رافقت الاحتفالات بعيد الميلاد في مختلف المحافظات السورية إجراءات أمنية مشددة، شملت إغلاق طرق رئيسية تؤدي إلى أماكن العبادة.
شهدت الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام في سوريا مشهداً متناقضاً بين الاحتفال والحداد، في ظل تبدّلات سياسية وأمنية تلت التغيير الأخير في السلطة، حيث غلبت محافظة السويداء مشاهد الحداد على الاحتفال، بينما شهدت مناطق أخرى عودةً لمظاهر الفرح بعد سنوات من الغياب.
اقتصرت الاحتفالات في السويداء جنوب البلاد على إقامة القداس دون أي مظاهر احتفالية، للمرة الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وجاء ذلك استجابةً لدعوة الأب طوني بطرس، راعي كنيسة شهبا، الذي وجّه نداءً قبل أيام عبر بيان مصور لإلغاء جميع أشكال الاحتفال، داعياً الأهالي إلى الالتزام بالقرار، ومشيرًا إلى أن الخطوة تأتي "احترامًا لدماء الشهداء" و"نظراً للظروف الحساسة التي تمر بها المدينة".
ووفق مصادر محلية تحدثت ليورونيوز، اكتفت كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في السويداء بإضاءة شجرة الميلاد ومغارة العيد دون موسيقى أو عزف لفرقة الكشّاف، وخصصت مغارة منفصلة تذكارًا لضحايا أحداث تموز.
وقررت عدد من كنائس المحافظة تعليق احتفالات رأس السنة، واكتفت بالصلوات والطقوس الدينية داخل دور العبادة.
دمشق: قداس بطريركي ودعوات سلام
في المقابل، أقامت الطوائف المسيحية في دمشق والمحافظات الأخرى قداديس وصلوات احتفالاً بعيد الميلاد.
وفي كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك بحارة الزيتون، ترأس البطريرك يوسف العبسي قداس العيد، بمعاونة لفيف من الكهنة، فيما أدّت جوقة الكاتدرائية خدمة القداس.
وشدّد العبسي في عظته على "المعاني السامية للعيد" و"القيم التي أرساها السيد المسيح من محبة وتسامح"، داعياً إلى أن "يعمّ السلام والأمان على البشرية ويبعدهم عن الآلام والأحزان"، وفق ما نقلت وكالة سانا.
إدلب: عودة الاحتفال بعد غياب طويل
في تحوّل لافت، عادت مظاهر الاحتفال العلنية بعيد الميلاد إلى قرى القنية والجديدة واليعقوبية في ريف إدلب للمرة الأولى منذ 14 عاماً، بعد عودة السكان إليها.
وتمّت إضاءة شجرة الميلاد في قرية القنية وزُيّنت الشوارع، بعد أن كانت الاحتفالات في تلك المناطق خلال حكم هيئة تحرير الشام تقتصر على الصلوات فقط.
ورافقت الاحتفالات بعيد الميلاد في مختلف المحافظات السورية إجراءات أمنية مشددة، شملت إغلاق طرق رئيسية تؤدي إلى أماكن العبادة.
وتندرج هذه التدابير في إطار حملة أمنية تنفذها وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، لاستهداف خلايا نائمة يُشتبه بانتمائها إلى تنظيم داعش، في سياق المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ تولي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع السلطة.