رهانات ومخاطر الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 في سوتشي ؟

رهانات ومخاطر الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 في سوتشي ؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

سوتشي، منتجع روسي فاخر على ضفاف البحر الأسود وموقع دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014 الفين واربعة عشر حيث سيتم تسليم 98 مجموعة من الميداليات. حدث كبير وسؤال لا مفر منه : ما هو الثمن الذي سيدفع لاستضافة دورة تعد واحدة من أغلى الألعاب الأولمبية والأكثر إثارة للجدل ؟ 37 مليار يورو لإستضافة دورة الالعاب الاولمبية. أكثر بكثير من نفقات الألعاب الشتوية الأخيرة والألعاب الصيفية في بكين ولندن.
تحسين صورة البلاد، برنامج واسع للسياسيين الروس.
بالنسبة إلى المعارضين، نصف ميزانية سوتشي عام 2014 ستمول من الرشاوى والفساد والاحتيال .
وفقاً لأحد الناشطين في مجال البيئة، الفساد له عَلاقة مباشرة بالبيئة . هناك موقع غير قانوني حول سوتشي بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية التي تسببت بالانهيارات الأرضية وانهيار مبانِ باكملها وتلوث الأنهار والتربة.لإصلاح الأضرار، يجب إنفاق ثلث الميزانية الأولمبية تقريباً.

بالنسبة إلى فلاديمير كيمايف، سوتشي صورة مصغرة لروسيا:
“الوضع الناجم في سوتشي: الالعاب والإستعدادات وبناء المرافق الاولمبية، تعد مؤشراً. مرآة للوضع في روسيا، النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي وغير ذلك . الكثير من القضايا التي يتم تنفيذها في برامج مختلفة ، خاصة في هذه الألعاب الأولمبية.”

منزل أندريه مارتينوف من بين 2000 منزل آخر دمرت لإفساح الطريق لملعب الألعاب الأولمبية. انها حالة معقدة. فالسلطات المحلية قررت ان أوراق إثبات ملكية المنزل كانت مزورة . فقد منزله دون تعويض، يقول إنه ضحيةً فساد البيروقراطيين المحليين والاتحاديين : “ هذه هي أوراق المنزل والمراسلات بين النيابة العامة و الإدارة ورؤساء آخرين. هذه طلبات لإلتماس المساعدة من الإدارة. جاءت اللجنة فقررت أن البناء غير قانوني. بدلا من مساعدتنا، دمروا منزلنا. حين كنت صغيرا، كنت لاعب هوكي و فزت بالمداليا الذهبية . الآن، الهوكي تمكن مني. اليوم دورة الالعاب الاولمبية سلبتني كل شيء. شردت أسرتي فاصبحت بلا مآوى “. إن كانت التهديدات من إحتمال مقاطعة كبار الرياضيين والسياسيين حفل الافتتاح في سوتشي هي التي قادت الرئيس الروسي الى التخفيف من مناهضته للمثلية الجنسية، الأمر ليس كذلك بالنسبة لحقوق الإنسان في تشوسي خلال السنوات الأخيرة الماضية. الناشط سيميون سيمونوف، يناضل للكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها حواليَ سبعين ألف عامل في مواقع البناء الأولمبية في سوتشي .
انه قلق لأن يعتقد أن الأمور ستزداد سوءً بعد الإنتهاء من الألعاب:
“على أوروبا والولايات المتحدة الإهتمام بمشاكل حقوق الإنسان في روسيا. أعلم أن العديد من هذه الدول قررت مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية . أعتقد انه ليس قراراً جيدا لأنهم يستطيعون المجئ إلى هنا وإستخدم هذا لجذب الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان و إجبار حكومتنا على احترام حقوق الإنسان “ .

منذ عدة أسابيع، وسائل الإعلام تتوافد على أحد الملاهي الليلية ، لأنه الوحيد لمثلي الجنس في سوتشي.
سيرجي باكليكو، مدير النادي يعتقد ان الألعاب الأولمبية قد تجعل روسيا أكثر انفتاحا على الغرب:
“ يجب فصل الرياضة عن السياسة . عدم الخلط بينهما. كمثال، دورة الالعاب الاولمبية في الصين. الصين مجتمع غير معروف بانفتاحه على مثلي الجنس، بيد
أن هذه القضايا لم تُطرح . علينا ان نضع الأمور في مكانها الصحيح . على الرياضيين من روسيا أو من دول أخرى التركيز على الفوز وتحقيق نتائج جيدة وعلى الصداقة والتعارف.”

ليس من السهل فصل الرياضة عن السياسة ، وخاصة بالنسبة لفلاديمير بوتين.
فتحويل سوتشي إلى منتجع على المستوى العالمي يمثل روسيا الجديدة للعالم الذي عارض سياسيته المتعلقة بمثلي الجنس. لذلك الهدف من دورة الألعاب الأولمبية لا يتعلق برجل واحد فقط بل بروسيا ككل.

المحلل السياسي في صوت روسيا، ديمتري بابيتش، يقول :
“ أعتقد أن الغرب يبالغ فيما يتعلق ببوتين. انها اهم لحظة بالنسبة لروسيا منذ استقلالها. في العام 1980 ، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية استضاف دورة
الالعاب الاولمبية الصيفية كانجاز كبير . روسيا اليوم ، تستضيف الألعاب الشتوية، انه اثبات على انها في حالة جيدة وقادرة على إستضافة حدث كبير “ .

الرهانات السياسية والمالية كبيرة. سوتشي بدأت تستقبل الوافدين إليها، بيد أن الثمن الباهض للتذاكر والمخاوف الأمنية قد تخفف من شدة ضياء الشعلة الاولمبية
في روسيا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها