بكتيريا قاتلة تضرب أشجار الزيتون في ايطاليا

بكتيريا قاتلة تضرب أشجار الزيتون في ايطاليا
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

هذا التقرير، يتقصى أحد أنواع البكتيريا القاتلة التي بدأت بقتل مئات أشجار الزيتون في الجنوب الإيطالي. إذ تخشى الدول المنتجة للزيتون في أوروبا ( فرنسا،

هذا التقرير، يتقصى أحد أنواع البكتيريا القاتلة التي بدأت بقتل مئات أشجار الزيتون في الجنوب الإيطالي. إذ تخشى الدول المنتجة للزيتون في أوروبا ( فرنسا، اليونان، البرتغال، وكذلك اسبانيا ) ان تصل هذه البكتيريا الى اراضيها. وعليه فقد أقرت المفوضية الأوروبية إقامة حاجز وقائي على طول الساحل في الجنوب الإيطالي لإحتواء هذا المرض القاتل ومحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه من الأشجار المصابة، سواء من خلال استخدام المواد الكيميائية لقتل الحشرات الناقلة للمرض أو قطع الأشجار وزراعة غيرها، علما أن بعض هذه الأشجار يعود الى ألف سنة. التقرير ينقل النقاش الدائر في جنوب ايطاليا حول هذه المسألة ووجهات النظر المختلفة ويضيء عليها.

شرطة الغابات الإيطالية، تحاول مطاردة القاتل الخفي لأشجار الزيتون. نحن هنا في منطقة بوليا التابعة لإقليم سالنتو في الجنوب الإيطالي. حيث العدو الخفي الذي حمل الإسم اللاتيني ( إكسيليلا ) وهو نوع من البكتيريا التي جاءت من كوستاريكا. وقد اعلنت أوروبا الحذر من إكسيليلا الخطرة على الكثير من النباتات.
أبعد من ذلك قليلاً، بالقرب من كاسارانو، يجتمع أنطونيو مع أصدقاءه جينو وجيوفاني وجوسيبي، جميعهم غاضبون ويحاولون الحصول على طريقة من أجل القضاء على هذه البكتيريا التي تهاجم الأشجار للمرة الأولى، تخنقها وتجفف عروقها. الأصدقاء الأربعة يريدون الإنتقام من إكسيليلا بقطع الأغصان المضروبة.
( أنطونيو دي باسكاليس )
المشكلة الأساسية هي في هذا المرض الذي يضرب أرضنا، تخيلوا، هنا في محيط سالنتو لدينا 25 مليون شجرة زيتون وفي كل ربيع ننتصر على الحشرات لكنها هذه المرة حملت معها إكسيليلا وهي تتكاثر بسرعة ويمكن ان تصل لمناطق أبعد. هنا الأشجار جفت وأصبحت مثل فرو الفهد.
( جينو روسا )
ماذا يمكننا أن نبقي للأجيال القادمة؟ فيما سبق ناضل أجدادنا وضحوا بالكثير من أجل بقاء هذه الأشجار. وبالنسبة لنا، نحن أيضا ماذا سنترك لأبنائنا وأحفادنا. ماذا سنترك لهم؟
( جوسيبي فينتورا )
نحن ذاهبون الى تحويل المنطقة كلها الى مقبرة. نعم ستكون مقبرة، حينما نخرج من أسرتنا كل صباح سنرى المزيد من أشجار الزيتون التي ضربها الجفاف. بالنسبة للمزارعين ما يحدث مع أشجار الزيتون هو ألم حقيقي. ألم بليغ.
( أنطونيو دو باسكاليس )
لقد لوثت هذه البكتيريا حوالي ثلاثين بالمئة من أشجار الزيتون في إقليم سالنتو. لكن مع ذلك هناك 70 بالمئة من الأشجار التي لا تزال محفوظة. وهذا يدفعنا للتدخل واستخدام خبرتنا الكافية.

حتى الآن، جنوب إيطاليا هو المكان الوحيد في أوروبا الذي وجدت فيه بكتيريا إكسيليلا اليوم. في نهاية العام 2013 وجد الباحثون هذه البكتيريا في منقطة بالقرب من غاليبولي. حيث الأشجار التي تجف بسرعة كبيرة وثمة خوف على الانواع الأخرى مثل المشمش والكرز واللوز وغيرها.

