بعد سياسة تهجير مسيحيي العراق التي سنها تنظيم داعش ، و التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية ، خاصة و أنها تمس من بين أقدم الشعوب المسيحية في العالم
في عموم الأحوال، إن ما يجري في العراق وفي الموصل تحديداً لا علاقة له بالفهم الصحيح للاسلام ، بل يندرج في اطار تصارع سياسي دولي واقليمي
و كان عدد المسيحيين في العراق قبل الغزو الأمريكي يصل إلى مليون و نصف مليون مسيحي ، ليتقلص العدد إلى 400.000 اليوم
و ها هي داعش تخير معتنقي المسيحية بين الدخول في الاسلام أو دفع الجزية أو الرحيل أو القتل، الكثير منهم غادروا إلى كردستان العراق
و ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي حركة لمساندة مسيحيي العراق ، تتخذ لنفسها شعار حرف نون ، كأول حرف من كلمة نصراني
الحكومة الفرنسية من جهتها أعربت الاثنين عن استعدادها لاستقبال مسيحيي العراق، و كانت أصوات قد تعالت في فرنسا لحماية هذه الطائفة الدينية ضد التهديدات التي تستهدفهم من مسلحي داعش
وقال وزيرا الخارجية لوران فابيوس والداخلية برنار كزنوف الفرنسيان في بيان مشترك :نحن نقدم المساعدة الى المشردين الذين يفرون من خطر الدولة الاسلامية ولجأوا الى كردستان (العراق). نحن مستعدون لتسهيل لجوئهم الى أراضينا إذا رغبوا في ذلك
وأضاف البيان : نحن على اتصال دائم مع السلطات المحلية والوطنية لضمان فعل كل شيء لحمايتهم
الاقتراح الفرنسي قوبل بالرفض من قبل الجمعيات الحقوقية التي تدافع عن مسيحيي العراق ، و ذكرت أن المظاهرات التي قامت بها في باريس و ليون هي لحماية المسيحيين في العراق و ليس لترحيلهم إلى فرنسا
رئيس أساقفة مدينة ليون الكاردينال فيليب بربران بدوره، أكد أن الهدف ليس أن يرحل الجميع بل أن يتمكن المسيحيون من البقاء و مواصلة العيش المشترك
و يرى بعض المحللين أن هناك محاولات لتفريغ المشرق من المسيحيين ، نفس الطرح يتقاسمه راعي أبرشية جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا ، و يرى أنه إذا كانت فرنسا وحليفاتها قد قررت أن تفرغ المنطقة من المسيحيين ،فهذا سيشكل خطراً على المنطقة و على مسيحيي لبنان أيضاً