أنقرة تندد بشراكة باريس وأثينا "الاستراتيجية"

ندّدت تركيا الجمعة بـ "الشراكة الاستراتيجية" الدفاعية الموقعة الثلاثاء بين باريس وأثينا، معتبرة أنها تهدد "السلام والاستقرار الإقليمي". كما اتهمت أنقرة أثينا بالسعي وراء "أضغاث أحلام" بمحاولتها "جعل تركيا توافق على مطالبها" من خلال "تحالفات عسكرية ثنائية".
ووقعت فرنسا الثلاثاء هذه الاتفاقية في إطار "شراكة استراتيجية" بين باريس وأثينا في المتوسط تعطي دفعاً للرئيس إيمانويل ماكرون في معركته للترويج للدفاع الأوروبي.
وفي أول رد فعل رسمي لتركيا على اتفاقية بيع ثلاث فرقاطات فرنسية إلى أثينا، أكدت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، أن "مزاعم اليونان المتشددة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية والمجال الجوي منافية للقانون الدولي" حسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
ونقلت الوكالة ما أورده المتحدث باسم الوزارة تانغو بيلغيتش، في رد مكتوب على سؤال حول تصريح وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس أن الاتفاقية الدفاعية الموقعة بين بلاده وفرنسا تشمل مناطق الصلاحية البحرية.
وأكد بيلغيتش أن "المزاعم المتطرفة لليونان بشأن (حدود) مناطق الصلاحية البحرية والمجال الجوي، تتعارض مع القانون الدولي" وأشار إلى "أن اليونان تتوهم أن بوسعها دفع أنقرة للقبول بتلك المزاعم التي هي محل مساءلة من قبل المجتمع الدولي، من خلال عقد تحالفات عسكرية ثنائية ضد تركيا بشكل يضر بحلف شمال الأطلسي "ناتو".
والاتفاقية التي وقعتها باريس وأثينا تتضمن بنداً لتقديم الدعم لبعضيهما في حال تعرضت إحداهما لهجوم.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني الخميس إن أثينا "لا نية لديها البدء بسباق للتسلح مع تركيا"، وإنه يأمل في حلّ المسائل العالقة بين الطرفين عبر السبل الدبلوماسية والحوار، ولكنه شدد على أنه "من حق اليونان الدفاع عن أراضيها وسيادتها".
وجاءت تصريحات كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد يومين من توقيع اليونان عقداً دفاعياً مع فرنسا بقيمة ثلاثة مليارات ونصف مليون دولار، سيؤمن للبحرية اليونانية ثلاث فرقاطات فرنسية متطورة.
ماكرون: لضمان أمن المتوسط والبلقان
أشارالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن الاتفاقية مع اليونان وسيلة مشتركة "لضمان الأمن في المتوسط وفي شمال إفريقيا والشرق الأوسط والبلقان".
ويمثّل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية" حسبما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في قصر الإليزيه.
وارتفع منسوب التوتر بين الحلفين في منظمة حلف شمال الأطلسي، اليونان وتركيا، في السنوات الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق باستكشاف حقول الطاقة شرقي المتوسط.
ولكن ملف الغاز والنفط يعدّ ملفاً جديداً بين جارين يتنازعان على حدود في بحر إيجه، وملف قبرص، وحقوق الأقليات، ومسألة المهاجرين وغيرها من الملفات.