هل تفيد بلازما المتعافين في علاج الإصابات بكورونا وتمنع استشراء الوباء؟

صورة لبلازما الدم لمتبرعين
صورة لبلازما الدم لمتبرعين Copyright AP/New York Blood Center Enterprises
Copyright AP/New York Blood Center Enterprises
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

منذ بدء استشراء وباء كورونا هرع الكثيرون إلى التبرع ببلازما الدم بأعداد كبيرة على أمل أن يساعد المرضى الآخرين على التعافي من الفيروس التاجي.

اعلان

منذ بدء استشراء وباء كورونا هرع الكثيرون إلى التبرع ببلازما الدم بأعداد كبيرة على أمل أن يساعد المرضى الآخرين على التعافي من الفيروس التاجي.

تم حقن الآلاف من مرضى فيروسات التاجية في المستشفيات حول العالم بواسطة ما يسمى ببلازما النقاهة وشمل الأمر أكثر من 20000 في الولايات المتحدة . لكن لم يجد الخبراء أدلة تقوم حجة على أن استخدام بلازما المتعافين قد أعطى نتائج جيدة. وكانت الصين أول دولة قامت باستخدام بلازما المتعافين في علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا. بدأ الأطباء الصينيون في تجربة بلازما النقاهة لحالات عدوى الفيروس في يناير الماضي.

ففي دراسة نُشرت في أبريل بدورية وقائع الأكاديمية العلمية الأمريكية، أفاد الباحثون بأن 10 من أصل 10 متلقين للبلازما تحسنوا، في حين مات 3 من كل 10 في عناصر التحكم المتطابقة، وهم أشخاص لديهم نفس الخصائص ولم يتلقوا العلاج بالبلازما، كما نُشرت دراسات صغيرة أخرى واعدة في كل من الصين وإيطاليا وأماكن أخرى.

بعدها أعلنت عدد من الحكومات إمكانية استخدام البلازما وحقنها للمصابين بفيروس كورونا المستجد كوسيلة من الوسائل العلاجية، لكن، هل يُمكن أن تفيد البلازما لعلاج الإصابات بالجائحة المرعبة؟

استخدم علاج المتعافين لأول مرة مع شابة أصيبت بالإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) في عام 1976 وهي السنة التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة. وتم علاج الشابة باستخدام بلازما شخص أخر نجا من الإصابة بفيروس ماربورغ الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيبولا. وقد كان النزف السريري لديها أقل من سائر المرضى المصابين بالإيبولا، ولكنها توفيت في غضون أيام.

قال الدكتور شموئيل شوهام من جامعة جونز هوبكنز: "لدينا بصيص أمل".مضيفا أنه ينبغي " إجراء اختبارات أكثر صرامة للعلاج بالبلازما" ويتساءل الدكتور شموئيل شوهام عن جدوى إعطاء الناجين حقن البلازما مباشرة بعد التعرض الشديد للمخاطر المتعلقة بالفيروس للقضاء على المرض؟

يعتمد حجم التبرع بالبلازما على وزن المتبرع، ولكنه يتراوح عادة بين 690 و880 ملليلتر في الولايات المتحدة، وتكفي بالكاد مريضاً واحداً أو مريضين على الأكثر.

يقول الدكتور شموئيل شوهام :" إن الباحثين في جامعة هوبكنز وبالإضافة إلى 15 مختبرا آخرين سيعتمدون في تجاربهم المستقبلية على العاملين في قطاعات الصحة والمقيمين في دور رعاية المسنين"

وتقوم الدراسة التي يقودها الدكتور شموئيل شوهام على تعيين 150 متطوعًا بشكل عشوائي للحصول على إما البلازما من الناجين من كوفيد-19 التي تحتوي على أجسام مضادة لمحاربة الفيروسات التاجية أو البلازما العادية ، مثل تلك المستخدمة بشكل اعتيادي في المستشفيات. وبناء على ذلك سيتعقب العلماء المرضى عن كثب لملاحظة أوجه الاختلاف بعد عمليات الحقن بالبلازما.

