متظاهرون فلسطينيون يطالبون بريطانيا بالاعتذار في ذكرى "بلفور" المئوية

Access to the comments محادثة
بقلم:  Euronews
متظاهرون فلسطينيون يطالبون بريطانيا بالاعتذار في ذكرى "بلفور" المئوية

تجمع عشرات الفلسطينيين أمام المركز الثقافي البريطاني، في مدينة رام الله، لمطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني في الذكرى المئوية لوعد بلفور، الذي أسس لإقامة دولة إسرائيل.

ودعت لجنة التنسيق الفصائلي، التي تضم الفصائل الفلسطينية، إلى تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية حيث رفع المتظاهرون خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بريطانيا بالاعتذار لكافة الشعب الفلسطيني.

وقال أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي: “إن بريطانيا مطالبة بتصحيح الخطأ الذي ارتكبته قبل مائة عام، من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة والاعتذار للشعب الفلسطيني”.

وأضاف الصالحي أنه يتوجب على الحكومة البريطانية العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي تسببت فيه. ومن المنتظر تنظيم فعاليات أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية والعالم تدعو إلى تحقيق نفس المطلب.

ومن جهتها، أعربت اللجنة المركزية لحركة فتح، في بيان صحفي لها عن استنكارها احتفال بريطانيا بمرور مائة عام على وعد “بلفور“، بالرغم من أنه كان سببا في التمهيد لإقامة إسرائيل ومعاناة الشعب الفلسطيني اليومية. ودعت في نفس البيان جميع الدول العربية إلى التظاهر أمام السفارات البريطانية للتعبير عن رفضهم لسياسة الحكومة البريطانية وتعاملها مع القضية الفلسطينية.


ويشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد طالب الحكومة البريطانية بتقديم الاعتذار عن وعد “بلفور” للشعب الفلسطيني في وقت سابق من هذا العام.

بريطانيا ترفض الاعتذار من وعد “بلفور”

عند اقتراب موعد الذكرى المئوية لوعد “بلفور“، نظمت ميدل إيست مونيتور مؤتمرا في المكتبة الوطنية البريطانية في لندن، في أوائل الشهر الحالي، للحديث عن تاريخ وظروف إصدار “وعد بلفور” الذي تسبب في كل أشكال المعاناة والقهر الذي تعاني منه فلسطين حاليا.

شارك في المؤتمر عدد من المؤرخين والمفكرين الذين ناقشوا ظروف إصدار القرار ومخلفاته السلبية على المنطقة في الماضي والحاضر.


وقد أثار رفض الحكومة البريطانية تقديم أي اعتذار بشأن وعد “بلفور“، في أبريل/نيسان الماضي، جدلا واسعا في بريطانيا والعالم. مشيرة إلى أن لا نية لها في الاعتذار لأنه يمثل فترة تاريخية تبعث على الفخر نظرا للدور الذي لعبته بريطانيا لتأسيس دولة إسرائيل.

وأضافت الحكومة البريطانية إلى أن ما يهم الآن هو الدفع بعجلة السلام بين إسرائيل وفلسطين كدولتين مستقلتين، بدل الحديث عن الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 11 ألف بريطاني وقعوا على عريضة لمطالبة بريطانيا الاعتذار، وهو ما قابلته لندن بالرفض.


تعريف وعد “بلفور”

وعد بلفور هو الاسم الشائع الذي أطلق على رسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني، آرثر جيمس بلفور، بتاريخ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني في عام 1917، إلى اللورد اليهودي روتشيلد، وهو أحد زعماء الحركة الصهيونية آنذاك، قبل شهر واحد من احتلال بريطانيا لفلسطين.

أعربت الحكومة البريطانية في هذه الرسالة عن تأييدها الكامل وعزمها بذل قصارى جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في دولة فلسطين. وردد روتشيلد مقولة “ إن وعد بلفور هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق“، في إشارة إلى أنه أعطى فلسطين التي لا يملكها ولا يملك الحق في التصرف بها لشعب لا يستحق أن يمتلكها. وقد كان عدد اليهود لا يتجاوز 5% من إجمالي سكان فلسطين قبل إصدار هذا الوعد.


ويقال إن سبب إصدار وعد “بلفور” هو الإحساس بالشفقة اتجاه اليهود الذين كانوا يعانون آنذاك من التهجير والقمع في ألمانيا والعالم. الأمر الذي جعل المسيحية تتعاطف مع هذه الأقليات المضطهدة وتسعى إلى توحيد أفرادها في دولة واحدة.

لكن بعض المؤرخين يعللون سبب إصدار الوعد هو كره وعداوة بلفور لليهود وتفكيره في قرار يمنع به اليهود التفكير في اللجوء إلى بريطانيا. فكان الحل بالنسبة له هو إخراجهم إلى فلسطين لإبعادهم عن بريطانيا.


ومن أهم الوعود والضمانات في وعد “بلفور” هي تكفل بريطانيا بدعم أهداف اليهود الاستيطانية بكل السبل المتوفرة والغير متوفرة، عدم الحديث عن آلية تحقيق الوعد ودعم الوهد لأطماع اليهود في فلسطين.