في باري لدينا موعد مع ماريلو، صحفية كتبت تقريراً استقصائياً عن إكسيليلا. حيث تقول أنه من الممكن قطع ملايين أشجار الزيتون تحت ذريعة مكافحة المرض. من قبل المشتبه بهم بالفساد السياسي والمضاربات المشبوهة والمشاريع السياحية والمافيا التي تقف خلف الكواليس.

هناك بالفعل حالات تم التحقيق بشأنها من قبل المدعي العام، ويوجد روابط شخصية للجريمة المنظمة. وكذلك المضاربات العقارية.
مكافحة هذه البكتيريا في الجنوب تتم بقيادة الضابط سيلليتي. أوكسيليلا الآن تستوطن في كل مكان. لكن المنطقة معزولة وتراقب عن كثب، إنها مرض مزمن جلب من الشمال. وهم يعملون على إقامة حاجز وقائي، وهذه مجرد بداية.
لا يزال لدينا المزيد من العمل في المبيدات، بطبيعة الحال، لا أحد يمكنه إستئصال الحشرات بشكل كلي. هذا غير ممكن. لكن علينا تكرار هذا في السنوات القادمة ومكافحة إكسيليلا التي ظهرت هذا العام، وستكون لدينا نتائج جيدة. على الجميع أن يفهموا ان لدينا اليوم عدو واحد هو إكسيليلا.
لوكا ترك ميلانو متجها الى سكورانو. وقد استثمر مئة ألف يورو في الأعمال الزراعية. مزارعو الزراعات العضوية لا يصدقون تهديد إكسيليلا. فيما الضابط سيلليتي يحاول حث الجميع على استخدام المواد الكيميائية. لكن هؤلاء يرفضون وذهبوا الى المحكمة وربحوا. الأمر الذي يبطيء خطة سيلليتي.
( لوكا بيليتي رئيس أمريتا سكارنو … )
هناك ظاهرة الجفاف التدريجي، نعم . ولكن هذا دائم الوجود، والفطريات هي المسؤولة عن هذا. خلال العشر سنوات الماضية. المناخ تغير هنا في إقليم سالنتو، بدأنا نعيش صيفاً حاراً وشتاءً بارداً والكثير من المطر عكس المعتاد. هذه هي العوامل المسؤولة الى جانب الإفراط في استخدام المبيدات الكيمائية.
نعود الى باري، ندخل الى المنطقة المحمية في “ معهد الوقاية المستدامة للنباتات “. ماريا أوريانا ودوناتو يجريان الفحوص على أوراق الزيتون القادمة من المنطقة المصابة. وهو ما فرضته المفوضية الأوروبية على طول الساحل في الجنوب الإيطالي .
في العالم يوجد الف وخمسمائة نوع من أشجار الزيتون. يفحصونها، ويأملون بالعثور على مقاومة طبيعية لإكسيليلا.
هناك صلة واضحة بين إكسيليلا وجفاف أشجار الزيتون، يصر رئيس المعهد.

( دوناتو بوسكيا – مدير معهد وقاية المستدامة النباتات )
لماذا تجف النباتات؟ هذه البكتيريا تهتم بعروق الأشجار التي تمتد من الجذور وحتى أوراق الأشجار. بكتيريا إكسيليلا تجوف العروق ثم تسدها فتجف.
لوكا ورفاقه يطلقون على انفسهم إسم ( فريق المقاومة ) يراقبون فرق المنشار التي يقودها سيلليتي مع شرطة الغابات. ويقولون أن إكسيليلا ليس هي من يقتل الأشجار فهذا يتعارض مع المنطق.
تقع أوريا شمال المنطقة المعزولة، تماماً حيث لا يجب أن تكون الأشجار ملوثة. لكن العديد من الحالات على وجود إكسيليلا تأكدت وقطعت السلطات سبع أشجار من مئتي شجرة على لائحة القطع. بما في ذلك، تلك التي بصحة أفضل من تلك المريضة.

( كارلو سيغلي … )
الخطة تسعى بوضوح الى قطع كل ما هو ملوث وإعادة التحريج داخل دائرة يبلغ قطرها مائة متر حول كل المنطقة الملوثة. وهذا يعني العناية بالأرض المهملة. هناك في البرتغال وفرنسا وإسبانيا وكذلك جميع أصدقائنا على شاطيء البحر المتوسط هل يقبلون بعودة الأراضي المهملة الى مناطقهم ؟

صيد البكتيريا قاتلة أشجار الزيتون يعني الذهاب الى ما بعد إكسيليلا بملاحقة الحشرات المصابة في الأراضي الخضراء التي تنتقل من شجرة الى شجرة، وذلك لإبطاء تأثيرها حيث يصر بعض الخبراء على الزراعة التقليدية والمواد الكيميائية وقطع ما يحتاج الى قطع.

