محمد حسني مبارك حراً

محمد حسني مبارك حراً
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الإفراج عن محمد حسني مبارك

اعلان

برأ القضاء المصري الرئيس السابق محمد حسني مبارك من آخر قضية وأثقلها والمتعلقة بقتل المتظاهرين إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ليصبح مبارك بحكم القانون بريئاً قادراً على الخروج للحرية وممارسة حياته الطبيعية كأي مواطن مصري .

القضاء المصري أعلن الاثنين الماضي، قرار الإفراج عن حسني مبارك وذلك لأول مرة منذ ست سنوات بعد أن أطيح به من الرئاسة في 2011 وأصبح أول رئيس يُحاكم في أعقاب ثورات الربيع العربي.

‎وبرئت ساحة مبارك البالغ من العمر 88 عاما من اتهامات بقتل متظاهرين في آخر ظهور له في ساحات القضاء بعد محاكمته، بتهم تراوحت بين الفساد وإصدار أوامر بقتل بعض المتظاهرين الذين أنهوا حكمه الذي استمر 30 عاما.

وألقت السلطات المصرية القبض على حسني مبارك في ابريل نيسان 2011 بعد شهرين من الإطاحة به، وظل منذ ذلك الوقت قيد الاحتجاز في السجن ليرحل بعد ذلك الى المستشفى العسكري نظراً لحالته الصحية، ويخضع لمراقبة الأمن المصري .

وسبق أن أدانت محكمة الجنايات في القاهرة الرئيس السابق بالسجن المؤبد بتهم تتصل بقتل 239 متظاهرا خلال الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما. لكن محكمة النقض ألغت الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى في محكمة جنايات القاهرة.

‎وقضت الدائرة الجديدة في نوفمبر تشرين الثاني 2014 بعدم جواز نظر الدعوى الجنائية ضده. لكن النيابة طعنت على الحكم أمام محكمة النقض التي قبلت طعن النيابة العامة على الحكم في يونيو حزيران 2015 وقررت إعادة المحاكمة للمرة الثانية والأخيرة ونظرتها بنفسها وقضت ببراءته في الثاني من مارس آذار

وحسب تصريحات محامي مبارك فإن الرئيس الأسبق سيعود إلى منزله في حي مصر الجديدة بالقاهرة، في أي وقت خلال هذا الأسبوع .

وساعدت المدة التي قضاها حسني مبارك داخل السجن تحت بند الحبس الاحتياطي ، في إلغاء حبسه على ذمة قضية الاستيلاء على الأموال العامة التي كانت مخصصة لصيانة القصور الرئاسية ، باعتبار ان تلك المدة التي قضاها في الحبس الاحتياطي قد غطت ما يعرف بفترة العقوبة.

محمد حسني مبارك لطالما شغل العالم بقضيته، باعتباره اول رئيس عربي يقف خلف القضبان بعد إنطلاق شرارة ما يعرف بالربيع العربي، بينما لقي نظراؤه من الرؤساء العرب الذين أطاح بهم الربيع العربي مصيراً مختلفاً ، فقد تمكن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي من الفرار برفقة عائلته للخارج محملاً بأطنان الذهب التي استولى عليها من قوت شعبه، فيما كان مصير معمر القذافي مأساوياً بعد أن تمكن ثوار ليبيا من القبض عليه مختبئاً داخل مجرى للمياه ، ليموت قتلاً بين أيديهم، بينما عاد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ليمارس السياسة والسلطة في اليمن الى جانب تحالفه مع الحوثيين، ويسقط الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ويطرده من البلاد .

لتبقى الحالة الاستثنائية والأكثر جدلاً بقاء الرئيس السوري واحتفاظه بلقب الرئيس حتى يومنا هذا، بعد خوضه معارك مسلحة مع المعارضة، جعلت من سوريا بلداً مدمراً بالكامل ، خالية من معظم سكانها الذين أصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، في أسوأ موجة نزوح ولجوء يشهدها القرن الحالي .

بالعودة الى الشأن المصري، وبراءة حسني مبارك، نجد ان التفاعل معها جاء خجولاً الى درجة عدم التفاعل، وكأن الشارع المصري كان يتوقع النتيجة، لاسيما بعد سلسلة المحاكمات المتعددة والمطولة التي مثل مبارك أمامها والتي توجت بقرار البراءة، سبقها الإفراج عن نجليه جمال وعلاء مبارك بعد قضاء مدة محكوميتهما، ليعودا للظهور مجدداً في عدة مناسبات على الساحة المصرية، ويجري التفاعل معهم بشكل طبيعي من قبل الشارع، الذي كما يبدوا قد سلم بالأمر الواقع .

ما يطلقون على أنفسهم النشطاء السياسيين في مصر ، وهم باتوا قلة، لأسباب متعددة، يعتبرون هذه التطورات بما يخص حسني مبارك ونجليه والبعض من رموزه، بمثابة إجهاض للثورة والحكم بالإعدام على أهدافها التي لم يتحقق منها شيء ذي قيمة تذكر، في ظل ما أسموه زيادة قبضة الدولة على جميع مناحي الحياة، وغياب المعارضة القادرة على إحداث تأثير في الحياة السياسية، وإستمرار اعتقال عدد كبير من النشطاء في مصر ، جزء كبير منهم كان يتصدر الصفوف الأمامية في الثورة المجهضة على حد قولهم .

في المقابل، تم سحق جماعة الإخوان المسلمين في مصر، واعتقال قياداتها وعناصرها، وتفتيتها، لتصبح عاجزة حتى عن تنظيم وقفة احتجاجية، لاسيما بعد ان تم تصنيفها كتنظيم ارهابي داخل مصر ، ناهيك عن الخلافات في صفوف عناصرها وقياداتها ممن نجحوا في الفرار من مصر لدول مجاورة، والذين تتسم سياساتهم وشعاراتهم بعدم الفاعلية والتأثير في المجتمع المصري الذين كما وصفه محللون اصبح محبطاً مما آلت اليه أوضاع بلادهم من انقسامات سياسية وأزمات اقتصادية معيشية، وفاقداً للثقة في اي تيار سياسي .

خروج مبارك وحصوله على البراءة اعتبره كثيرون انتكاسة للثورة المصرية، بينما ينظر اليه اخرون بأنه فشل سببه المعارضة التي لم تستطع قيادة الشارع المصري في سبيل تحقيق طموحاته، وهذا ما يرجعه المحللون لافتقارها للخبرة وتشتت قياداتها وفقدانها الثقة مع قاعدتها الشعبية .

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن 9 شخصيات مصرية من بينها أسرة مبارك

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يترشّح لولاية رئاسية ثالثة في انتخابات نهاية العام

صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة