على الرغم من ما حدث، أكدت الراهبة برناديت: "لا، لا. نحن نظل على وفائنا للكنيسة التي أسسها المسيح، وحتى موتنا لن نتخلى عن إيماننا.
عادت الراهبات ريتا، ريجينا وبرناديت، اللواتي تجاوزن الثمانين، إلى ديرهن في مدينة إلسبيثن قرب العاصمة النمساوية سالزبورغ بداية سبتمبر، بعد أن أُدخلن قبل ثلاث سنوات إلى دار مسنين في أوبيرالم رغماً عن إرادتهن.
وكانت الدار قد استبعدت الراهبات بحجة عدم قدرتهن على العيش بمفردهن، وهو ما نفته الراهبات، مؤكدات أنهن قادرات تماماً على الاعتناء بأنفسهن.
دعم من الطلاب السابقين ومساندة قانونية مجانية
حظيت الراهبات بدعم من مجموعة من الطلاب السابقين، الذين قدموا لهن الطعام والمساعدة اليومية. كما مثلتهن محامية مجاناً، وأسقطت الإجراءات القانونية ضد الدير بتهمة اختلاس الأموال، بينما لم تستطع الراهبات متابعة أي دعاوى أخرى بسبب صعوبة التكاليف، كون حساباتهن المصرفية مجمدة. حالياً، ويعتمدن على مساعدات مالية محدودة بما يشبه المصروف الشخصي.
مواجهة الحقائق والعودة إلى الدير
وعند سؤال الراهبة برناديت عن ما إذا كان ما حدث يُعد اقتحاماً للدير، قالت: "لا، هذا ليس اقتحاماً. صديقنا نظم عودتنا، ولدينا عقد نقل الملكية ينص على أن بإمكاننا البقاء هنا حتى نهاية حياتنا، ونحن نمارس هذا الحق الآن."
وأضافت برناديت: "الموضوع كله يتعلق بالجرأة. في البداية تُعطى لنا وعود، ونصدقها، ثم يتبين أن العقد بأكمله كان مجرد كذب، لأن كل شيء تم إلغاؤه في النهاية."
الثقة في الكنيسة لا تتزعزع
وعلى الرغم من ما حدث، أكدت الراهبة برناديت: "لا، لا. نحن نظل أوفياء للكنيسة التي أسسها المسيح على الصليب، وحتى موتنا لن نتخلى عن إيماننا. اكتشفنا لاحقاً أن العقد لم يُشرح لنا كما ينبغي من قبل محامٍ خارجي."
شهادة الدعم الخارجي
وقال أحد داعمي الراهبات من الطلاب السابقين: "الراهبات طلبن مساعدتنا، وقد قدمناها لهن لمساعدتهن على العودة إلى الدير. حاولنا ترتيب الأمور قانونياً، ولدينا عقد نقل الملكية من السجل العقاري الذي يمنحهن حق الإقامة مدى الحياة، ما لم يُسجل إهمال أو استيلاء من طرف ثالث."
وأضاف: "لا يمكن الحديث عن الإهمال، فقد اعتنت الراهبات بأنفسهن بمساعدة مدبرة منزلية حتى النهاية. وحتى مسألة السحب المالي كانت محدودة، فعندما حاولت الراهبة برناديت سحب 150 يورو لشراء قماش لخياطة زيها الديني، أخبرها البنك بأنها لم تعد تملك صلاحية التحكم في حسابها."