقيع على اتفاق السلام، وقع ترامب اتفاقية تجارية ثنائية مع كمبوديا، واتفاقية ثانية مع تايلاند بشأن المعادن الحرجة.