( جيانكارلو بياسكو … )

أن التضحية بقطع المئات من الأشجار سيساعد في الحفاظ على الكثير من الأشجار الأخرى. وسوف يجنبنا تفشي هذه البكتيريا وإنتشارها في كل ايطاليا وأماكن أخرى من أوروبا.
بالعودة الى الجنوب، الى بالماريجي، حيث نجد بالقرب من منها أشجار الزيتون المزروعة منذ ألف سنة.
هذا المكان ملك لرفائيل غازيتي، أحد كبار المنتجين للزيتون حيث يملك سبعون الف شجرة. اقتراحه أن على المزارع الصغيرة أن تندمج مع بعضها. كما أن بساتين الزيتون المهجورة هي المشكلة حيث الأمراض تنتشر بسرعة أكبر. إن الإندماج وكذلك التضامن يؤدي الى القوة .

( رفائيل غازيتو …. )
سأدعك تجربين أحد أفضل انواع زيت الزيتون الذي عصر من شجرة عمرها الف سنة. هذا الزيت يحكي قصة شعبنا، هويتنا، ثقافتنا، إنه ذاكرة التاريخ. وهناك خوف كبير بيننا جميعاً عليه من هؤلاء الذين يهتمون بالزيتون. الجفاف يخلق الخوف.
بالعودة الى شمال أوريا، نينو العجوز السبعيني الذي لا يقطع أغصان الزيتون، إنما ينظف الأماكن اليابسة. في حين بدأ غيره من ( فريق المقاومة ) الإستعداد لغزو وسائل الإعلام المتوقع لعمليات التقطيع الواضحة.
كيف يفسر نينو سرعة إنتشار المرض في أشجار الزيتون؟
( نينو بالداري … )
كل شخص منا ملام، لأننا تخلينا عن الريف. هذا العمل التقليدي في استخراج الخشب الميت من الجذوع كان لا يزال مستخدما قبل اربعين أو خمسين سنة. الآن لا يستخدم هذا. الآن تقطع الأجزاء المصابة بالكامل بينما هذه الطريقة تمنح الحياة للأشجار والأشجار تعطينا الحياة.
أساليب الزراعة التقليدية، وقطع الأغصان الميتة وحرقها، هل سيكون كافياً لوقف قتل أشجار الزيتون؟ الإتحاد الأوروبي غير مقتنع بما في ذلك استخدام المبيدات الكيميائية وأيضا عمليات القطع التي تتم لوقف التفشي المتزايد للبكتيريا إكسيليلا.

لمرفة المزيد حول هذه المسألة:

Giuseppe Silletti: un nemico chiamato Xylella

في جنوب مدينة باري الإيطالية، يورونيوز التقت جوسيبي سيلليتي في مقر شرطة حماية الغابات التي يقع مقرها في أبوليا. وهو المسؤول عن التنسيق ومكافحة البكتيريا القاتلة لأشجار الزيتون. وعمله يتلخص في محاولة احتواء المرض. الإتحاد الأوروبي والحكومة الإيطالية فرضا إقامة حاجز وقائي على جانبي الساحل الإيطالي. ( لمزيد من المتابعة يمكن الإستماع للمقابلة الكاملة مع الكومندر جوسيبي سيلليتي باللغة الإيطالية ) بالضغط على هذا الرابط.

Giancarlo Biasco: la Xylella è un vero pericolo

لزيادة المعرفة حول الأبحاث المكثفة لإكسيليلا، البكتيريا القاتلة لأشجار الزيتون، يمكن الإستماع للمقابلة الكاملة ( باللغة الإيطالية ) مع المهندس الزراعي جيانكارلو بياسكو بالضغط على هذا الرابط

Donato Boscia: gli ulivi nel mirino della Xylella

يورو نيوز قابلت مدير معهد الوقاية المستدامة للنباتات دوناتو بوسكيا لمعرفة خطة الوقاية ومحاربة بكتيريا إكسيليلا القاتلة لأشجار الزيتون. يمكن الإستماع للمقابلة كاملة ( باللغة الإيطالية ) بالضغط على هذا الرابط.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها