قالت روز لوشيو، خبيرة شؤون الإنترنت الصيني، إن القانون الجديد يُعدّ "خطوة إيجابية" نحو حماية القاصرين، لكنها حذّرت من أن تطبيقه قد يكون واسع النطاق وخاضعًا لتفسيرات متعددة من الجهات القانونية، ما يثير مخاوف بشأن احتمال تدخل السلطات في الحياة الخاصة للأفراد.
أعلنت السلطات الصينية عن تطبيق تعديلات جديدة على قانون عقوبات إدارة الأمن العام ابتداءً من 1 يناير 2026، لتشديد العقوبات على نشر ومشاركة المواد الإباحية، حتى في المحادثات الخاصة، بما في ذلك عبر تطبيقات المراسلة مثل WeChat.
وتنص المادة 80 من القانون المعدّل على قواعد واضحة بشأن نشر المحتوى الفاحش، مع فرض عقوبات أشد على المخالفين.
وتشمل العقوبات الاحتجاز من 10 إلى 15 يومًا وغرامات تصل إلى 5000 يوان (حوالي 700 دولار) على من يشارك أو يعيد توجيه هذه المواد، بينما قد يواجه مسؤولو مجموعات الدردشة تُهمًا جنائية في حال تقصيرهم في إزالة المحتوى الفاحش.
وتولي التعديلات الجديدة اهتمامًا خاصًا بالحالات التي تشمل القاصرين، إذ تنص على عقوبات أشد عند نشر المواد الإباحية للأطفال، بما يتوافق مع مبدأ "مصلحة الطفل الفضلى" وفق قانون حماية القصر في الصين.
وبحسب واشنطن بوست، فقد قالت روز لوشيو، خبيرة الإنترنت الصيني في جامعة هونغ كونغ، إن القانون الجديد يشكل "تطورًا إيجابيًا" لحماية القصر، إلا أن تطبيقه قد يكون "واسعًا جدًا" ومعرضًا للكثير من التفسيرات من قبل أجهزة القانون. وأضافت أنه يثير القلق بشأن تدخل السلطة العامة في حياة الأفراد الخاصة.
وأشارت السلطات الصينية إلى أن بعض المخالفات تصل إلى الجرائم الجنائية، كما حصل في مقاطعة جيانغسو، حيث حكم على شخص أرسل مقاطع فيديو فاحشة إلى ما يقرب من 100 فتاة بالقُصر بالسجن 12 عامًا وستة أشهر بعد إدانته بالاغتصاب والتحرش ونشر المواد الإباحية.
وأكدت السلطات أن القانون المعدّل يهدف إلى تنظيم البيئة الرقمية بصرامة أكبر وحماية القيم الأخلاقية العامة، وخاصة حماية الأطفال من المواد الضارة، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات ستفرض مساءلة قانونية واضحة حتى على المشاركة الخاصة للمحتوى الفاحش، وليس فقط النشر العام.
وجاء الإعلان بعد جدل صيفي حول انتشار محتوى جنسي صريح على الإنترنت، حيث أفادت وسائل الإعلام الصينية في يوليو بأن مجموعة دردشة على تطبيق Telegram تُعرف باسم MaskPark كانت تشارك صورًا جنسية للنساء تم التقاطها دون موافقتهن، سواء باستخدام كاميرات خفية أو في أماكن خاصة.
وأثار كشف هذه المجموعة، التي تضم أكثر من 100,000 عضو أغلبهم من الرجال الصينيين، ضجة كبيرة على الإنترنت.