ما هي الثغرات التي حالت دون اعتماد تنسيق أوروبي مشترك لمواجهة الخطر الإرهابي الداهم؟

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس أثناء تكريم ضحايا الهجوم الإرهابي في فيينا.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس أثناء تكريم ضحايا الهجوم الإرهابي في فيينا. Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كيف يمكن تنفيذ التطبيق الكامل والصارم لترسانة الإجراءات التي اعتمدتها أوروبا بالفعل لمحاربة ما يوصف بـ "الإرهاب الإسلامي" ؟ للإجابة على هذا السؤال ، أجرت يورونيوز مقابلة مع ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD)

اعلان

ترى الدول الأوروبية أنها بحاجة إلى استجابة منسقة وسريعة للتعامل مع التهديد الإرهابي. تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما وصفه "معركة دون هوادة" في مواجهة "الإرهاب الإسلامي". ودعا ماكرون الأمة الفرنسية بأكملها الى ان تتحد في مواجهة ذلك. كما أصر رؤساء الدول الأوروبية على أهمية تعزيز الحدود الخارجية لأوروبا من أجل الحفاظ على أمن منطقة شنغن.

فكيف يمكن إذن تنفيذ التطبيق الكامل والصارم لترسانة الإجراءات التي اعتمدتها أوروبا بالفعل لمحاربة ما يوصف بـ "الإرهاب الإسلامي" ؟ للإجابة على هذا السؤال ، أجرت يورونيوز مقابلة مع ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD)

يورونيوز: أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الأوروبية "بحاجة إلى ردّ سريع ومنسّق" في مواجهة التهديد الإرهابي، وذلك بعد قمة أوروبية مصغرّة عبر الفيديو الثلاثاء، مع قادة عديدين في الاتحاد الأوروبي إثر اعتداءات استهدفت فرنسا والنمسا. وطالب بعض القادة الأوروبيين بضرورة تطوير قواعد البيانات المشتركة وتبادل المعلومات وتعزيز السياسيات العقابية" فضلاً عن "تنفيذ مجموعة التدابير" التي سبق أن اتخذتها أوروبا عبر اعتماد استجابة مشتركة ومنسقة فضلا عن دعوة رئيس المجلس الأوروبي بشكل خاص بإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة المبادرة الأوروبية التي تعترضها العديد من العوائق التي تخص الجاليات المسلمة وخصوصياتها المتنوعة من جهة، أو تلك المتعلقة بالقوانين المحلية لكل دولة أوروبية، حيث يمنع القانون الفرنسي العلماني تمويل أي مؤسسات دينية.

يورونيوز
ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD)يورونيوز

ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD):

"دعني أقول إنه ذلك نظرا لخطورة الأحداث التي وقعت في السنوات الأخيرة عبر مختلف مدن أوروبا الغربية الكبيرة ، وخاصة فيما يتعلق بهذا الإرهاب، كان من المنطقي تمامًا أنه في مرحلة ما كانت هناك محاولة لتجهيز رد مشترك على هذا التهديد الذي يعتبر أوروبيًا في نطاقه وبالتالي فهو مشكلة مشتركة.

ومن الواضح أيضًا أن هذا التهديد يمثل مشكلة متعددة الأوجه حيث تتشابك أسئلة التدخل الأجنبي والأيديولوجيات والتكنولوجيا الأمنية في الوقت نفسه ذلك أن العنف السياسي ثابت وله بصماته عبر التاريخ الطويل ويطول المجتمعات برمتها ، ولهذا السبب لدينا هذا النطاق الكامل من الإجراءات، التي ينبغي أن تترجم ارض الواقع، تلك التي تم اقتراحها، والتي ستكون بالضرورة غير كاملة نظرًا لعدم وجود خطر صفري في أي مكان. ولكن على أي حال ، هناك بعض الأدوات التي تبدو حتمية تمامًا في ظل السياق الحالي ".

يورونيوز: ما الاستراتيجية التي يجب أن تتبناها أوروبا لمكافحة التهديد الدولي لما يوصف بـ "الإرهاب الإسلامي"

ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD):

"كل ما هو مقترح ضروري ومنطقي تمامًا من وجهة نظر سياسية. أنا شخصياً أعتقد أن الشيء الذي نفتقر إليه بشكل أكبر هو بناء مجموعة كاملة من الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من الممكن تجهيز المواطنين، الأوروبيين والمسلمين وغير المسلمين، بغية مساعدتهم على محاربة التهديد الاستراتيجي الحقيقي الذي يشكله الجهاديون العالميون المنتمون إلى القاعدة أو داعش ممن يسعون إلى توسيع الهوة بين المواطنين.. نحن بحاجة إلى وضع حد لكل ما يخلط بين الإسلام والجهادية والوهابية والسلفية والإرهاب وما إلى ذلك. بالطبع ، هناك عنصر حتمي يتطلب مواجهة الأعمال الإجرامية التي يجب إدانتها تمامًا. ولكن من الواضح أن الحاجة ماسة لاعتماد مجموعة كاملة من الإجراءات الوقائية من أجل ترسيخ هوية المواطنين الأوروبيين ، سواء كانوا بلجيكيين أو فرنسيين أو أوروبيين بالأحرى"

يورونيوز: هل تمتلك أوروبا الوسائل الضرورية للقيام برد منسق ومشترك وسريع لمواجهة التهديد الإرهابي؟

ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD):

أعتقد أنه تم اعتماد ميزانيات معينة بلا شك.، ولست قادرا في هذا الصدد بأن أحدثكم بلغة الأرقام، لكنني أعتقد أن موجات الاعتداءات الإرهابية، التي وقعت خلال السنوات القليلة الماضية أدت إلى ظهور ميزانيات وبرامج ومبادرات أثمرت جزئيًا"

يورونيوز: "هل يتطلب تعزيز الحدود الخارجية لأوروبا للحفاظ على منطقة شنغن إصلاحًا" عميقًا "للقواعد التي تنظّم حرية التنقل في أوروبا؟

ديدييه لو روا، الباحث في المعهد الملكي العالي للدفاع ببروكسل(IRSD):

أعتقد أن قضية هجرة اللاجئين وعلاقتها بمسألة الإرهاب قد تم تحليلها بشكل مبالغ فيه. إنها مرتبطة، صحيح، ، لكن علميات تحليل الظاهرة شابتها بعض جوانب المبالغة، ومهما يكن من أمر، فإن قضية الهجرة تطرح سلسلة كاملة من المشاكل التي ينبغي دراستها وتحليلها بترو وإحكام بعيدا عن الأحكام القيمية المطلقة

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مؤسس جمعية "بركة سيتي" الإسلامية يدين الإرهاب في فرنسا خلال جلسة الاستئناف

وزراء الاتحاد الأوروبي: فشل المهاجرين في الاندماج يؤدي إلى التطرف

النواب الفرنسيون يصوتون على مشروع يحظر التمييز على ملمس الشعر وطوله ولونه وشكله