المرأة السعودية في مجلس الإفتاء.. ما الذي سيتغير؟

المرأة السعودية في مجلس الإفتاء.. ما الذي سيتغير؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

سلط الكاتب ريتشارد نيلسن في صحيفة الواشنطن بوست الضوء على التحولات الملفتة والمتسارعة التي تشهدها السعودية في مجال حقوق المرأة. وتناولت الصحيفة الامريكية على وجه التحديد، قرار السلطات السماح للمرأة بإصدار الفتاوى بعد أيام من القرار المفاجئ الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
ويقول صاحب المقال وهو الكاتب ريتشارد نيلسن إنه حاول دراسة كتابات السيدات المرشحات لتولّي منصب الافتاء، فوجد أنهن من المؤيدات للحكومة السعودية في مقاربتها لحقوق المرأة ومحاولة إيجاد تفاسير دينية لإجراءاتها وإملاءاتها في هذا المجال.

ويتوقع الكاتب أنه إذا ما تم تعيين تلك النساء المُفتيات، فانه لا ينتظر أن يستعملن سلطتهن الجديدة لتعزيز حقوق المرأة.
وحاول كاتب المقال أن يزيل اللبس العالق في أذهان الكثيرين الذين يربطون معنى الفتوى بتلك التي تم بموجبها إهدار دم الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي بسبب كتابه آيات شيطانية.
ويقول الكاتب في هذا الصدد، إن دراساته أظهرت بآن آلاف الفتاوى تخص الحياة اليومية مثل طريقة العبادة والخلافات الأسرية والطهارة وكيفية التعامل مع البنوك نظرا لحرمة الفوائد البنكية في نظر الفقهاء.

ويرى الكاتب بأن أكثر الفتاوى شهرة في موقع مثل Islamway.comلا تتعلق بالعنف بل بالجنس.

ويحاول نيلسن أن يقلل من أهمية القرار السعودي بالسماح للمرأة بالإفتاء بأن هذه الخطوة ليست خارقة، فقد كانت للمرأة المسلمة على مدى التاريخ مكانتها وكلمتها كما أن المرأة تقلدت مناصب دينية هامة في بلدان مثل المغرب وتر كيا.

ويقول الكاتب إنه بلا شك فأنه الحكومة السعودية قد درست مثل هذه التجارب ورأت أن خطوة تعيين النساء في مجلس الإفتاء لن تؤثر على سلطتهم.
ويرى الكاتب أن مجالس الإفتاء تقدم نوعا من الغطاء الديني لسياسات الدولة ولا تقدم آراء في المسائل الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية دور المرأة المفتية حيث ستكون مؤهلة لإبداء رأيها وإصدار فتاوى في مسائل تتعلق بشؤون المرأة بحسب نيلسن.

ويتساءل الكاتب ما إذا كانت المُفتيات اللواتي سيتم تعيينهن ستدافعن عن حقوق المرأة.
ويقول إنه لا يتوقع أن يحدث أمر كهذا ويرى أن الفتاوى التي تصدرها نساء مفتيات وصفهن بالسلفيات ستكون بنفس مستوى التضييق على الحريات من الفتاوى التي يصدرها رجال.

ويقول الكاتب إنه درس كتابات 172 داعية من الرجال و43 من النساء على موقع اسمه Saaid.net وهو من المواقع الشهيرة في السعودية، فوجد أن تلك الكتابات لها نفس التوجه السلفي المحافظ حسب تعبيره.
ويضيف إن كتابات النساء في ذلك الموقع تركز على ثلاث مسائل: النساء، وتعليم الإسلام للنشء ومحاربة التأثير الغربي. كما تنتقد بعض الكتابات معاهدة الأمم المتحدة لحقوق المرأة بالإضافة مسألة الإجهاض بحسب الكاتب.

ويرى نيلسن بأن بعض المقالات النسوية في ذلك الموقع، تقلل من ظاهرة انتشار جرائم الشرف وأشكال العنف الأخرى ضد النساء وكل هذا حسب الكاتب باسم الدفاع عن الإسلام وحمايته من التأثير الغربي.

ويلفت نيلسن إلى أن الغرض من تعيين النساء في مجلس الإفتاء سيجعل منهن أحسن من يتحدث باسم المرأة ولكن في إطار الحدود التي تضعها السلطة الدينية في السعودية فتصبح المرأة المفتية تقول:
“أنا امرأة ولا أريد ما يسمى بحقوق المرأة التي يعمل الغرب على تسويقها لنا”.
ويرى الكاتب أن إعطاء تلك النساء هذه الصلاحية لن يساهم في تعزيز حقوق المرأة في السعودية.
ويخلص الكاتب إلى أنه ورغم أنه لم يتم الكشف عن أسماء من سيدخلن مجلس الإفتاء فإن ثمن الحصول على مقعد داخل ذلك المجلس، سيكون عبر إثبات المرأة المفتية أنها أكثر تشددا من زميلها الرجل المفتي.

ويختم ريتشارد نيلسن بقوله: إن من يتحمسون لرؤية إشارات انفتاح حقيقي في السعودية سيصابون قطعا بالخيبة. فالمفتيات الجدد سيعترضن على منح المرأة حقوقها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الانتقادات تطال دار الإفتاء المصرية بعد قولها إن فوائد البنوك ليست ربا

سجال على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب تغريدة مثيرة للجدل لإحدى عضوات مجلس الشورى

شاهد: بلينكن يصل إلى الرياض وسط تعاظم المخاوف من توسع الحرب إقليميا