استفتاءات الانفصال: على من سيأتي الدور؟

استفتاءات الانفصال: على من سيأتي الدور؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

ديناميكا الحركات الانفصالية التي يشهدها العالم تنتشر، وصداها يتردد في أنحائه، من انفصال جنوب السودان، مرورا باستفتاء انفصال إقليم كردستان العراق، إلى استفتاء استقلال إقليم كاتالونيا الاسباني في أوروبا، حيث لوحظ تنامي المشاعر القومية بشكل واضح.

منذ بضعة أيام انتهى استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق وسط رفض اعتراف حكومة بغداد والدول المجاورة له، ولكن التخوفات في العراق سائدة، من أن مراحل انفصال شمال العراق وسوريا قد تبدأ العام المقبل، وفق نواب في البرلمان العراقي. ويثير ذلك المخاوف من تكرار السيناريو في إيران و“تركيا”:http://arabic.euronews.com/2017/09/30/erdogan-says-kurds-would-pay-the-price-for-an-independence-referendum

وفي ظل حالة التشرذم التي تعيشها الدول العربية مجتمعة يخشى أن يطال شبح التقسيم اليمن إلى يمنيين، وفصل الصحراء الغربية عن المغرب، فيما الوضع في ليبيا شديد التأزم، خاصة وأن انفصال جنوب السودان ما زال حاضرا في ذاكرة الكثيرين في البلدان العربية. وكان إقليم دارفور الذي يعيش حربا أهلية، شهد تنظيم استفتاء السنة الماضية بإشراف أممي، وأدى إلى فوز البقاء مع شمال السودان.

وفي أوروبا مضي نصف قرن عما أفرزته الحرب العالمية الثانية، وبعد النزعة القومية والحقبة الاستعمارية للشعوب، تغير وجه العالم، ولكن حركات مختلفة الأشكال وذات نزعات قومية وعرقية موؤودة، أضحت تتحدى الفكرة الحديثة لوحدة الدولة الوطنية، وهي تنشط بدرجات متفاوتة، وجميعها تعمل في اتجاهات مختلفة.

ففي إقليم كاتالونيا الاسباني منعت حكومة مدريد استفتاء استقلال الإقليم يوم الأحد، وتدخلت الشرطة لتحول دون تنيظمه، وأصابت المئات من انصار الاستقلال بجروح.
وفي إقليم الباسك شمال اسبانيا ما تزال النزعة الانفصالية سائدة، رغم إعلان حركة إيتا التخلي عن العمل المسلح في العام 2011 كخيار للحصول على الاستقلال.

وفي إيطاليا ينظم محافظا لمبارديا وفينتيسيا استفتاء يوم 22 من الشهر الجاري، للمطالبة بدعم الحكم الذاتي لشمال ووسط إيطاليا أو ما يعرف لدى الانفصاليين بمنطقة بادانيا (دولتهم المنشودة). ولئن سقط إعلان تنظيم ذلك الاستفتاء في طي النسيان منذ نيسان/ابريل الماضي، فإن استفتاء كاتالونيا قد أحيا نعرات الاستقلال، التي يدعمها حزب رابطة الشمال الانفصالي ذو النزعة القومية المتشددة. وتمثل هتان المحافظتان رئتا الاقتصاد الإيطالي، وتنتجان لوحدهما ربع ناتجه المحلي الخام.

وفي اسكتلندا التي تتمتع بحكم ذاتي في المملكة المتحدة توجد نزعة قوية للاستقلال عن التاج البريطاني، في مجال السياسة الخارجية والدفاع. وكانت هناك استعدادات حثيثة لتنظيم استفتاء في العام 2018 لاستقلال الإقليم.

وفي إقليم الفلاندرز في بلجيكا، حيث تقطن أغلبية من السكان ناطقة بالهولندية تستمر المساعي حثيثة للاستقلال عن بلجيكا، حيث يعتزم التحالف الفلامنكي الجديد تنظيم مسيرة لأجل الاستقلال في العام 2019.

وفي جزيرة كورسيكا الفرنسية الواقعة في البحر الأبيض المتوسط ورغم الوضع الخاص الذي يمنحا مزيدا من السلطات، مقارنة ببقية الأقاليم ما وراء البحار، اتجهت جبهة التحرير الوطني في كورسيكا نحو العمل السياسي، بعد أن تخلت عن العمل المسلح سنة 2014، ولكن باريس تصر على رفض استقلال الجزيرة.

وتبدو السمة الغالبة لحالات تنظيم الاستفتاءات حيثما كانت، هو وجود أقليات عرقية أو طائفية، أو نزعات قومية متشددة، ترفع بمطالب تكافؤ توزيع الثروات ذريعة لمطالبتها بالانفصال، وتقول إنها غير مستعدة لتحمل أعباء اقتصادية باسم اقاليمها، التي تمثل ثرواتها القسم الأكبر من ثروة الدول المنتمية إليها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"ظلال بريكست": محكمة سويسرية تلغي نتائج استفتاء وطني "لم يكن واضحا"

كتالونيا تتمسك بحقها الديمقراطي وراخوي يصف الاستفتاء بالمسرحية

ماذا بعد استقلال كردستان العراق؟