تسبب هجوم إلكتروني في شلل جزئي لشركة "جاكوار لاند روفر"، أكبر مصنّع سيارات في بريطانيا، ما أدى إلى وقف الإنتاج في مصانعها الرئيسية وتوقف آلاف العمال عن العمل، وسط توقعات بأن يستمر التعطل حتى تشرين الأول/أكتوبر.
تشهد شركة جاكوار لاند روفر (JLR)، أكبر مصنّع سيارات في بريطانيا والتابعة لمجموعة "تاتا" الهندية، اضطراباً واسعاً بعد هجوم إلكتروني خطير استهدف أنظمتها، وسط توقعات بأن يستمر التعطل حتى تشرين الأول/أكتوبر.
وأدى الهجوم إلى وقف الإنتاج في مصانع الشركة الرئيسية في هاليوود (ميرسيسايد) وسوليهول ووولفرهامبتون بوسط إنكلترا، حيث طُلب من آلاف العمال البقاء في منازلهم حتى الثلاثاء، مع ضمان حصولهم على رواتبهم وتسجيل ساعات العمل لتعويضها لاحقاً.
أثر ممتد إلى موردين وعمليات خارجية
تشير التقديرات إلى أن حالة الشلل قد تمتد حتى نهاية الأسبوع الجاري وربما لفترة أطول، سواء في عمليات الشركة داخل المملكة المتحدة أو في مواقعها في سلوفاكيا والبرازيل والهند، إضافة إلى عشرات الموردين.
وبحسب صحيفة "صنداي تايمز"، فإن شركات مثل Evtec وWHS Plastics وSurTec وOPmobility، التي توظف مجتمعة أكثر من 6 آلاف عامل في بريطانيا، أبلغت موظفيها أيضاً بالبقاء في منازلهم.
كما أضافت الصحيفة أن هناك تكهنات بأن عمليات JLR ستتأثر "معظم شهر أيلول/سبتمبر" أو لفترة أطول.
اضطراب في الأنظمة الرقمية
أدى الهجوم إلى قطع الوصول عن عشرات الأنظمة الرقمية الأساسية، بما في ذلك قواعد بيانات قطع الغيار.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن مصادر مطلعة أن وكلاء السيارات وورش التصليح تمكنوا من مواصلة عملهم رغم الهجوم، لكن مع اضطرابات كبيرة، حيث اضطروا للاعتماد على المكالمات الهاتفية والأنظمة اليدوية، وفي بعض الحالات حتى القلم والورق، لتسجيل المركبات وتأمين قطع الغيار.
وشهدت شركات بريطانية أخرى حوادث مماثلة في السابق، منها ماركس آند سبنسر الذي تعطلت طلباته الإلكترونية لأكثر من ستة أسابيع، بينما تمكنت شركات مثل "كو-أوب" و"هارودز" من الحد من الأثر بفضل سرعة اكتشافها للهجوم.
وفي حين أن تلك الهجمات أسفرت عن تسريب بيانات آلاف العملاء، أبلغت JLR مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا بالحادث الأخير تحسباً لأي اختراق للبيانات، لكن من دون وجود دليل حتى الآن على وقوع خرق.
موقف الشركة
أوضح متحدث باسم جاكوار لاند روفر أن الشركة "تواصل العمل على مدار الساعة لإعادة تشغيل أنظمتها العالمية بطريقة آمنة ومنضبطة بعد الهجوم الإلكتروني الأخير"، مشيراً إلى أنها تعمل "بالتعاون مع خبراء أمن سيبراني من جهات خارجية ومع سلطات إنفاذ القانون".
وأضاف المتحدث: "نود أن نشكر عملاءنا وشركاءنا وموردينا وزملاءنا على صبرهم ودعمهم، ونعرب عن أسفنا الشديد للاضطراب الذي تسببت به هذه الحادثة. شركاؤنا في قطاع البيع بالتجزئة ما زالوا مستمرين في عملهم، وسنواصل تقديم المزيد من التحديثات".
هوية المهاجمين
الأربعاء الماضي، أعلنت مجموعة قراصنة ناطقين بالإنكليزية مسؤوليتها عن الهجوم، ونُشرت لقطات شاشة على قناة عبر تطبيق تلغرام تشير إلى تورط مجموعات معروفة مثل Scattered Spider وLapsus$ وShinyHunters.