"مراسلون بلا حدود": حرية الصحافة في العالم لم تكن أبدا أسوا من وضعها في 2017م

"مراسلون بلا حدود": حرية الصحافة في العالم لم تكن أبدا أسوا من وضعها في 2017م
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

منظمة “مراسلون بلا حدود” المتابِعة لأوضاع العمل الإعلامي عبْر العالم تدق ناقوس الخطر وتقول في تقريرها للعام ألفين وسبعة عشر، الصادر في يوم العشرين من أبريل/نيسان، إن حرية الصحافة لم تكن أبدا مهدَّدة مثلما هي عليه في الظرف الراهن وإن حالها “خطير جدا” في قرابة نصف الدول محل المتابَعة، والتي يبلغ عددُها مائة وثمانين دولة، وإن الصحافة لا تتمتع بالحرية إلا في نحو خمسين دولة تتصدرها الدول الإسكندنافية، وهي النرويج والسّويد والدانمارك وفنلندا. إريتيريا وكوريا الشمالية، حيث يُمنَع الاستماع إلى إذاعات أجنبية ويُعاقَب عليه، تحلان في آخر القائمة.

التقرير أوضح أن وسائل الإعلام تتعرض بشكل متزايد إلى التضييق والمراقبة وعدم احترام حق الصحفيين في الاحتفاظ بسرية مصادر أخبارهم وإلى الهجمات اللفظية والمُسلَّحة التي تتعرض لها هذه المؤسسات الإعلامية، فضلا عن القمع والاعتقالات، بالتزامن مع صعود قادة وزعماء عبْر العالم يصفهم التقرير بـ: “الأقوياء” إلى سُدَّة الحُكم. وذَكَرَ التقرير من بين هؤلاء القادة الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب ونظيرَه التركي رجب طيب إردوغان مشددا على أن حيثما ظهر قادة “أقوياء“، “تراجعتْ حرية الصحافة”.
المنظمة متشائمة وتؤكد أن “مخاطر انحدار كبير“، على حد تعبيرها، لأوضاع حرية الصحافة في العالم، بما في ذلك في “البلدان الديمقراطية الهامة“، مخاطر حقيقية.

من بين الدول التي أشار التقرير إلى أن وضع الصحافة فيها سيء كلٌّ من الصين وروسيا والهند ونحو ثلثي الدول الإفريقية وغالبية دول منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأمريكا الوسطى.
منظمة “مراسلون بلا حدود” لم تستثن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من الانتقادات والتي قالتْ بشأنها إن وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُشجِّع هذه النزعة السلبية لأوضاع حرية الإعلام محلِّيًا ودوليًا.

دول منطقة الشرق الأوسط والخليج صُنِّفت في التقرير ضمن الدوَل الأكثر سوءا في التعاطي مع حرية الصحافة حيث ذَكَّر التقرير باعتقالات الصحفيين والمدوِّنين في إيران ومصر والبحرين.
ممارسة العمل الصحفي في دولٍ عربية، تمر بأزمات سياسية خطيرة تهدد انسجامَها ووحدتها، أصبح مغامرة شديدة الخطورة من الناحية الأمنية، حسب التقرير، مثلما هو الحال في دول كسوريا واليمن.
سوريا الممزقة بحرب مُدمِّرة منذ العام ألفين وأحد عشر، صُنِّفتْ في المرتبة المائة والسبعة والسبعين على قائمة المائة والثمانين دولة محل متابَعة منظمة “مراسلون بلا حدود”.

في الحالة المصرية، أشارت المنظمة إلى وضع “المصوِّر الصحفي محمود أبو زيد” المعتَقَل اعتقالا تعسفيا منذ ثلاثة أعوام لتغطيته “التدخل الأمني الدموي لتفرقة اعتصام نظمته جماعة الإخوان المسلمين”. وذَكَّرتْ بحالة الصحفي المستقلّ إسماعيل الإسكندراني الذي “يقف وراء القضبان منذ اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، رغم صدور حكم يقضي بالإفراج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على حد قول التقرير”.

غالبية الدول العربية، حسب المنظمة، ساءتْ فيها أوضاع حرية الصحافة وتعددت فيها الانتهاكات باستثناءٍ نسبيٍّ لموريتانيا، المصنفة في المرتبة الخامسة والخمسين عالميا والأحسن في منطقة المغرب العربي، وتونس المصنَّفة في المرتبة السابعة والتسعين.
المغرب تأتي في المرتبة المائة والثلاثة والثلاثين، وتليها الجزائر في المرتبة الرابعة والثلاثين، فيما أدى النزاع المسلَّح في ليبيا إلى تعقيد أوضاع ممارسة العمل الصحفي في هذا البلد الذي يأتي في ذيل قائمة الدول المغاربية وفي المرتبة المائة والخامسة والخمسين عالميا.

هذا حال العمل الإعلامي وحرية الصحافة في العام ألفين وسبعة عشر في دول العالم من وجهة نظر منظمة “مراسلون بلا حدود”.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البرلمان الأوروبي يدعو إلى مكافحة الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

مداخيل "نيويورك تايمز" الرقمية تفوق للمرة الأولى إيرادات الصحيفة الورقية

شاهد: رسائل تضامن من صحافيي يورونيوز لمعتقلي الرأي حول العالم