Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

تحت جليد غرينلاند.. مدينة أميركية نووية تعود إلى الضوء بعد 65 عاماً

صورة تعبيرية للقوات العسكرية الدنماركية تشارك في مناورة مع مئات الجنود من العديد من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في كانجرلوسواك، جرينلاند
صورة تعبيرية للقوات العسكرية الدنماركية تشارك في مناورة مع مئات الجنود من العديد من الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في كانجرلوسواك، جرينلاند حقوق النشر  Ebrahim Noroozi/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Ebrahim Noroozi/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

القاعدة، التي حملت اسم كامب سنتشري (Camp Century)، كانت مشروعاً سرياً طموحاً للجيش الأميركي أُقيم تحت ذريعة الأبحاث العلمية، لكنها في الواقع كانت واجهة لخطّة نووية سرّية عُرفت باسم "مشروع آيس وورم".

اعلان

في اكتشاف مذهل يكشف عن فصل جديد من أسرار الحرب الباردة، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن علماءها عثروا على بقايا قاعدة عسكرية أميركية مدفونة على عمق نحو 100 قدم تحت الجليد في شمال غرينلاند.

القاعدة، التي حملت اسم كامب سنتشري (Camp Century)، كانت مشروعاً سرياً طموحاً للجيش الأميركي أُقيم تحت ذريعة الأبحاث العلمية، لكنها في الواقع كانت واجهة لخطّة نووية سرّية عُرفت باسم "مشروع آيس وورم" (Project Iceworm).

رحلة فوق الجليد تكشف السر

خلال رحلة استكشافية في أبريل 2024 فوق الغطاء الجليدي في غرينلاند، التقط عالم ناسا تشاد غرين صوراً رادارية كشفت عن تشكيلات هندسية غريبة تحت السطح.

وبعد تحليل البيانات، تأكد العلماء من أن ما يرونه هو كامب سنتشري، القاعدة التي اختفت تحت الجليد منذ أكثر من ستة عقود.

يقول أليكس غاردنر، عالم الجليد في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: "كنا نبحث عن قاع الغطاء الجليدي، وفجأة ظهرت أمامنا القاعدة. لم نكن نعرف في البداية ما الذي ننظر إليه."

مدينة سرّية تحت الصفر

بُنيت كامب سنتشري بسرية تامة بين عامي 1959 و1960 بواسطة فيلق مهندسي الجيش الأميركي، ووصفت آنذاك بأنها "مدينة تحت الجليد".

ضمت القاعدة 21 نفقاً تمتدّ لمسافة تقارب 3 كيلومترات، وكانت تحتوي على مساكن، ومختبرات، وغرف طعام، وحتى مفاعل نووي صغير لتوليد الطاقة.

وقد استخدمت ناسا في اكتشافها الحديث تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية المحمول جوّاً (UAVSAR)، وهي تقنية تعتمد على الموجات الراديوية لتصوير البنى المدفونة تحت السطح، وتُستخدم عادة في البحث عن الآثار المفقودة أو البنى الجيولوجية القديمة.

اتفاقية دفاع ومخطط نووي

جاء إنشاء القاعدة في إطار اتفاقية دفاع موقّعة عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمارك (التي كانت غرينلاند تابعة لها آنذاك)، تتيح للولايات المتحدة إقامة قواعد عسكرية في الجزيرة ضمن نطاق الدفاع عن شمال الأطلسي.

لكن خلف الواجهة العلمية، كانت كامب سنتشري جزءاً من خطة طموحة حملت اسم "مشروع آيس وورم"، هدفها إنشاء شبكة أنفاق ضخمة تحت الجليد تمتدّ على 52 ألف ميل مربع لإخفاء 600 صاروخ نووي باليستي موجّه نحو الاتحاد السوفييتي.

كان المشروع يتطلب إنشاء 60 مركز إطلاق وتشغيله بواسطة 11 ألف جندي يعيشون بشكل دائم في "المدينة الجليدية".

التحدي المستحيل

كانت مهمة بناء القاعدة شبه مستحيلة، درجات حرارة تصل إلى 70 درجة تحت الصفر، ورياح بسرعة 200 كيلومتر في الساعة، ومعدات ثقيلة لا تتحرك أسرع من ميلين في الساعة على الجليد.

احتاج الجيش الأميركي إلى 6,000 طن من المواد شُحنت عبر قاعدة “ثوليه” في رحلة استغرقت 70 ساعة بواسطة زلاجات ضخمة.

تم حفر خنادق طويلة في الجليد، أبرزها ممر أُطلق عليه اسم "الشارع الرئيسي" (Main Street)، قبل أن تُبنى فوقها الهياكل الخشبية والمعدنية.

القلب النابض للقاعدة كان مفاعلاً نووياً صغيراً من طراز PM-2A، يعمل بقدرة متوسطة لتوفير الطاقة والتدفئة في واحدة من أقسى البيئات على وجه الأرض.

علم… يخفي سلاحاً

خلال فترة تشغيلها القصيرة، أنجز العلماء هناك أبحاثاً مهمة في علم الجليد، إذ قاموا بأولى عمليات استخراج أنوية الجليد (Ice Cores) التي كشفت لاحقاً عن تاريخ مناخي مذهل لغرينلاند حين كانت أرضاً خضراء مغطاة بالغابات والحياة البرية.

لكن تلك الأبحاث لم تكن الهدف الحقيقي، فالمشروع العلمي لم يكن سوى غطاء سياسي وإعلامي يخفي وراءه خطة تسليحية سرية لم تُخبر بها حتى الحكومة الدنماركية.

وبعد سنوات من التجارب والتحديات، أدركت واشنطن أن المشروع غير قابل للتنفيذ عملياً، فتمّ إغلاق القاعدة عام 1967.

وفي عام 1997، كشف المعهد الدنماركي للشؤون الدولية تفاصيل "مشروع آيس وورم"، لتتحول كامب سنتشري إلى رمز خفي للحرب الباردة.

خطر يذوب مع المناخ

اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على إغلاق القاعدة، لا تزال بقاياها — ومعها 47,000 غالون من النفايات النووية — مدفونة تحت الجليد.

فعند إخلاء الموقع، أُزيل المفاعل النووي نفسه، لكن النفايات لم تُنقل، وهي الآن مهددة بالانكشاف مع استمرار ذوبان الجليد بسبب التغير المناخي.

يحذر العلماء من أن ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند قد يؤدي إلى كشف تلك النفايات بحلول عام 2090.

ويقول عالم المناخ ويليام كولغان من جامعة يورك الكندية: "في الستينيات لم يكن أحد يتحدث عن الاحتباس الحراري. كانوا يظنون أن الجليد سيبقى للأبد. لكن المناخ يتغير، والسؤال الآن: هل سيبقى ما تحت الجليد مدفوناً... أم سيعود ليطاردنا؟"

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

برج إيفل في خطر؟ حقيقة الشائعات حول هدمه العام المقبل

خدمة عسكرية عن طريق القرعة.. ألمانيا تخطط لتطوير قدرات جيشها

دراسة: اللقاح المحدث لكوفيد-19 قلّص الوفيات وحالات الاستشفاء بين المحاربين القدامى في أمريكا