أدى منخفض جوي ضرب مناطق متفرقة من اليمن بينها عدن إلى سيول قوية تسبب في مقتل عدد من المدنيين وفقدان آخرين بينما غرقت شوارع وأحياء بكاملها نتيجة الأمطار القوية التي هطلت على المنطقة.
اعلان
وأعلن مركز الإنذار المبكر اليمني عن الموجة الثالثة من المنخفض الجوي التي تضرب مناطق مختلفة في اليمن، مشيراً إلى تمركز كبير للعواصف الرعدية والسيول في محافظات صحراوية رئيسية، وهي المهرة وحضرموت والجوف ومأرب.
وأصدر تحذيرات للسكان تدعو إلى اتخاذ الحيطة والحذر لتجنب المخاطر الناجمة عن هذه الظواهر الجوية.
ودعت مصلحة الدفاع المدني المواطنين إلى الخروج من منازلهم المعرضة للانهيارات حفاظا على سلامتهم.
ويضرب اليمن منذ الثلاثاء الماضي، "منخفض جوي أخدودي"، مما أسفر عن تدفق سيول جارفة أدت لأضرار مادية وبشرية وسط استنفار السلطات اليمنية لمعالجة الأضرار في عددا من المحافظات.
ضحايا بينهم أطفال
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر محلية أن 8 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم، بينهم أطفال، وأصيب آخرون في عدد من محافظات اليمن، جراء سيول جارفة وأمطار غزيرة خلال اليومين الماضيين.
وقالت مصادر محلية بمحافظة حجة بشمال غرب البلاد إن 3 أطفال أشقاء تترواح أعمارهم بين 5 و11 عاماً توفوا، السبت، جراء انهيار منزلهم.
وذكرت مصادر محلية أن الأمطار الغزيرة التي تشهدها عدة مناطق بحجة ألحقت دماراً واسعاً في منازل وممتلكات مئات النازحين بمنطقة عبس غربي المحافظة.
وأكدت مصادر محلية وسكان في محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، مساء الجمعة، وفاة أب وابنه غرقاً في مياه السيول الجارفة في مديرية عسيلان شمال غربي المحافظة الغنية بالنفط، بعد ساعات من وفاة طفلين وشاب في حوادث غرق بالمحافظة وفي حضرموت المجاورة، ليرتفع عدد وفيات الغرق بمياه السيول في محافظتي شبوة وحضرموت إلى 5 حالات خلال 48 ساعة.
وشهدت مدينة عدن بجنوب البلاد، السبت، سيولاً جارفة وأمطاراً غزيرة غير مسبوقة استمرت عدة ساعات، مما تسبب في توقف شبه كلي لحركة السير في عدد من الشوارع والتقاطعات الرئيسية، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
وتسببت السيول بتوقف حركة المركبات على الطريق البحري، وإزدحام المرور على ضفتي الجسر، وفي منافذ مديريتي خورمكسر والمنصورة.
يوم الثلاثاء الماضي، ضربت مدينة عدن سيول مشابهة نتيجة الأمطار القوية أدت إلى غرق أحياء كثيرة وإصابة شخصين.
المزيد من الأمطار
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية التابعة لحكومة صنعاء هطول المزيد من الأمطار الغزيرة في الساعات المقبلة على محافظات صنعاء، المحويت، حجة، ذمار، ريمة، إب، عمران، وصعدة.
وأشارت إلى أنه من المتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة على محافظات تعز، الضالع، لحج، البيضاء، مأرب، الجوف، أبين، شبوة، حضرموت والمهرة ومرتفعات سهل تهامة.
وبحسب ذات المصدر، فقد هطلت الأحد أمطار رعدية متفاوتة الغزارة تدفقت على إثرها السيول شملت المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية والوسطى والمناطق الساحلية وسهل تهامة وأجزاء من الهضاب الداخلية والصحارى.
مساعدات للمتضررين
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر اليمني فرع محافظة الحديدة أنها دشنت مركز توزيع مساعدات غذائية وإيوائية طارئة للأسر المتضررة من السيول في مديرية باجل، بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وخصصت المساعدات لنحو300 أسرة من أبناء حارة صدام بالمديرية، التي تضررت منازلها وممتلكاتها جراء السيول، في إطار الجهود الإنسانية للتخفيف من معاناتها.
تحذير أممي
من جهتها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" من أن اليمن يواجه مخاطر متزايدة جراء أمطار غزيرة متوقعة خلال الأيام الأخيرة من أغسطس/ آب، قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية في عدد من المحافظات الجبلية والساحلية.
وقالت المنظمة في نشرتها للإنذار المبكر إن ذروة موسم الخريف هذا العام تشهد هطولاً فوق المعدل الطبيعي، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى، مع امتدادها إلى السواحل المجاورة.
وأشارت المنظمة إلى أن محافظات إب وتعز وحجة وصعدة من بين أكثر المناطق عرضة للفيضانات، إلى جانب أودية سردود وبني قيس ورماع وحرض، حيث حُدد مستوى الخطورة بأنه "عالٍ".
وأفادت المنظمة أن استمرار الأمطار يزيد من احتمالية حدوث سيول جارفة تُهدد الممتلكات والبنية التحتية وسبل العيش الزراعية، فضلاً عن خطر نزوح السكان القاطنين قرب مجاري الأودية ومناطق تجمع المياه. كما حذرت "فاو" من انهيارات أرضية في المناطق شديدة الانحدار، قد تعزل بعض القرى الريفية.
وأوصت المنظمة المجتمعات المحلية والمزارعين والرعاة باتخاذ تدابير وقائية، من بينها تجنب عبور الأودية المغمورة بالمياه، نقل الماشية إلى مناطق مرتفعة وآمنة، وتعزيز قنوات التصريف الزراعية.
وتشهد عدة محافظات يمنية بالمناطق الجبلية والساحلية منذ منتصف يونيو/ حزيران تغيرات مناخية مصحوبة بأمطار غزيرة وعواصف رعدية ورياح شديدة، تسببت في مقتل عشرات.
وشهد العام الماضي سيولاً هي الأكبر في تاريخ اليمن أدت إلى مقتل العشرات وتدمير مئات المنازل.