إسبانيا: حلاوة النوغا تجابه مرارة الأزمات

إسبانيا: حلاوة النوغا تجابه مرارة الأزمات
Copyright 
بقلم:  Caroline Alkinani
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قرابة 2000 شخص في قرية خيخونة، يقتاتون عيشهم بشكل مباشر أو غير مباشر من تصنيع التوروني أو المعروفة باسم حلوى النوغا. لقد قاومت شركاتها أسوأ سنوات

اعلان

قرابة 2000 شخص في قرية خيخونة، يقتاتون عيشهم بشكل مباشر أو غير مباشر من تصنيع التوروني أو المعروفة باسم حلوى النوغا. لقد قاومت شركاتها أسوأ سنوات الأزمة، و اليوم، هاهي تتوجه نحو العالمية. بعد ارتباط أسماء بعضها ارتباطاً وثيقاً بذكريات عيد الميلاد في هذا البلد.
يقول مراسل يورونيوز: “على الرغم من حدة الأزمة التي ضربت اسبانيا مؤخراً، نجت بعض القطاعات الاستهلاكية كصناعة النوغا بحفاظها على تقاليد المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتصدير. في قرية خيخونة، هذه الفترة هي الأكثر إنتاجاً لهذه الحلوى التقليدية لعيد الميلاد. دعونا نرى كيف تكيفت مع الصعوبات”.
علينا الرجوع لأكثر من خمسة قرون لإيجاد أصل النوجا. نعتقد أن لها جذوراً عربيةً. شركة “بريميتيبو ايه ايخوس” التي تأسست في عام 1850 هي الوحيدة المتبقية على الشارع الرئيسي للمدينة. في هذه الشركة لاتزال النوجا تتطور بصورة حرفية على طرازيها الرئيسيين: الأليكانتي، المصنوعة من اللوز والعسل والسكر، والخيخونة حيث يطحن اللوز. قد تستغرق عملية الطهي من يومٍ إلى خمسةِ أيام.
يحدثنا مالك الشركة قائلاً: “أعتقد أن هذه بوادر انتعاش، فنحن نشارف على تجاوز إنتاج العام الماضي بمعدل 4٪ على الرغم من الزيادة العالية في أسعار النوغا بنسبة 11٪ بسبب ارتفاع أسعار اللوز”.
هذه الشركة العائلية تُعنى بالنوغا من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول. أما بقية العام، يصنعون المثلجات في بامبلونا، شمال اسبانيا. بديل يشرف عليه أيضاً رواد التوروني.
ويقول أحد العاملين هناك: “أعمل في كلى القطاعين: صناعة النوغا وصناعة المثلجات. لقد تأثرنا بالأزمة كثيراً، فبسببها لم تكن الأمور تسير على مايرام خلال السنوات الثلاث الماضية”.
مجلس تنظيم نوغا الخيخونة والأليكانتي حافظ على الاسم الأصلي لمبناه الجديد في المنطقة الصناعية. وفي الوقت ذاته، هو مقر جمعية مصنعي النوغا والشوكولا أيضاً في المنطقة. في فايلا خويوسا، يوجد شركات أخرى كبرى لتصنيع الشوكولا. وهذا اتجاه جديد ساهمت به الأزمة منذ بداية العقد. ويقول سكرتير المجلس: “لقد لمسنا زيادة في بيع النوجا بلغت مؤخراً نسبة 6%. والشوكولا أيضاً سوقها في نمو مستمر. في الواقع، هنا في محافظة اليكانتي، نحن ننتج 25 مليون كيلوغرام من الشوكولا و 15 مليون كيلوجرام من النوجا”.
من أكبر شركات هذا القطاع أيضاً شركة “المندرا اي ميال“، التي تأسست في العام 1725. واليوم لديها أكثر من 350 عامل وتصدر 25٪ من إنتاجها. ويقول الرئيس التنفيذي: “الأسواق النموذجية والتقليدية لتسويق حلوياتنا هي: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية. لكل سوقٍ منها عوامل تسويق مختلفة. ففي حالة الاتحاد الأوروبي، بحكم القرب الجغرافي. وفي حالة الولايات المتحدة، فإن هذا المنتج باهظ الثمن. وينظر إليه كمنتج للذواقين، ومن جهة أخرى يحتل مكانةً واسعة في حفلات الولايات المتحدة ذات الطابع الإسباني”.
تنهي هذه الشركات الكبيرة إنتاجها في نوفمبر/تشرين الثاني لتتمكن من توزيعه قبل الأعياد في جميع أنحاء إسبانيا وخارجها. وهي تمتلك شركتين لزراعة اللوز في المغرب وتشيلي.
ويضيف سكرتير المجلس: “تُعزى مشكلة ارتفاع أسعار اللوز إلى تصديره إلى الدول الناشئة مثل الصين والهند وقبلهما روسيا إلا أن هذه الأخيرة لم تعد كذلك. إن السوق الإسباني هو انعكاس لما يحدث في الولايات المتحدة، لهذا ارتفعت الأسعار هنا أيضاً”.
في منطقة سياحية مثل اليكانتي، حيث بلغت البطالة معدل 23٪، يمكن للقطاعات الإنتاجية مثل قطاعي الشوكولا والنوجا الآن أن تقودنا إلى نسيج اقتصادي أكثر استقراراً. والواقع أن هذا القطاع كان دائماً واحداً من القطاعات المصدرة في إسبانيا.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أسبانيا: الانتعاش يعود والشباب يغادر

إسبانيا: كل ما تجب معرفته عن انتخابات 2015م

الانتخابات الاسبانية: التغيير ممكن؟