نسبة المدمنين على المخدرات في العالم العربي تزيد عن 10 بالمئة

نسبة المدمنين على المخدرات في العالم العربي تزيد عن 10 بالمئة
Copyright 
بقلم:  Rachid Said Guerni مع الوكالات
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ظلت المخدرات و انتشارها وسط المجتمعات أمراً يؤرق مضاجع السلطات المختصة لما تسفر عنه من أضرار بليغة على كافة أفراد المجتمع دون استثناء.

اعلان

ظلت المخدرات و انتشارها وسط المجتمعات أمراً يؤرق مضاجع السلطات المختصة لما تسفر عنه من أضرار بليغة على كافة أفراد المجتمع دون استثناء.
وتشكل ظاهرة إنتاج وتعاطي المخدرات مشكلة عالمية، فلا يكاد يخلو مجتمع إنساني من آثارها المباشرة أو غير المباشرة. كما تكلف الإجراءات الدولية والمحلية لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين حوالي 120 مليار دولار سنويا، وتمثل تجارة المخدرات8 بالمئة من مجموع التجارة العالمية، ويشير تقرير الأمم المتحدة لعام 2000 بشأن المخدرات، إلى أن الكمية المضبوطة مقارنة بما يتم تهريبه تشكل نسبة ضئيلة فعلى سبيل المثال لا تزيد كمية الهيروين المضبوطة عن 10 بالمئة فقط من الكمية المهربة، كما لا تزيد في الكوكايين عن 30 بالمئة.
وفي هذا الصدد، حذّر مدير مكتب الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات والجريمة في فيينا يوري فيدوتوف، من أن عدد متعاطي المخدرات في العالم ارتفع من 27 مليوناً عام 2014 إلى 29 مليون شخص في العام الماضي.
وأضاف فيدوتوف في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، الذي يوافق 26 يونيو/ حزيران، أن خسائر مروعة لحياة الأشخاص نتيجة تعاطيهم أصنافاً زائدة من المخدرات، كما كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد خصصت في دورتها الاستثنائية في ابريل/ نيسان 2016 ، تاريخ 26 يونيو/ حزيران يوماً عالمياً لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
الجمعية اعتمدت وثيقة ختامية تؤكد التزاماً مشتركاً لمواجهة مشكلة المخدرات في العالم، والمساعدة على توليد الحس العالمي في مواجهة التهديد الذي يواجه الملايين.وأشار البيان، إلى ضرورة استكشاف تدابير بديلة للإدانة أو عقوبة عند الاقتضاء، ومطاردة العائدات المالية من الجرائم المتصلة بالمخدرات، واعتماد الصكوك الدولية الرئيسية بشأن الجريمة المنظمة والفساد والإرهاب، وتعزيز نظام العدالة الجنائية، مع التركيز على الوقاية من المخدرات والعلاج من إدمانها.

200 مليون شخص يلجئون يوميا إلى مختلف أنواع المخدرات وتختلف كمية الاستهلاك من صنف إلى آخر، فقد زادت كمية استهلاك المنبهات خلال عقد التسعينيات عشرة أضعاف عما كانت عليه في الثمانينيات، في حين استقرت نسب استهلاك الأفيونات خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
دراسة آخرى حذرت بدورها من ارتفاع عدد مستهلكي المخدرات في العالم حيث اعتبرت أن حوالي 200 مليون شخص يلجئون يوميا إلى مختلف أنواع المخدرات بصفة غير مشروعة خصوصا في البلدان الغنية.
الإعلان عن الأرقام الجديدة بشأن انتشار واستهلاك المخدرات مثل الكوكايين والقنب والهيروين يدق ناقوس خطر في عدد من المجتمعات التي تنتشر فيها المخدرات بشكل ملحوظ. وذكرت المجلة العلمية البريطانية “ دولانسيت” أن حوالي 200 مليون شخص في العالم في عمر بين 15 و 64 سنة يتعاطون يوميا للمخدرات بشكل غير قانوني بمعنى أن كل شخص من بين عشرين شخصا في العالم يتناول المخدرات. واعتمدت المجلة في ذلك على ثلاث دراسات علمية من أستراليا و بريطانيا التي لاحظت استمرار تفاقم الوضع بشكل ملحوظ في الدول الغنية واعتبرت أن استهلاك المخدرات بشكل غير مشروع يهدد الأوضاع الصحية للمجتمعات بنفس المستوى مثل الاستهلاك المفرط للكحوليات.

