ظهر الناطق الجديد باسم كتائب القسام مستخدمًا الاسم نفسه "أبو عبيدة"، في خطوة لافتة رافقت إعلان المقتل ومضامين الكلمة السياسية والعسكرية.
أعلن الناطق العسكري الجديد باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في كلمة مصورة، نع يسلفه المعروف بلقب "أبو عبيدة"، مشيرا إلى أن "اسمه الحقيقي هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت".
وفي الكلمة نفسها، ظهر الناطق الجديد الذي اعتمد اسم سلفه "أبو عبيدة"، وأعلن نعي عدد من قادة كتائب القسام الذين قضوا في قصف نفذه الجيش الإسرائيلي بعد "خرق اتفاق التهدئة".
وأوضح أن الكتائب تنعى محمد السنوار، قائد أركان كتائب القسام، ومحمد شبانة، قائد لواء رفح في الكتائب، ورائد سعد، قائد التسليح في الكتائب وقائد عملياتها الاسبق، إضافة إلى نعي حكم العيسى "أبو عمر"، قائلا إنه "عرفته لبنان وسوريا وبلاد شتى قبل أن يستقر في غزة".
وفي سياق حديثه عن التطورات الميدانية والسياسية، قال الناطق العسكري الجديد أنه "رغم ما جرى من اعتداءات وخروق، أدت حماس ما عليها من التزامات مراعاة لابناء شعبنا".
وأضاف: "وقف اطلاق النار منذ أكثر من شهرين جاء ثمرة لصمود شعبنا وتضحياته، ونهيب بمن يهمه الامر نزع السلاح الاسرائيلي الفتاك بدلا من الانشغال بالبنادق الفلسطينية".
وأضاف :"حقنا في المقاومة حق اصيل ومكفول، والعدوان لم يتوقف، والحراك عبر العالم يجب الا يتوقف".
وفي ختام الكلمة، وجّه نداء قال فيه: "نوجه النداء لابناء امتنا أن اغيثوا غزة التي ما زالت تعاني الامرّين، وواجب عليكم اغاثتها والتخفيف من معاناتها".
أول تعليق إسرائيلي
وفي أول تعليق إسرائيلي بعد إعلان حماس، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي :"أخيرًا اعترفت حماس بما كان قد أُعلن سابقا" بشأن مقتله، مستخدما عبارات هجومية بحق حماس والناطق السابق، وفق ما ورد في تصريحه الرسمي.
أبو عبيدة.. من الاستهداف إلى الإعلان الرسمي عن مقتله
كان الجيش الإسرائيلي وجهاز "الشاباك" قد أعلنا في بيان مشترك مساء السبت 30 آب/أغسطس تنفيذ غارة جوية داخل مدينة غزة، قالا إنها استهدفت قياديا بارزا في حركة حماس. وفي اليوم التالي أعلن الجانب الإسرائيلي رسميا مقتل أبو عبيدة المستهدف في الغارة.
ولم يصدر في ذلك الوقت تأكيد رسمي من حركة حماس بشأن مقتل "أبو عبيدة"، إلى أن ظهر اليوم في 29 كانون الاول/ديسمبر الناطق العسكري الجديد باسم الكتائب في كلمة مصورة، أعلن خلالها رسميا مقتل الناطق السابق، كاشفا أن اسمه الحقيقي هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، المعروف أيضا بلقب "أبو إبراهيم".
ويُعد أبو عبيدة من أبرز الوجوه الإعلامية لكتائب القسام خلال السنوات الماضية، إذ شغل موقع الناطق العسكري للكتائب، وارتبط اسمه بالبيانات المصورة التي كانت تصدر خلال جولات التصعيد والحروب على قطاع غزة. وحرص طوال فترة ظهوره على عدم الكشف عن هويته، مكتفيا بالظهور ملثما، من دون إظهار ملامحه.
وبرز أبو عبيدة بشكل واسع منذ عام 2006، عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ثم تعزز حضوره في السنوات اللاحقة، لا سيما خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، حيث بات أحد أبرز الأصوات المرتبطة بالخطاب العسكري لحماس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر في بداية الحرب اسما وصورة قالا إنها تعود لأبي عبيدة، واتهمه بـ"العمل من الأنفاق والاختباء بين المدنيين"، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية لاحقا إلى أن اسمه الحقيقي هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت.
وبإعلان مقتله رسميا في كلمة الناطق الجديد، تكون حركة حماس قد أغلقت ملف الغموض الذي أحاط بمصير الناطق العسكري السابق منذ إعلان استهدافه، وانتقلت في الوقت نفسه إلى مرحلة جديدة مع ظهور ناطق عسكري جديد يحمل الاسم ذاته "أبو عبيدة".
ما دلالة الإبقاء على الاسم؟
يثير قرار حركة حماس الإبقاء على اسم "أبو عبيدة" مع ظهور الناطق العسكري الجديد تساؤلات حول دوافع هذا الخيار، خصوصا في ظل المكانة التي اكتسبها الاسم خلال السنوات الماضية. فقد بات "أبو عبيدة" مرتبطا في الوعي العام بخطاب كتائب القسام، وبالبيانات العسكرية التي رافقت مراحل مفصلية من المواجهة.
ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى الإبقاء على الاسم بوصفه محاولة للحفاظ على الأثر المعنوي المرتبط به، وتجنب خسارة رمز إعلامي أصبح مألوفا لدى جمهور الحركة وأنصارها، في وقت حساس سياسيا وميدانيا. كما يسمح هذا الخيار باستمرار الخطاب بالعنوان نفسه، من دون الدخول في مرحلة إعادة تقديم أو بناء صورة جديدة.
رسالة السلاح في خطاب الناطق الجديد؟
يأتي ظهور ناطق عسكري جديد في وقت يتزايد فيه الحديث الإسرائيلي والأميركي عن مستقبل سلاح حركة حماس، واعتبار نزع هذا السلاح شرطا اساسيا لاي ترتيبات تتعلق بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وفي هذا السياق، قال الناطق العسكري الجديد باسم كتائب القسام أن :"شعبنا يدافع عن نفسه ولن يتخلى عن سلاحه طالما بقي الاحتلال ولن يستسلم ولو قاتل بأظافره".
ويأتي ظهور الناطق الجديد للقسام في وقت تتكثف فيه الاتصالات السياسية المرتبطة بمسار التهدئة في غزة وبحث الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق، وسط إصرار إسرائيلي على نزع سلاح حركة حماس وتباين في المواقف حول الترتيبات الأمنية المصاحبة لذلك.
توقيت يسبق لقاء نتنياهو وترامب
لا يقل توقيت الظهور أهمية عن مضمونه، إذ جاء قبل ساعات قليلة من لقاء مرتقب في الولايات المتحدة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو لقاء يُنتظر أن يتناول مستقبل التهدئة، والانتقال المحتمل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.