أصاب الفيروس التاجي الجديد أكثر من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم وقتل أكثر من 400000 ، وفقًا للإحصاءات الرسمية التي يعتقد أنها أقل من الواقع. مع عدم وجود علاجات جيدة حتى الآن ، يدرس الباحثون بشكل دقيق كل نطاقات الأدوية التي تعالج الفيروسات الأخرى .

واستخدام الأجسام المضادة تقنية علاجية قديمة استخدمت منذ أكثر من 100 عام خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية، واستخدمت مع فيروس إيبولا في 2014. وتقوم فكرته على الاستفادة من استجابة الجهاز المناعي للفيروس لدى المتعافين، حيث يقوم بإنشاء أجسام مضادة تقوم بمهاجمته، وبمرور الوقت تتراكم هذه الأجسام في الجزء السائل من الدم "البلازما"، ويتم عزلها من البلازما لاستخدامها في علاج المصابين. وتقول الدراسات إن أشهر استخدام لبلازما النقاهة كان خلال جائحة إنفلونزا عام 1918 ، وتشير التقارير إلى أن من تم حقنهم ببلازما المتعافين كانوا أقل عرضة للوفاة.

عندما يصادف الجسم جرثومة جديدة ، فإنه يصنع بروتينات تسمى الأجسام المضادة التي تستهدف بشكل خاص لمحاربة العدوى. تطفو الأجسام المضادة في البلازما - الجزء السائل المصفر في الدم. ونظرًا لأن تكوين الأجسام المضادة يستغرق بضعة أسابيع ، فإن الأمل هو أن يتم نقل الأجسام المضادة لشخص آخر بحيث يمكن أن يساعد المرضى على محاربة الفيروس .

أفاد الدكتور مايكل جوينر من " مايو كلينيك" الشهر الماضي أن بلازما النقاهة تبدو آمنة للاستخدام. قام فريقه بتتبع 5000 شخص ممن تم حقنهم بالبلازما ووجد القليل من الآثار الجانبية الخطيرة.

وقال في حديثه لبي بي سي: "هناك الكثير مما لا نفهمه عن البلازما. وسوف نتعلم الكثير عنها، وعن مستويات الأجسام المضادة، والعوامل الأخرى التي قد نجدها مع مرور الوقت. لكنني باعتباري طبيبا، أحس أننا يجب أحيانا أن نبادر بالعمل، إذا كان في أيدينا ما يساعدنا".مضيفا "هناك تقارير شفهية عن تحسن الأوكسجين، وتحسن بعض المرضى الآخرين. وهذا بالتأكيد أمر مشجع، لكنه بحاجة إلى تقييم دقيق".

في احد مستشفيات نيويورك خضع 39 مريضا للحقن بالبلازما وحرم 4 آخرون من المصابين بكوفيد-19. وكان الخاضعون للتجربة بنفس الفئة العمرية وأعطيت لهم كميات أكسجين متساوية حين كانوا في العناية المركزة . قال الدكتور شين ليو المؤلف الرئيسي للدراسة " إن الأشخاص الذين تم حقنهم بالبلازما قبل الحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي كانوا أقل عرضة للوفاة مقارنة بغير المستفيدين من حقن ببلازما دم المتعافين" .

الحقن ببلازما دم المتعافين والتي تحتوي على الأجسام المضادة للمرض، طريقة ليست بالجديدة، فإن استخدامها في علاج مرض "كوفيد - 19" الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، كان محل شك بسبب عدم التأكد من قدرة الأجسام المضادة في بلازما المتعافين على توفير الحماية من المرض. تعتبر منظمة الصحة العالمية استخدام بلازما الدم في فترة النقاهة طريقة صحيحة وفي واشنطن يستعد الأطباء لحقن بلازما الدم من متعافين من فيروس كورونا بعدما حصلوا على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للقيام بذلك.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فرنسا تعرب عن "استيائها" بعد إجازة ترامب فرض عقوبات على مسؤولين في الجنائية الدولية

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا

حاولا عرقلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. ألمانيا تعتقل رجلين بتهم التجسس لصالح روسيا