ما هي ظاهرة إل نينيو التي تبشر عودتها بصيف حار جداً على مستوى العالم؟

ستتسبب ظاهرة إل نينيو بزيادة الجفاف حول العالم وكوارث بيئية أخرى أبرزها الحرائق
ستتسبب ظاهرة إل نينيو بزيادة الجفاف حول العالم وكوارث بيئية أخرى أبرزها الحرائق Copyright Michael Macor/San Francisco Chronicle via AP
Copyright Michael Macor/San Francisco Chronicle via AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تسببت ظاهرة إل نينيو خلال السنوات الثماني الأخيرة في أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة على الإطلاق في كوكبنا. واليوم هناك إنذار من الأمم المتحدة، وتحديدا من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يفيد بأن على العالم التحضر لدرجات حرارة قياسية بسبب هذه الظاهرة.

اعلان

يرجح علماء المناخ إلى حد كبير تشكل ظاهرة إل نينيو المناخية هذه السنة، لتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة إلى حد تسجيل درجات قياسية جديدة في سياق الاحتباس الحراري، وهذا ما حذرت منه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أمس الاربعاء. 

لقد تسببت الظاهرة خلال السنوات الثماني الأخيرة في أعلى ارتفاع لدرجات الحرارة على الإطلاق في كوكبنا. واليوم هناك إنذار من الأمم المتحدة، وتحديداً من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يفيد بأنه هناك احتمال بنحو 60% كي تتطور ظاهرة إل نينيو بحلول نهاية شهر تموز/يوليو المقبل، و80%  بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

انعكاسات في كامل أنحاء الكوكب

أطلق صيادون من أمريكا اللاتينية اسم "إل نينيو" (ويعني الطفل المقدس باللغة الإسبانية) على الظاهرة المناخية، لأنها ظهرت بعيد عيد الميلاد شرق المحيط الهادئ.

كان الصيادون أول المتضررين من الظاهرة المناخية هذه التي تجلب الحر إلى المحيط، لأن الاسماك لا تستطيع مقاومتها، لكن من حسن الحظ أن هذه الحرارة تعوضها "إل نينيا" الصفة الأنثوية للظاهرة، بتياراتها الباردة التي تطرد التيارات الحارة وتسمح بصعود المياه من عمق مائة ومائتي متر، وهي مياه غنية بالمواد الغذائية (الآزوت والفوسفور).

تلك المياه تزخر بالعوالق البحرية، وهي تجذب الأسماك والطيور وهي تسعد الجميع، وهنا تتعقد الأمور، فإل نينيو الذي نتحدث عنه هو شيء آخر: هو خلل للحرارة سيكون له انعكاسات مناخية في كل أنحاء العالم.

إن تعاقب دورتي إل نينيو وإل نينيا تعد عادية، فهي جزء من حركة الجو، ولكننا هنا نجد أنفسنا في سياق ترتفع فيه درجات الحرارة جدا شرق المحيط الهادئ، فعندما ترتفع الحرارة عرضياً نصف درجة، نتحدث حينها عن سنة إل نينيو، فنحدد زيادة في نزول الأمطار في شمال غرب أمريكا اللاتينية وجفافا في غرب المحيط الهادي، تتجسد في حرائق كارثية للغابات بين أوقيانيوسيا وجنوب شرق آسيا.

لقد عرفت أمريكا الجنوبية ظاهرة تعاقب إل نينيو وإل نينيا منذ زمن بعيد، ولكن إل نينيو ظاهرة حديثة تعود إلى العقود الثلاثة الأخيرة، فلماذا أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيرها هذه السنة أكثر من العام الماضي؟ 

الخطأ يعود إلى النماذج المناخية بحسب خبراء الأرصاد الجوية، إذ هناك عمليات حسابية معقدة يقوم بها علماء المناخ وعلماء البحار، ويدمجون فيها جميع أنواع المعطيات: فعلى غرار نماذج الطقس المعتمدة على درجات الحرارة والرطوبة والضغط، سنجد في نماذج علم البحار استخدام حرارة المياه والتيارات المائية ودرجة الملوحة ومن ثم مراقبة أي تطور. 

وعندما تتقارب السيناريوهات وتوحي بزيادة ملحوظة لدرجة الحرارة في المحيط الهادي، حينها يمكن إعلان احتمال وقوع هذه الظاهرة، وتلك نتيجة لعملية وضع نماذج على نطاق واسع من التفاعل بين المحيط والجو. 

ولكن ينبغي مع ذلك الانتباه، فحدوث موجة حر محتملة هذا الصيف، لن يكون تحت تأثير إل نينيو، لأن تأثيرات الظاهرة في الطقس ستكون ملحوظة على الأقرب نهاية العام أو بداية 2024.

وماذا عن إل نينيو الخارق؟ بعض علماء المناخ تصوروا ذلك: درجة حرارة المحيط الهادي بارتفاع درجتين اثنتين ظاهرة متطرفة، لم يسجل وقوعها إلا ثلاث مرات منذ أربعين عاما ( خلال الثمانينيات والتسعينيات والعشرية الثانية بعد الألفين)، ولكن هذا النوع من التنبؤات بحسب الخبراء أمر مبالغ فيه.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تسوّل القرن الواحد والعشرين.. حين يصبح تيك توك وسيلة الشباب للحصول على المال

شاهد: سماء برتقالية! غبار الصحراء يُغرق جنوب اليونان وشرق ليبيا

عواقب كارثية على البشر والاقتصاد.. أوروبا "تسخن" بسرعة وتبلغ ضعف المعدل العالمي