قال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "عيد ميلاد مجيد للجميع، بما في ذلك حثالة اليسار المتطرف الذين يفعلون كل ما في وسعهم لتدمير بلادنا، لكنهم يفشلون فشلًا ذريعًا".
شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب، مساء الأربعاء، في مكالمات تفاعلية ضمن برنامج NORAD لتتبّع سانتا كلوز، في تقليد رئاسي سنوي يعود إلى 70 عامًا، وذلك من مقر إقامتهما في مارالاغو بولاية فلوريدا.
وخلال إحدى المكالمات، سأل طفل من أوكلاهوما عن متابعة تحركات سانتا، ليجيب ترامب بأن البرنامج يرصد مساره حول العالم للتأكد من أنه "شخص جيّد"، مضيفًا بنبرة مازحة أنهم تحقّقوا من عدم دخول "سانتا سيئ" إلى الولايات المتحدة، قبل أن يؤكد أن سانتا يحب أوكلاهوما كما يفعل هو، داعيًا الطفل إلى عدم مغادرتها.
وفي مكالمة أخرى، سأل ترامب طفلة عن ما ترغب في الحصول عليه من سانتا، فأجابت: "ليس الفحم". فردّ ضاحكًا: "ليس الفحم؟ تقصدين الفحم النظيف والجميل؟ كان لا بد أن أقول ذلك". وأشار هذا التعليق إلى دعمه لصناعة الفحم ومعارضته لمصادر الطاقة النظيفة، رغم أن الفحم في تقاليد عيد الميلاد يُعد رمزًا لعقاب الأطفال "غير المطيعين".
وعاد ترامب ليسأل الطفلة إذا كانت ترغب في الفحم، فأجابت بأنها تفضّل الدمى والملابس والحلوى، في وقت كان قد دعا خلال تجمع انتخابي هذا الشهر الآباء إلى التقشف بسبب غلاء المعيشة، قائلًا: "لا تحتاج ابنتك إلى 37 دمية.. دميتان أو ثلاث كافية".
كما تواصل مع طفل من بنسلفانيا، مشيدًا بالولاية التي حقق فيها فوزًا انتخابيًا، قائلاً: "بنسلفانيا رائعة، لقد فزنا بها فعليًا ثلاث مرات، وبأغلبية ساحقة، لذا أحب بنسلفانيا".
وخلال المكالمات، أشار ترامب إلى أن سانتا الآن فوق كوبنهاغن، مضيفًا: "يمكنني فعل هذا طوال اليوم، لكن علينا العودة إلى قضايا أخرى مثل الصين وروسيا وأوكرانيا. حسنًا، جنرال، نحن جاهزون".
وفي الوقت نفسه، كانت ميلانيا تركز على مكالمتها الخاصة، بينما تابع الرئيس الحوارات وأتاح للصحفيين سماع الحوار من مقر إقامتهما في مارالاغو.
ترامب يهاجم خصومه
وفي وقت لاحق، شنّ الرئيس الأمريكي هجوماً على خصومه السياسيين في منشور مطوّل على منصته "تروث سوشيال".
وكتب الرئيس الجمهوري ، البالغ من العمر 79 عاماً، في منشور من 101 كلمة، موجهاً انتقادات حادة لما وصفه بـ"حثالة اليسار المتطرف"، قائلاً في مستهل رسالته: "عيد ميلاد مجيد للجميع، بما في ذلك حثالة اليسار المتطرف الذين يفعلون كل ما في وسعهم لتدمير بلادنا، لكنهم يفشلون فشلاً ذريعاً".
ثم انتقل إلى تعداد قضايا حمّل مسؤوليتها للإدارات الديمقراطية السابقة. وأضاف ترامب: "لم نعد نملك حدوداً مفتوحة، ولا رجالاً في رياضات النساء، ولا فرضاً للتحول الجنسي على الجميع، ولا إنفاذاً ضعيفاً للقانون"، في تكرار لخطاباته السابقة حول الهجرة والهوية والعدالة الجنائية.
وفي السياق الاقتصادي، روّج ترامب لما اعتبره إنجازات مالية، مشيراً إلى تسجيل مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"داو جونز" مستويات قياسية عند الإغلاق يوم الأربعاء، إضافة إلى إعلان نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.3 في المئة.
كما قال إنه "لا يوجد تضخم"، رغم أن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أعلن الأسبوع الماضي تسجيل معدل تضخم بلغ 2.7 في المئة.
تراجع الرضا الشعبي عن إدارة ترامب
يأتي هذا الخطاب في ظل استمرار الجدل حول الوضع الاقتصادي، إذ أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية نمواً اقتصادياً بنسبة 4.3 في المئة في الربع الثالث، وهو أعلى معدل خلال عامين، إلا أن التقرير ذاته كشف ارتفاع مؤشر أسعار المشتريات المحلية بنسبة 3.4 في المئة، مقارنة بـ2.0 في المئة في الربع الثاني.
وفي الأسبوع الذي سبق عيد الميلاد، انتقد الديمقراطيون وزارة العدل بسبب تأخرها في نشر آلاف السجلات المتعلقة بالتحقيق في قضية جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية، والذي كانت تربطه علاقة صداقة سابقة بترامب.
كما وجّه ترامب تهنئة بمناسبة العيد إلى القوات الأميركية المنتشرة حول العالم، بما في ذلك القوات المشاركة في الحشد البحري الأميركي في مياه البحر الكاريبي، حيث تمارس واشنطن ضغوطاً على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للتنحي عن منصبه.
كما يتزامن منشور ترامب مع استطلاعات رأي حديثة تظهر تراجع معدلات الرضا العام عن أدائه، لا سيما في الملفين الاقتصادي والهجرة، إذ أظهر استطلاع لشبكة ''فوكس نيوز" قلقاً لدى الناخبين بشأن تكاليف المعيشة.
كما كشف استطلاع مشترك لـ"NPR" و"PBS News" ومؤسسة "ماريست" أن نسبة الرضا عن أداء ترامب الاقتصادي تراجعت إلى أدنى مستوى خلال ست سنوات.
وأفاد استطلاع لمركز "أسوشييتد برس – NORC" لبحوث الشؤون العامة بأن نسبة الرضا عن إدارته للاقتصاد انخفضت من 40 في المئة في مارس إلى 31 في المئة في ديسمبر، وعن ملف الجريمة من 53 في المئة في أغسطس إلى 43 في المئة في ديسمبر، وعن الهجرة من 49 في المئة في مارس إلى 38 في المئة في ديسمبر.
كما أظهر استطلاع آخر أن نحو نصف الأميركيين يرون أن أسعار المواد الغذائية والرعاية الصحية وغيرها من الضروريات باتت مرتفعة بشكل مفرط.