" مسألة الانفصال في أوكرانيا..موضوع معقد على أرض الواقع"

" مسألة الانفصال في أوكرانيا..موضوع معقد على أرض الواقع"
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

يحاول المتظاهرون في كييف الآن لعب دور المراقب للأحداث السياسية الجارية في البلاد،أمام مقر البرلمان الأوكراني تجمع عدد من المتظاهرين لتمرير رسالة مفادها أن أعينهم ستبقى ساهرة على البلاد الى حين وفاء السياسيين الجدد بكل الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال الإحتجاجات الماضية والتي أدت الى إزاحة الرئيس يانوكفيتش عن السلطة وتولي قوى المعارضة زمام الأمور في البلاد.

هذا ولا يزال التوتر متواصلا في جزيرة القرم حيث سيطر مسلحون على مقر الحكومة المحلية والبرلمان ورفعوا العلم الروسي مما أثار قلق الحكام الجدد في كييف وفيما أعلنت موسكو عن اجراء مناورات كبيرة على الحدود مع أوكرانيا حث الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن روسيا على عدم القيام بأي تحرك من شأنه “تصعيد التوتر”.
بعد اضطرابات دامت ثلاثة أشهر،و أطاحت بالرئيس الأوكراني يانوكوفيتش، الموالي لروسيا،فإن أوكرانيا تلملم نفسها و تحاول بناء مستقبلها السياسي. لتوضيح بعض الأمور المرتبطة بذلك، ينضم إلينا من كييف بيوتر سمولار ، مراسل يومية لوموند.
يورونيوز: السيد سمولار، مرحبا ، أنت مراسل صحيفة لوموند متخصص في الشؤون الروسية، ما هو رد فعل موسكو على مجريات الأحداث؟

بيوتر سمولار:
في البدء، توجد ردة فعل بينة و هي كانت متوقعة إلى حد ما، و هي أن الكرملين، طلب أن يتم النظر في جاهزية قوات الجيش، للتحقق من درجة تأهبها لخوض التدخل في اضطرابات كبرى .
هناك أيضا تصريحات خلال هذا الأسبوع، و هي أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، صرح أن السلطات الجديدة في أوكرانيا، هي إلى حد ما غير شرعية، لكن فلادمير بوتين التزم الصمت، و لكن ينبغي في الوقت الراهن، أن نرى ما ستسفر عنه الأحداث و مجريات الأمور.
يورونيوز:
تواجه أوكرانيا، صعوبات اقتصادية، فهل ستدير البلد ظهرها للجارة القوية،
روسيا

بيوتر سمولار:
حتى أحيل إلى ما أشرت إليه، فأن ندير ظهرا للجار، فلا يعني أن الجار غير موجود، فروسيا ستظل دوما موجودة على حدود أوكرانيا. العلاقات الاقتصادية، الجيدة بين البلدين ضرورية جدا لأوكرانيا و خاصة بالنسبة للمناطق الصناعية في الشرق و بالنسبة لبعض الأثرياء ممن يعتبرون من الشخصيات الأكثر تاثيرا في البلد.
.نقطة أخرى أود أن أشير إليها و هي أنه يجب أن نلاحظ ما يجري في الأسواق في الأيام الأخيرة، فذلك مؤشر واضح على تفسير الوضع.
فالغريفنا الاوكرانية فقدت نسبة 18 في المئة من قيمتها منذ يناير الماضي.
و هذا يعني أن السلطات الأوكرانية الجديدة، المنضوية عن المعارضة، ستواجه تحديات كبيرة، فهي مطالبة بتلبية طلبات متظاهري ميدان، في ما يتعلق بوجوب اقتراح نخب سياسية جديدة ووجوه جديدة أيضا، و إنقاذ الاقتصاد المتهاوي تماما.

يورونيوز:
يتحدث بعضهم عن ارتفاع نبرة معادية لروسيا في شوارع كييف، ما مدى صحة ذلك؟

بيوتر سمولار:

لم أستشعر ذلك ، فينبغي أن لا ندخل في مماحكات ، لا نجني شيئا من ورائها. فيوجد بعض الانطباعات التي تقول: إن المجتمع الأوكراني، يعيش صراعا ما بين الغرب المعروف بميوله نحو أوروبا و تحدوه نزعات قومية و من جهة ثانية بين الشرق المعروف بميوله نحو روسيا . الأمور تعرف تعقيدا دقيقا أكثر مما نتصوره . أما في ما يتعلق بالشعور المعادي لروسيا، فثمة حساسية من متظاهري ميدان بشأن كل ما هو محاولة لحشر الأنوف في البلد. على وجه الدقة توجد قضية القناصة الذين صوبوا نحو المتظاهرين مما تسبب في سقوط عشرات القتلى.
دماء المحتجين تدفقت داخل الساحة التي هي خلفي، و هناك العديد من المسؤولين السياسيين و المواطنين العاديين ممن يرون أن موسكو تتخفى و راء أولئك القناصة، غريبي الأطوار ممن لم تحدد هويتهم بعد.
يورونيوز:
سؤال أخير الرئيس الأوكراني بالإنابة، تحدث عن مؤشرات لدعوات الانفصال في شبه جزيرة القرم، فهل إن سيناريو انفصال موال لروسيا ممكن الحدوث؟
بيوتر سمولار:
موضوع الانفصال حديث قديم، فقد تم الحديث بشأنه في منطقة شبه جزيرة القرم،و هي المنطقة التي ألحقت بأوكرانيا حديثا في 1954، من قبل خروتشوف.
بطبيعة الحال ، تعرف المنطقة توترات معتبرة،لكن ينبغي أن لا نبالغ في تصور السيناريو الكارثي، فليس مؤكدا أن مثل هذا الاندفاع المتهور في أوكرانيا بشان الدعوة الفعلية إلى الانفصال سيصب في مصلحة روسيا. فالأمور هي أكثر تعقيدا على أرض الواقع.

يورونيوز بيوتر سمولار، شكرا على التوضيح.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدًا لذكرى ضحايا الغزو الروسي

شاهد: روسيا تطلق عملياتها العسكرية في دونتسك وتستخدم نظامي أوراغان وتوت الصاروخيين

روسيا تقول إنها قصفت منشآت طاقة في أوكرانيا بصواريخ عالية الدقة وطائرات مسيّرة