في مشهد يفيض بالحزن والأسى، تجمع سكان ماغديبورغ يوم الاثنين لتوديع ضحايا الهجوم المأساوي الذي استهدف سوق عيد الميلاد. وضع المشيعون الزهور أمام موقع الحادث الذي أودى بحياة خمسة أشخاص، بينهم طفل، وأدى إلى إصابة أكثر من 200 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في ليلةٍ صادمة هزت أجواء الاحتفال.
أصبحت كنيسة يوهانيسكيرشه القريبة من موقع الحادث نقطة تجمع للمشيعين، حيث غطت الزهور الرصيف العريض أمامها. وفي مساء يوم الجمعة، اقتحم المشتبه به طالب العبد المحسن، طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، بسيارته السوق المزدحم. وكان قد انتقل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على حق اللجوء في 2016، بعد أن ادعى تعرضه للاضطهاد في بلاده بسبب آرائه الملحدة.
وفقًا للسلطات، لا تنطبق على المشتبه به المواصفات المعتادة لمنفذي الهجمات المتطرفة. فقد عُرف عن الرجل، الذي كان مسلمًا سابقًا، انتقاده الشديد للإسلام ودعم اليمين المتطرف في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. رغم بلاغات سابقة عن سلوكه التهديدي، إلا أنه لم يُسجل له ارتكاب أي أعمال عنف قبل هذه الحادثة.
وفي تصريحات لها يوم الأحد، أكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر أن التحقيقات جارية لمعرفة الدوافع وراء الهجوم. وأوضحت أن السلطات تراجع أيضًا البلاغات السابقة التي صدرت بشأن المشتبه به، مع تعهد باستخلاص "الاستنتاجات الصحيحة" من هذا الحادث المأساوي.
من جانبه، عبّر نائب المستشار روبرت هابيك عن مخاوفه من أن يؤدي الحادث إلى تصاعد خطاب الكراهية والانقسام، خاصة عبر الإنترنت. وقال في مقطع فيديو نشره الأحد: "لا تزال الكثير من الأمور غير واضحة بشأن دوافع الجاني، ولكنني أخشى أن يُستخدم هذا الحادث لنشر عدم الثقة تجاه المسلمين والمهاجرين". ودعا إلى التمسك بالحقيقة وعدم الانجرار وراء خطاب الكراهية.
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة في بريمرهافن ليلة الأحد عن اعتقال رجل هدد عبر تطبيق "تيك توك" بطعن أي شخص عربي المظهر في أحد أسواق عيد الميلاد.
الهجوم، الذي يحمل أبعادًا سياسية واجتماعية معقدة، يثير جدلًا واسعًا حول التعايش المجتمعي في ألمانيا مع اقتراب الانتخابات الوطنية في شباط/فبراير المقبل.