تشير دراسة علمية حديثة إلى أن فقدان الوزن في منتصف العمر قد لا يحمل دائمًا الفوائد نفسها التي تظهر لدى الأشخاص الأصغر سنًا، بل قد يترك تأثيرات غير متوقعة على صحة الدماغ.
تتبّع فريق بحثي من جامعة بن غوريون في النقب كيفية تأثير السمنة الناتجة عن النظام الغذائي وفقدان الوزن اللاحق على فئران يافعة ومتوسطة العمر. وخلال مرحلة فقدان الوزن، استعادت المجموعتان السيطرة الصحية على مستويات الغلوكوز في الدم، ما يؤكد ان الفوائد الايضية الرئيسية لفقدان الوزن يمكن ان تتحقق في اعمار مختلفة.
وأجريت الدراسة بدعم من منحة داخلية في جامعة بن غوريون بالشراكة مع معهد ايلسي كاتز لعلوم وتكنولوجيا النانو، اضافة الى منح من المؤسسة الاميركية الاسرائيلية للعلوم والمؤسسة الاسرائيلية للعلوم، ونشرت في 17 تشرين الاول/ أكتوبر 2025 في مجلة غيروساينس.
التهاب في الدماغ لدى الفئران متوسطة العمر
لكن النتائج حملت اشارة مقلقة لدى الفئران متوسطة العمر، حيث زادت عملية فقدان الوزن بشكل غير متوقع مستوى الالتهاب في منطقة تحت المهاد (جزء اساسي من الدماغ ينظم الشهية وتوازن الطاقة ووظائف حيوية متعددة). وكشفت التحاليل الجزيئية وصور الخلايا المناعية في الدماغ ان الالتهاب استمر لعدة اسابيع قبل ان يبدأ بالتراجع تدريجيا.
ورغم ان التأثيرات طويلة الامد لهذه الاستجابة الالتهابية تبقى غير معروفة، الا ان الباحثين يشيرون الى ارتباط الالتهاب المزمن في الدماغ بالتراجع المعرفي وامراض مثل الزهايمر. وهذا يطرح اسئلة جديدة حول كيفية تأثير فقدان الوزن في منتصف العمر على صحة الدماغ بشكل عام.
تصريحات الباحثين والحاجة الى دراسات اضافية
وقال الون زيمر، وهو مرشح لدرجة "ام دي بي اتش دي" والمؤلف الاول للدراسة، ان فقدان الوزن في منتصف العمر "ليس مجرد تكرار لما يحدث في البلوغ المبكر". واضاف ان فقدان الوزن يبقى ضروريا لاستعادة الصحة الايضية، لكن من المهم فهم تأثير هذه العملية على الدماغ "وضمان عدم المساس بصحة الدماغ".
واوضحت الدكتورة الكسندرا تسترينا ان الدراسة رصدت استجابة الجسم لفقدان الوزن عبر بعدين جزيئي وبنيوي، باستخدام تقنيات تصوير مجهري وتحليل حاسوبي متقدم تساعد على كشف تغيرات دقيقة قد تكون لها تداعيات صحية.
ويؤكد الباحثون ان هناك حاجة لاستكمال الابحاث لفهم الآليات التي تقف خلف هذه الاستجابة الالتهابية المؤقتة، املا في تطوير استراتيجيات تحافظ على فوائد فقدان الوزن وتحمي في الوقت نفسه صحة الدماغ لدى الاشخاص في منتصف العمر وما بعده.