تعاطي المخدرات في العالم بالمليون

زراعة وإنتاج المخدرات في العالم العربي والإسلامي أفغانستان وباكستان هما النموذج الذي ورد ذكره في تقرير الأمم المتحدة لدول العالم الإسلامي التي تقوم بزراعة وإنتاج الأفيون بكميات كبيرة.
وليس ثمة معلومات كافية عن حال المخدرات في الوطن العربي، وبعض الدول العربية لا تتيح المعلومات حول تعاطي المخدرات أو مكافحتها، وفيما يلي عرض للمعلومات التي أمكن الوصول إليها في عدد من الدول العربية.

تنتشر زراعة القنب في شبه جزيرة سيناء وفي صعيد مصر، ويزرع القنب طوال العام في شمال سيناء.
حقول زهرة الأفيون تتركز في الجنوب بمعدل دورة زراعية واحدة في الشتاء، لكن لا يوجد إحصاء دقيق عن المساحات المزروعة باستثناء ما يتم إبادته من قبل سلطات مكافحة المخدرات.
لكن إحصاءات الإبادة تشير إلى وجود توجه نحو زيادة المساحات المزروعة في المناطق البعيدة عن السلطات والتي يصعب الوصول إليها.
وتقدر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المساحات المزروعة بناء على بيانات السنوات السابقة للمساحات المبادة والكميات المصادرة، بالهكتار على النحو التالي:

حجز المخدرات في العالم بالطن

تقدر نسبة ما يباد أو يصادر من المخدرات بـ 30 بالمئة من الكمية الإجمالية، وربما كانت سنوات الذروة لزراعة الأفيون في مصر في الفترة من 1993 إلى 1996 ، وبخاصة زراعة القنب نظرا لما يدره من محصول وفير طيلة العام، ولأنه الأصعب في الإبادة والأسرع انتشارا في سوق الاستهلاك المصري.
كذلك سجلت بعض التقارير تصنيعا سريا لبعض المنشطات مثل الميثامفيتامينات “ميكستون فورت” في السنوات السابقة. إضافة إلى استخدام المستحضرات الصيدلية.
ويمثل موقع مصر نقطة عبور لتجارة الهيروين والقنب من مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب شرق آسيا إلى الأسواق الأوروبية. وعلى النطاق العالمي تعتبر أضعف النقاط في مصر بالنسبة لتجارة المخدرات هي الموانئ والمطارات وقناة السويس، ومن ثم يمكن أن تكون مصر منفذا جنوبيا مهماً لتهريب المخدرات إلى أوروبا.
أسعار القنب طلت في سوق المخدرات في مصر ثابتة، وهذا يعني أن الزيادة في الكميات المصادرة قد تشير إلى زيادة في الزراعة وليس لمجرد تحسين وسائل تطبيق القانون.

“مكافحة المخدرات” تتفاعل مع مغرد طالب بإيقاف الترويج لما يسمى بـ“زيت الحشيش“، مؤكدة ضبطها كل من يعلن عنه. pic.twitter.com/ACsFkN7OZu

— هاشتاق السعودية (@HashKSA) 21 juin 2016

أشهر أنواع المخدرات المستخدمة في مصر هي البانغو “عشبة القنب “ والهيروين، وشهدت سنوات التسعينيات ارتفاعا ملحوظا في تعاطي هذين العقارين بالإضافة إلى البنزوديازيبين “عقار مهدئ.” ويتركز تعاطي المخدرات بين الذكور من سن 20 إلى 30 سنة. أما عن البانغو فتشير بعض التقارير إلى تناقص أعمار المتعاطين له، حيث يقدر مجموع مدمني الهيروين من 20 إلى 30 ألفاً.

