التحذيرات الأمنية تشير إلى احتمال هجمات إرهابية في مناطق مزدحمة ليلة رأس السنة، في ظل سجل طويل لداعش من الهجمات الدموية في تركيا منذ 2015.
أصدر مكتب المدعي العام في أنقرة مذكرة اعتقال بحق 10 مشتبه بهم، في إطار تحقيق حول الهيكل المالي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وبحسب وكالة دمير أوران للأنباء (DHA)، كشفت التقارير، استنادًا إلى التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيق في جرائم الإرهاب وتحليلات وسائل التواصل الاجتماعي، عن هيكل التنظيم في أنقرة.
وتبيّن أن المشتبه بهم قدموا مساعدات مالية لأعضاء التنظيم وعائلاتهم في مناطق النزاع في سوريا، من خلال حساباتهم المصرفية تحت عناوين مثل: "إنفاك، دعوة للتوحيد، التكفير، مساعدات للأخوات الأسيرات".
وقد أطلق فرع مكافحة الإرهاب التابع لمديرية أمن العاصمة عملية للقبض على المشتبه بهم، الذين تبين أنهم ارتكبوا جريمة تمويل الإرهاب.
ويأتي ذلك بعد أن ذكرت وكالة الأناضول يوم الاثنين أن جهاز الاستخبارات الوطنية (MIT) ألقى القبض على المسؤول التنفيذي في تنظيم داعش محمد غورين، المكنى "يحيى"، في عملية مباغتة بمنطقة أفغانستان-باكستان، ونقله إلى تركيا.
وزُعم أن غورين كان مديرًا لـ "ولاية خراسان" (ISKP)، وهو فرع منفصل من تنظيم داعش، مكلف بتنفيذ هجمات انتحارية.
وأظهرت التحقيقات أن المشتبه به كان يعمل مع أوزغور ألتون، المكنى "أبو ياسر التركي"، الذي سبق أن تم اعتقاله وإحضاره إلى تركيا من نفس المنطقة.
وقالت مصادر أمنية إن هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن غورين وافق على تنفيذ هجمات انتحارية ضد المدنيين في تركيا وباكستان وأفغانستان وأوروبا.
وفي غضون ذلك، كشف تقرير لباتو بوزكورك، من صحيفة "جمهورييت"، عن مراسلات داخلية لقيادة قوات الدرك في محافظة أنقرة بتاريخ 19 ديسمبر، تضمنت تحذيرات جدية من أن تنظيم داعش يسعى لتنفيذ أعمال إرهابية في المناطق المزدحمة ليلة رأس السنة الجديدة.
ووفقًا لتلك المراسلات، التي لم يتم نفيها بعد، كان يخطط التنظيم لشن هجمات مسلحة أو تفجيرات انتحارية، أو تفجيرات بسيارات مفخخة، أو هجمات بطائرات بدون طيار، أو دهس سيارات في مناطق مزدحمة.
وتم التركيز بشكل خاص على مراكز التسوق والأسواق العامة باعتبارها مناطق عالية الخطورة، وطُلب من الموظفين اتخاذ أعلى مستويات الاحتياطات.
وعُزي هذا التحذير إلى جهود التنظيم الرامية إلى "رفع الروح المعنوية وإثارة الخوف"، بعد أن ضعفت قدرته على تنفيذ هجمات من خلال عملياته في تركيا وخارجها.
وعلى مدى السنوات الماضية، نفذ داعش العديد من الهجمات الدموية في مناطق مختلفة من تركيا. ففي 10 أكتوبر 2015، هاجم انتحاريون تابعون للتنظيم مسيرة سلمية في أنقرة، مما أسفر عن مقتل 103 أشخاص. وقد تبين لاحقًا أنه تم تحذير الشرطة قبل الهجوم، لكن لم تُتخذ الاحتياطات اللازمة، ولا تزال المحاكمات المتعلقة بالهجوم جارية.
كما فقد 39 شخصًا حياتهم في الهجوم المسلح على ملهى "رينا" الليلي ليلة رأس السنة لعام 2017. بالإضافة إلى ذلك، قضى المئات من المدنيين في هجمات داعش على مطار أتاتورك، وسوروج، وديار بكر في نفس العام.