أعلنت بلجيكا عن فتح تحقيق أمني واسع بعد رصد ثلاث طائرات مسيّرة فوق قاعدة "كلاين بروغل" الجوية، التي يُعتقد أنها تضم أسلحة نووية تابعة لحلف الناتو.
مساء السبت، تم رصد ثلاث طائرات بدون طيار فوق قاعدة كلاين بروغل العسكرية في شمال شرقي بلجيكا.
الخبر أعلنه وزير الدفاع البلجيكي، ثيو فرانكن، عبر منصة X، مشيرًا إلى أن ما حدث لم يكن تحليقًا عشوائيًا بل «مهمة واضحة تستهدف القاعدة العسكرية».
وكتب فرانكن في منشوره: «وردت تقارير الليلة الماضية عن رصد ثلاث طائرات كبيرة بدون طيار تحلق على ارتفاعات عالية. ليس تحليقًا تقليديًا، بل مهمة واضحة تستهدف كلاين بروغل».
وأوضح الوزير أن أجهزة التشويش الإلكترونية تم تفعيلها لإيقاف الطائرات، لكنّها لم تكن فعالة على ما يبدو، «ربما بسبب المسافة أو استخدام ترددات لاسلكية مختلفة».
وأضاف فرانكن أن مروحيات وشاحنات للشرطة لاحقت إحدى الطائرات بدون طيار، لكنها فقدت الاتصال بها بعد أن قطعت عدة كيلومترات شمالًا. وقد تم فتح تحقيق مشترك من قبل الشرطة وجهاز المخابرات البلجيكي (ADIV) لتحديد مصدر الطائرات والجهات المسؤولة عنها.
وكتب الوزير في ختام رسالته: «شكرًا لأفراد الأمن على يقظتهم ومتابعتهم. نحن نكثّف من إجراءات المراقبة للقبض على الطيارين».
كما دعا فرانكن إلى زيادة التمويل المخصص لأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار (CUAS)، مؤكدًا أن «ملف التمويل جاهز أمام مجلس الوزراء».
يأتي هذا الحادث بعد أيام فقط من مشاهدة مماثلة فوق قاعدة كلاين بروغل نفسها، إذ أفاد الوزير يوم السبت عن تحليق جديد لطائرة مسيّرة فوق القاعدة.
وفي 29 أكتوبر الماضي، تم رصد طائرة بدون طيار فوق قاعدة مارش أون فامن العسكرية في منطقة والونيا، وكانت هذه ثاني حادثة من نوعها بعد الإنذار الذي صدر من قاعدة إلسنبورن العسكرية في بداية الشهر نفسه.
وقال الوزير إنّ تلك العمليات «مدبَّرة بوضوح ضد قلب الجيش البلجيكي»، موضحًا أن الطائرات كانت تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية حول البنية التحتية الحيوية داخل المنشآت العسكرية.
وأضاف فرانكن: «تحليق الطائرات بدون طيار فوق القواعد العسكرية ممنوع تمامًا. يجب أن نكون قادرين على إسقاطها. الحكومة السابقة اتخذت تدابير محدودة جدًا، ويجب معالجة هذا الخلل بشكل عاجل».
وفي سياق أوروبي أوسع، توقفت حركة الطيران في مطار برلين-براندنبورغ مساء الجمعة بعد رصد طائرة بدون طيار في أجواء المطار.
وقد تم تحويل العديد من الرحلات الجوية إلى مطارات دريسدن، لايبزيغ، وهامبورغ.
تأتي هذه التطورات وسط تزايد حوادث الطائرات المسيّرة في الأجواء الأوروبية. في ألمانيا وحدها، سجّلت أجهزة الأمن منذ مطلع العام مئةً وأربعًا وأربعين مشاهدة لطائرات بدون طيار، من بينها خمسٌ وثلاثون مشاهدة في محيط مطار فرانكفورت الدولي.
ووفقًا لتقارير أمنية أوروبية، فقد رُصدت حوادث مشابهة في عشر دول على الأقل داخل الاتحاد الأوروبي، تشمل ليتوانيا، لاتفيا، الدنمارك، النرويج، رومانيا، بولندا، إستونيا، ألمانيا، وفرنسا.
وتشير هذه السلسلة من الحوادث إلى نشاط استخباراتي أو عسكري غير معلن قد يستهدف البنى التحتية الحساسة والمنشآت الدفاعية الأوروبية، في وقتٍ يشهد فيه العالم تصاعدًا في التوترات الأمنية والعسكرية.