جرائم المخدرات جرائم المخدرات متعددة ومتنوعة وهذا التعدد والتنوع يقوم على طبيعة الأفعال المكونة لهذه الجرائم، مثال على ذلك: جريمة جلب المخدرات وجريمة تصدير المخدرات، ونقل المخدرات، والاتجار بالمخدرات وإنتاج المخدرات وصنع المخدرات وزراعة المخدرات وحيازة أو إحراز المخدرات وتعاطي المخدرات وغيرها من الأفعال المكونة للركن المادي لجرائم المخدرات. مازالت مشكلة المخدرات من المشكلات المعقدة حتى الآن ، فهي تتطلب مزيداً من البحث والدراسة من مختلف جوانبها وتداخلاتها مع غيرها من مشكلات السلوك الأخرى ، فجرائم المخدرات من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية ، حيث تهدد أمنها واستقرارها ، وتشكل عبئاً ثقيلاً ومتزايداً عليها ، حيث تأتي المخدرات على رأس قائمة الشرور التي تقف أمام التنمية والتحديث . ولم تعد جرائم المخدرات مقصورة على الرجال ، بل أصبحنا نلاحظ تورط النساء في تلك الجرائم ، وما يترتب على ذلك من تورطهن في أنشطة إجرامية ، وأن مساوئ جرائم المخدرات ، لا يقتصر على مرتكبات جرائم المخدرات ، بل يمتد ليشمل أيضاً أطفالهن ، فالمشكلة لا تتمثل في هذا الجيل بل في الأجيال المقبلة أيضاً. > pic.twitter.com/0W0WBu6VzZ

— algeriepolicedz (@algeriepolicedz) 5 juin 2016

والمخدرات بوصفها مشكلةً اجتماعية، وليدة خلل يصيب نظم المجتمع الاجتماعية و الاقتصادية ، فالتاجر والزارع والمهرب والصانع والموزع يرغب كل منهم في تحقيق الثراء السريع ، أما المدمن فهو يريد الهروب من الواقع المعايش إلى العالم الغيبي والانغماس في الاتجاهات والنزاعات المتطرفة.
جرائم المخدرات تنتشر في معظم دول العالم ، مما يمثل تحدياً خطيراً يتعين مواجهته، وتتضافر عوامل داخلية في كل مجتمع مع العوامل الخارجية المرتبطة بالعولمة والنظام الاقتصادي الجديد لكي تزيد المشكلة تفاقماً، حيث إن زراعتها ، وإنتاجها ، وتحويلها ، وتصنيعها ، وتخليقها ، وتخزينها، وتهريبها ، والاتجار فيها، وعرضها، وترويجها، وتعاطيها ، وإدمانها لم يقتصر على دولةٍ بعينها ولا إقليمٍ بذاته ، وإنما أصبح هذا النشاط متعدد الحلقات ، عابراً للدول والقارات وشاملاً لقارات العالم بأسره.

أرقام تقديرية عن الإدمان في البلدان العربية رغم صعوبة تحديد عدد المستهلكين للمخدرات بشكل دقيق لعدم وجود أرقام رسمية فإنالأبحاث الأسترالية تقدر أن ما بين 125 مليون و 203 ملايين شخص في العالم يتعاطون يوميا لمواد مخدرة مثل القنب والحشيش. أما بالنسبة للمتعاطين للمخدرات الأفيونية مثل الكوكايين والهيروين فإن عددهم في مستوى 21 مليون على الصعيد العالمي. وكشفت الدراسة أن ما بين 11 و 21 مليون شخص في العالم يلجئون إلى التخدير عبر الحقن بالإبرة، ويبلغ عدد هؤلاء في المنطقة العربية حوالي 125 ألف مدمن.
في العالم العربي لا توجد إحصاءات بهذا الشأن، كما أن التقديرات التي يصدرها سنويا المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في القاهرة تعتمد فقط على التقارير الدولية
ولكن الأكيد أنه في الدول العربية يختلف انتشار المخدرات كما ونوعا من بلد إلى آخر ففي الوقت الذي تعتبر فيه منطقة الخليج أكبر منطقة للإدمان على الهيروين والأفيامينات المعروفة بالكابتاغون، تعاني مصر من الإدمان بالهيروين والكوكايين والحشيش الذي يأتي من المغرب و البقاع اللبناني أو أيضا من السودان حديثا، خصوصا وأن كثافة المادة المخدرة للحشيش في العالم العربي ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة بعشرة أضعاف.
في الجزائر تحولت في السنوات الأخيرة من ممر للمخدرات إلى مستهلك يتنافس على سوقه منتجو هذه السموم بمختلف أنواعها، ورغم إعلان الحكومة الحرب على المخدرات، إلا أن الواقع يؤكد أن هذه الحرب تبدو، ولأسباب كثيرة، غير كافية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟

إرسين تتار يحذر: خطأ واحد كفيل بتحويل قبرص إلى غزة جديدة

كيف تفاعل الفلسطينييون مع قرار محكمة العدل الذي يأمر إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني في غزة؟