باكستان: هل تقوض الاعتداءات التعايش الهش؟

Access to the comments محادثة
بقلم:  Aissa Boukanoun
باكستان: هل تقوض الاعتداءات التعايش الهش؟

بعد أن تبنت حركة طالبان الباكستانية الاعتداء الانتحاري الذي أوقع 72 قتيلا نصفهم تقريبا من الأطفال في ملعب في مدينة لاهور كبرى مدن شرق باكستان مؤكدة أنها استهدفت المسيحيين في مناسبة عيد الفصح.هل إن الاعتداء الأكثر دموية هذه السنة في بلد اعتاد على هجمات كبرى سيؤدي إلى تقويض التعايش الهش أساسا في هذه الدولة الإسلامية بغالبيتها؟ ولم يستهدف المسيحيون؟. هذا ويتعرض المسيحيون باستمرار لاعتداءات من قبل متطرفين خصوصا عام 2013 في بيشاور عندما أوقعت عملية انتحارية مزدوجة في كنيسة 82 قتيلا. ويستهدف المسيحيون عادة بسبب قانون يرجع اعتماده إلى ثميانينيات القرن الماضي،ويستخدم كذريعة ولأسباب سياسية.إنه قانون يقضي بالعقوبة التي قد تصل إلى الإعدام لكل من تطاول على الذات الإلهية أو أهان المصحف الشريف وثوابتَ دينِ الإسلامِ. كما يتعرضون لتمييز يومي في مجال العمل ويعيشون تحت تهديد اتهامهم بالتجديف، وهي تهمة غالبا ما تكون لتصفية حسابات شخصية، حسب المدافعين عن حقوق الانسان.
وقبل 1947، كانت نسبة الأقليات تمثل 15 في المئة من مجموع السكان في باكستان،أما اليوم فلا تعدو نسبتهم 4 في المئة.ويشكل المسيحيون حوالى 1,6% من عدد سكان باكستان البالغ 200 مليون نسمة وغالبيتهم من المسلمين، وتصل نسبة الهندوس إلى 2 في المئة.
لكن مخاوف المسيحيين تصاعدت مع إعدام الإسلامي المتطرف ممتاز قادري قبل شهر، علما بأنه يعتبر بطلا لدى أنصاره بعدما قتل في 2011 حاكم إقليم البنجاب سلمان تيسير الذي كان يؤيد تعديل قانون يجرم التجديف.وكان هذا القانون قد سن في الثمانينات من القرن المنصرم في عهد الرئيس الراحل ضياء الحق. لكن في تبنيها للاعتداء، لم تشر حركة طالبان إلى شنق المتطرف الإسلامي
أما طالبان فتنتقم عبر الترهيب من الحكومة و كذا من غير المسلمين أيضا. في ديسمبر من العام 2014، هجوم دموي استهدف مدرسة، لأبناء عسكريين. أودى بحياة أكثر من مائة وأربعين شخصا أغلبهم من الطلبة. الإعتداء الذي نفذته جماعة طالبان الباكستانية استمر ثماني ساعات حيث قامت مجموعة من مسلحي الحركة بالدخول عبر سياج من الأسلاك المحيط بالمدرسة وهاجموا قاعة كبيرة كان فيها الأطفال كما تنقلوا من صف إلى آخر.
حركة طالبان الباكستانية التي تبنت العملية، قالت إن هذا الإعتداء هو رد على حملة الجيش الباكستاني منذ أشهر ضد معاقل الحركة الباكستانية ومجموعات آخرى تنشط في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية القريبة من بيشاور.في 16 مارس يؤكد الجيش الباكستاني أنه قتل أكثر من 3600 متطرف في وزيرستان الشمالية، فيما لقي 358 جنديا مصرعهم. لكن المراقبين يقولون إن عددا كبيرا من المتمردين انتقل إلى الجانب الآخر من الحدود، إلى أفغانستان.ولا تستطيع وسائل الإعلام الوصول إلى المنطقة. وشنت السلطات هجوما عسكريا في المناطق القبلية في 2014، وأسفر عن مصرع آلاف المقاتلين المسلحين ولجأ عدد كبير منهم بالتالي إلى أفغانستان.