القمّة الأطلسية في يومها الثاني.. سحبٌ داكنة وتصريحات "متفائلة"

قمّة قادة دول حلف شمال الأطلسي ـ العاصمة البريطانية، لندن.
قمّة قادة دول حلف شمال الأطلسي ـ العاصمة البريطانية، لندن. Copyright رويترز
Copyright رويترز
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

جاء انعقاد القمّة الأطلسية في ظل تجاذبات وخلافات بين الدول الأعضاء، خاصة بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، وذلك في وقت تتراكم أمام الحلف الكثير من التحديات من بينها عودة روسيا كلاعب رئيس على الساحة الدولية، وصعود الصين كقوة عسكرية، وعسكرة الفضاء، إضافة إلى التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

اعلان

استهلّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الثاني للقمّة الأطلسية، التي تعقد في العاصمة البريطانية، لندن، بتصريحات أكد فيها أن الحلف يتمتّع بـ"حيوية" و"وفعّالية"، وذلك تأكيداً عن رفضه للتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي حول "الموت السريري" للحلف الذي مضى على تأسيسه 70 عاماً.

وجاء انعقاد القمّة الأطلسية في ظل تجاذبات وخلافات بين الدول الأعضاء، خاصة بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، وذلك في وقت تتراكم أمام الحلف الكثير من التحديات من بينها عودة روسيا كلاعب رئيس على الساحة الدولية، وصعود الصين كقوة عسكرية، وعسكرة الفضاء، إضافة إلى التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.

سحب داكنة في سماء القمّة

وقال ستولتنبرغ: إنه وعلى الرغم من المشاحنات التي تصدرت عناوين الصحف، إلا أن الحلف يتمتّع بصحة جيدة، وقد تمكّن من تعزيز قدراته للقيام بمهمته الأساسية المتمثلة في الدفاع عن أوروبا بعد أن ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014.

وليس من المؤكد أن التصريحات "المتفائلة" التي أطلقها ستولتنبرغ اليوم ستبدد السحب الداكنة التي تراكمت في سماء القمّة نتيجة تصريحات بعض زعماء الحلف والتي عكست تبايناً في الرؤى واختلافاً في السياسات.

فالرئيس الفرنسي أكد على أن الإرهاب هو "العدو المشترك"، مبدئياً خلال لقاء مع الرئيس الأميركي "أسفه للقول إنه ليس لدينا حول الطاولة التعريف نفسه للإرهاب". وحين لفت دونالد ترامب إلى أن العديد من الجهاديين قادمون من أوروبا سائلا ماكرون من باب المزاح إن كان يريد استرجاع بعضهم، رد الرئيس الفرنسي بنبرة جافة "لنكن جديين".

"لا أحد بحاجة إلى الحلف أكثر من فرنسا"

ترامب من ناحيته، لم يخف استياءه حيال تصريحات ماكرون الذي وصف الحلف الأطلسي بأنه "في حال موت سريري" وندد بعدم القيام بمراجعة استراتيجية حيال روسيا والإرهاب، فأكد الرئيس الأميركي أن هذه التصريحات "مهينة للغاية" و"مسيئة جدا"، مشيرا إلى أن "لا أحد بحاجة إلى الحلف الأطلسي أكثر من فرنسا".

ماكرون أوضح أن الهدف من تصريحه كان تحفيز الحلف والتنديد بالقرارات الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة وتركيا بدون تشاور والتي عرضت للخطر العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجارية في سوريا بمشاركة قوات من فرنسا ودول حليفة أخرى.

واتخذت الانتقادات الموجهة لأنقرة التي كان يؤخذ عليها بالأساس شراؤها منظومة صواريخ روسية، منحى حادث دبلوماسي الأسبوع الماضي حين رد إردوغان على ماكرون بأنه هو نفسه "في حال الموت الدماغي".

للمزيد في "يورونيوز":

اجتماع رباعي

وطلب الرئيس الفرنسي من أنقرة توضيح موقفها، لكنه لم يلق استجابة خلال اجتماع رباعي مع الرئيس رجب طيب إردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبوريس جونسون قبل بدء القمة، وفضّل ماكرون عدم زيادة التوتر في علاقاته المعقدة بالأساس مع نظيره التركي، مشددا على "ضرورة المضي قدما"، غير أن الخلاف لا يزال قائما، إلى حد أن فرنسا تخشى أن تعرقل تركيا أي تقدم خلال اليوم الثاني للقمة، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي.

والجدير بالملاحظة أن ستولتنبرغ كان أكد يوم أمس الثلاثاء أن الحلف ليس لديه خطة للدفاع عن دول البلطيق، مضيفاً: ليس من الصواب التشكيك في ضمان الحلف الغربي لأمن الدول الأعضاء فيه، لكنه يعمل على رأب الصدع مع تركيا التي تعهدت بإعاقة خطة الحلف للدفاع عن دول البلطيق ما لم يدعمها الحلف في الإقرار بأن وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية.

وردا على سؤال حول إمكانية حل الخلاف باختتام قمة لندن قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: "لا أتعهد بذلك، ما يمكنني أن أقوله هو أننا نعمل على ذلك".

"الكل من أجل واحد وواحد من أجل الكل"

ومن المنتظر أن يصدر عن القمّة، في ختام أعمالها، بيان يحدد مسرح عمليات الحلف ويأخذ بالتحديات التي يمليها صعود الصين والإرهاب الدولي، فيما سيعلن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون بحسب ما أفاد مكتبه "بعد سبعين عاما، لا يزال التزامنا قويا كالصخر تجاه الحلف الأطلسي ودرع التضامن العملاقة التي تحمي 29 بلدا وحوالى مليار نسمة"، و"إن كان للحلف الأطلسي شعار، فهو: الكل من أجل واحد وواحد من أجل الكل"، وفق البيان الصادر عن مكتب جونسون.

ووفق ما هو متوقع ستتعهد دول أوروبا وتركيا وكندا بتقديم مبلغ 400 مليار دولار (361 مليار يورو) كإنفاق دفاعي بحلول العام 2024، بهدف استرضاء الرئيس ترامب الذي ما برح يؤكد على ضرورة أن يرفع حلفاء بلاده معدلات إنفاقهم الدفاعي.

المصادر الإضافية • رويترز ـ إ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وزيرة الدفاع الفرنسية تدعو لإقامة "ركيزة" أوروبية داخل حلف شمال الأطلسي

برلين وواشنطن تدافعان عن الأطلسي بعد أن وصفه ماكرون بالـ"ميت سريرياً"

بالتزامن مع إقرار قانون لجوء جديد.. بريطانيا تنقذ مهاجرين كانوا على متن قارب مزدحم في بحر المانش