تزداد سخونة المفاوضات الأربعاء في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي (كوب28) في محاولة لإنهاء الأسبوع الأول بإحراز تقدم بشأن قضية الوقود الأحفوري الأكثر إثارة للخلافات.
ويُنتظر في دبي صدور نسخة جديدة من النص قيد المناقشة بهدف التوصل إلى اتفاق، نظريا بحلول 12 كانون الأول/ ديسمبر وفق ما أفاد أحد المراقبين. ولكن لا شيء مؤكدًا في مؤتمر الأطراف، لا من حيث الشكل أو المضمون.
وقال أحد المفاوضين مساء الثلاثاء إن الوضع "يشهد ديناميكية عالية"، فيما ناقش ممثلو ما يقرب من 200 دولة حتى وقت متأخر جدًا العقدة المستعصية في المسودة النهائية للاتفاق والمتعلقة بمصير النفط والغاز والفحم، الأسباب الرئيسية لظاهرة الاحترار المناخي.
طُرحت خيارات عدة على الطاولة، من بينها "الخروج المنظم والعادل من الوقود الأحفوري". ويؤشر طرح هذه الصيغة إلى إجماع محتمل من شأنه أن يحدد هدفًا عالميًا مع السماح بأهداف زمنية مختلفة استنادًا إلى درجة تطور كل بلد ومدى اعتماده على الوقود الأحفوري.
لكن هذا الخِيار يوازيه احتمال عدم اتخاذ أي قرار بشأن الوقود الأحفوري، وهو ما يظهر في هذه المرحلة معارضة كل من المملكة العربية السعودية والصين، وفق الكثير من المراقبين الذين حضروا الاجتماعات المغلقة.
وعارضت الهند بدورها تحديد أهداف قطاعية أو في مجال مصادر طاقة محددة مساء الثلاثاء، وفق ما أكد مشارك في المفاوضات لوكالة فرانس برس.
من سيبقى على متن "القطار"؟
قال المفاوض السعودي خالد المهيد الثلاثاء إن اتفاق باريس لعام 2015 "كان نجاحًا كبيرًا لنا جميعا. والتحدي الآن هو كيف نبقي جميع الركاب في القطار"، مؤكدًا بهذا التعبير الدبلوماسي الملطف معارضة السعودية الحازمة لأي رسالة ضد النفط في مؤتمر الأطراف.
في الوقت الحالي، لا يقترح النص هدفًا قصير المدى لأنواع الوقود الأحفوري الثلاثة، في حين يقدر خبراء المناخ أنه يجب تخفيض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2019 أملًا في أن لا يتجاوز الاحترار العالمي 1,5 درجة مئوية.
يُفترض أن تُعرض المسودة الجديدة المتوقعة الأربعاء خلال جلسة عامة موسعة لتقييم الأسبوع الأول من العمل قبل استراحة الخميس ووصول الوزراء نهاية الأسبوع ليمسكوا بزمام الأمور على المستوى السياسي في الأيام الأخيرة.
في الوقت نفسه، أكدت خدمة كوبرنيكوس الأوروبية أن عام 2023 سيكون فعلًا "الأكثر حرارة" في التاريخ بعدما سُجلت مستويات غير اعتيادية في تشرين الثاني/نوفمبر.
كان شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023 أكثر دفئًا بمقدار 1,75 درجة مئوية عن متوسط الأشهر المماثلة خلال الحقبة 1850-1900، وهو ما يتوافق مع عصر ما قبل الصناعة.
لذا فإنّ الخريف في نصف الكرة الشمالي هو الأكثر سخونة في التاريخ "بهامش واسع"، مع تسجيل 0,88 درجة مئوية فوق المتوسط، وفق مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.
وقالت سامانثا بورجيس، نائبة مدير مرصد كوبرنيكوس "إن شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الاستثنائي هذا، بما في ذلك يومان مع درجات حرارة أعلى بدرجتين من زمن ما قبل الصناعة، يعني أن عام 2023 هو الأكثر سخونة على الإطلاق في التاريخ".