هل تزيد تغريدات ترامب من تورط الولايات المتحدة بسوريا؟
في رد فعل غاضب على الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بسوريا يوم السبت الماضي، نشر الرئيس الأميركي سلسلة من التغريدات على موقع تويتر وصف فيها بشار الأسد بالحيوان وتوعده بدفع ثمن الهجوم غالياَ.
وعلى الرغم من نفي سوريا وحليفتها روسيا أن يكون لأي منهما يد في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 60 شخصاً على الأقل، إلا أن ترامب استمر في وعيده وخص الأسد باللوم، بالإضافة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإيران لدعمهما نظام الأسد بحسب قوله.
كل ذلك جاء بعد أيام من الموافقة المترددة لترامب على بقاء القوات الأميركية بسوريا لأمد غير محدود حتى تتمكن من القضاء التام على ما من تبقى من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت شبكة إن بي سي الأميركية في تقرير لها عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب ناشد وزير دفاعه جيمس ماتيس حتى ينهي تورط القوات الأميركية بسوريا في أسرع وقت ممكن، مما يعبر عن رغبة الرجل في الابتعاد قدر الإمكان عن أتون الصراع السوري.
وتساءلت إن بي سي حول النتائج المترتبة على تغريدات ترامب، مضيفة أن لهجة الرئيس الأميركي العنيفة قد تدفعه للالتزام بمضاهاتها بأفعال عسكرية على الأرض في سوريا.
ونقلت الشبكة عن مستشار الأمن الوطن، توم بوسيرت، قوله إن البيت الأبيض يناقش كافة الوسائل التي يمكن لأميركا الرد بها على الهجوم الكيميائي، وأضاف: "لا أستبعد أي خيار في الوقت الحالي".
تصريحات بوسيرت تكررت عبر ماتيس نفسه يوم الاثنين، حين أجاب بالنفي عند سؤاله إذا ما كان يستبعد توجيه ضربات جوية لقوات الأسد، وقال: "أنا لا أستبعد أي شيء في الوقت الحالي".
إقرأ أيضاً:
مالذي نعرفه عن هجوم الكيماوي على مدينة دوما؟
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: لجنة لتقصي الحقائق تجمع معلومات عن أحدث هجوم في دوما السورية
وأضاف تقرير إن بي سي أنه بوصف ترامب للهجوم بالطائش والفظيع والكارثة الإنسانية، يبدو أن الرئيس الأميركي قد أقحم نفسه بالرد على قوات الأسد ولو بضربة جوية رمزية على أقل تقدير.
وبالفعل، ظن كثيرون إن الولايات المتحدة تقف وراء قصف مطار تيفور التابع للنظام السوري يوم الاثنين كنوع من الرد على الهجوم الكيميائي، وهو ما نفاه البنتاغون بعد ذلك بل وخرجت تصريحات من مسؤولين أميركيين لتأكيد قيام إسرائيل بتنفيذ الضربة الجوية.
ربما ليس اليوم ولكن من المحتمل ان يضطر ترامب لتوجيه ضربات أخرى لنظام الأسد دفاعاً عن مواقفه العنيفة على تويتر.
ولهذا اختتمت إن بي سي تقريرها بالقول إن المستقبل قد يحمل لترامب درساً قاسياً عن مخاطر بناء سياساته الخارجية عبر تغريدات على موقع للتواصل الاجتماعي.
المصدر: إن بي سي