تواصل الاحتجاجات في الحسيمة

تواصل الاحتجاجات في الحسيمة
بقلم:  Smain Djaouti  مع الوكالات

شهدت مدينة الحسيمة بمنطقة الريف الواقعة شمال المغرب مظاهرة شارك فيها الآلاف بعد ظهر الخميس، طالب المحتجون فيها بالعدالة والقضاء على الفساد، كما رفعوا لافتات كتب عليها “ هل أنتم حكومة أم عصابة؟” و “إذا كان للوطن معنى فعليه أن يحتضن جميع أبنائه” و “ الموت مرة أهون من الموت مرات وكل يوم”.

ورغم ان الاحتجاجات السياسية نادرة في المملكة المغربية، إلا أن التوتر الذي تعرفه الحسيمة جاء منذ مقتل بائع السمك محسن فكري في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بطريقة مأساوية سحقاً بشاحنة لجمع النفايات أثناء مصادرة شحنة سمك غير مرخصة. الأمر الذي أثار غضب سكان المنطقة الذين لم يتوقفوا عن التظاهر منذ تلك الحادثة الأليمة، ومع مرور الأشهر اتخذت التظاهرات طابعاً اجتماعياً وسياسياً للمطالبة بالتنمية في هذه المنطقة التي يعتبر سكانها أنها مهمشة.


مظاهرة الخميس عرفت استجابة كبيرة وتمت في أجواء سلمية، وهذا رغم الانزال الأمني الكثيف الذي سبق التظاهرة في الحسيمة وضواحيها، والذي رأى فيه ناشطون انها محاولة لترهيب السكان وتخويفهم للعدول عن المشاركة.


من جانب الحكومة ذكرت وكالة الانباء المغربية أنها ناقشت الوضع في الحسيمة بشكل معمق الخميس، وقالت انها تتفهم مطالب سكان الريف، وقال مصطفى الخلفي الناطق باسم الحكومة بعد الاجتماع الوزاري الأسبوعي أن الحكومة: “ تتفهم المطالب المشروعة للساكنة” مشددا في الوقت نفسه على ضرورة الاحتياط من بعض التصرفات التي تسعى إلى خلق حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي.

وتفرق المتظاهرون على الساعة العشرة بالتوقيت المحلي، فيما تحدثت وسائل اعلام مغربية عن حركة” إضراب عام “ مرتقب الجمعة، مشيرة إلى وصول تعزيزات كبيرة لقوات الأمن الى المنطقة في الأيام الأخيرة.

الريف: تاريخ من التوتر والتهميش

العلاقة بين منطقة الريف والدولة المركزية في الرباط بدأت متشنجة منذ استقلال البلاد، فقد تشكلت فكرة الجمهورية لدى محمد بن عبد الكريم الخطابي أثناء مقاومة الاستعمار الاسباني، وجاءت معارضة توجهات حزب الاستقلال لتخلق توتراً عميقاً أدى إلى تصفية عدة شخصيات ريفية، الأمر الذي خلف عدداً كبيراً من الضحايا ليتوج بثورة سنة 1958 التي قمعها الملك الحسن الثاني بقوة لتعلق بذكرة سكان الريف باسم “ عام إقبارن”.

ليأتي بعدها الانقلاب العسكري ضد الملك الراحل الحسن الثاني في 10 يوليو/تموز 1971، والذي قاده محمد المذبوح ورفيقه محمد اعبابو وهما من أصل ريفي، ليجعل المنطقة تعرف سنوات عجاف، وأدت الأوضاع المزرية إلى انتفاض المنطقة في احتجاجات اجتماعية عام 1984 إلى جانب عدد من مناطق المغرب، قمعها بشدة الملك الحسن الثاني آنذاك ووصف المنتفضين بـ «الأوباش” والمهربين وغيرها من الأوصاف. ومع حكم الملك محمد السادس حاول طي صفحة الماضي من خلال زيارات ملكية، إلا أن أحداث 20 فبراير/ شباط 2011 اثرت سلباً على المسار، وكانت حادثة موت محسن فكري القطرة التي أفاضت الكأس، بعد طول سنوات التهميش.

مواضيع إضافية