الطفلة "مودّة" التي قتلها شرطي بلجيكي..محامية الدفاع تشرح حيثيات القضية

لا يزال مقتل الطفلة الكردية مودة شمدين قبل أسبوع والبالغة من العمر عامين في بلجيكا برصاصة أطلقها شرطي تثير الرأي العام في بلجيكا. وكانت مودّة ضحية لمطاردة الشرطة لسيارة كان على متنها ثلاثون شخصا كرديا من بينهم أربعة أطفال. وتنحدر الطفلة ووالداها من منطقة رانية بإقليم كردستان.
نحن في بلد يفترض فيه أن يكون ديمقراطيا، أن يطلق شرطي النار صوب طفلة و يقتلها هذا أمر من الصعوبة بمكان توقعه. و من أجل إيجاد حلول ينبغي أن نحصل على إجابات،ترتبط أساسا بمن أعطى الأوامر للشرطي بإطلاق النار . فقد كانت الشاحنة تنقل كثيرا من الأطفال ايضا وهناك لبس تام في ما يتعلق بوضع المهرّبين والمهاج
محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة -بلجيكا
القضية من أساسها تتعلق بإشكاليات ترتبط أساسا بالشق الجنائي حين إن النائب العام البلجيكي قال النائب إن المسؤولية فى وفاة الطفلة مودة يتحملها والداها.
شاهد أيضا
الأستاذة سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودة، وهي المعروفة بدفاعها عن قضايا المهاجرين تحدثت إلى يورونيوز عن المسؤولية الجنائية في هذه القضية ومن يقف وراءها وما هي التبعات المترتبة على ذلك.
يورونيوز- سألنا سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودة عن الأسباب الكامنة وراء مقتل الطفلة؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
بعد وفاة الطفلة مودّة فإن إجراءات عديدة من شأنها أن تاخذ طريقها، ومنها تسليط الضوء على مكامن المسؤولية فهي لقيت حتفها بعد أن أطلق شرطي النار صوبها.
ومن ثم فإن قاضي التحقيق سوف يركز على ما جرى فعلا ذلك اليوم الذي حدث فيه ما حدث حيث صوّب شرطي نيرانه تجاه سيارة مملوءة بالمهاجرين مما أسفر عن مقتل الطفلة.
هذا يعدّ جانبا من الإشكالية، والجانب الآخر من الإشكالية هو السماح لوالدي الطفلة القتيلة، مودّة البقاء في بلجيكا، وهذا الإجراء من شأنه أن يسمح بدفن المجني عليها ثم إن ثمة رغبة لدى والدي مودة بالبقاء هنا حتى يتمكنا من دفنها و زيارة قبرها بعد ذلك.
و أكثر من ذلك كله، من أجل متابعة جلسات الحكم في هذه القضية. وقضية مثل هذه قد تأخذ سنوات في بلجيكا، ولذلك فإن الوالدين من حقهما أن يظلا مقيمين بصفة قانونية في بلجيكا لمتابعة كل تفاصيل الإجراءات المرتبطة بالحادث.
يورونيوز
وما الذي ينص عليه القانون البلجيكي بشأن إقامة والدي مودة؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
ينص القانون على أنه باستطاعة الوالدين أن يقدما طلبا للإقامة هنا ببلجيكا، حين تكون ثمة ظروف استثنائية مصاحبة للطلب، والظروف التي يندرج فيها وضع الوالدين الآن هي متميزة بصفة "الاستثنائية"، والتي ترتبط هنا بوفاة طفلة لا يتعدى عمرها العامين. ومن غير المتصوّر ألا توافق السلطات المعنية على منح حق الإقامة في بلجيكا للوالدين.
يورونيوز
وماذا عن وضع الشرطي الذي أطلق النار صوّب نحو مودّة؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
الشرطي اعترف أنه أطلق النار، وقد أكد فعلا أنّ تصويبه للنار أدى إلى مقتل الطفلة كما صرح أنه لم يتعمّد قتل الطفلة. مهما يكن من أمر فقد أطلق النيران تجاه شاحنة كانت تقلّ مهاجرين، وتأكد بالدليل أنه لا أحد كان معه سلاح داخل الشاحنة ومن ثم فلا يوجد تهديد مباشر يداهم حياة الشرطي. فالأشخاص ممن كانوا في وضع الخطر، هم مودة وعائلتها، بالاضافة إلى المهاجرين الآخرين ممن كانوا داخل الشاحنة.
يورونيوز
وماذا عن وضع الشخص المهرّب؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
أما فيما يرتبط بالمهرّب فإنه من باب المؤكد أنه كان السائق الذي يقود الشاحنة، وأن هذا المهرّب كما الشخص الذي كان يجلس أمامه، قد لاذا بالفرار، ولا نعرف شيئا عنهما. وقد قال لنا عناصر الشرطة، أنهما تسرّبا بين المهاجرين، بعد مطاردة رجال الأمن. وقد اعتقلوا جميعا، قبل أن يتم إطلاق سراحهم مع أمر بالإبعاد من البلاد. فبكل تأكيد فإن المهرّب أو المهرّبين هم بعيدون اليوم، بل أعطيت لهم أوامر بمغادرة البلاد. وهذا هو جوهر المشكلة لأننا سوف لن نعثر عليهم بأي حال من الأحوال.
يورونيوز
يعني لم يتم تحديد هويات الأشخاص على أية حال؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
تم تحديد هويات الجميع، وتم أخذ عينات من الحمض النووي والبصمات لكل فرد قبل أن يتم ّ إطلاق سراحهم جميعا. لقد جاء مترجمون محلّفون للترجمة من اللغة الكردية والعربية للمساعدة أيضا.
يورونيوز
وما هي الحجج الدامغة التي تدفعكم للدفاع عن والدي مودّة؟
سلمى بن خليفة محامية الدفاع في قضية مقتل الطفلة مودّة
نحن في بلد يفترض فيه أن يكون ديمقراطيا، أن يطلق شرطي النار صوب طفلة و يقتلها هذا أمر من الصعوبة بمكان توقعه. و من أجل إيجاد حلول ينبغي أن نحصل على إجابات ترتبط أساسا بمن أعطى الأوامر للشرطي بإطلاق النار.
فقد كانت الشاحنة تنقل كثيرا من الأطفال ايضا وهناك لبس تام فيما يتعلق بوضع المهرّبين والمهاجرين ممن تم نقلهم داخل الشاحنة. لكن السلطات البلجيكية اتهمت الجميع بصفة الإجرام، سواء تعلق الأمر بالمهرّبين أو بالمهاجرين ممن كانوا داخل الشاحنة. ذلك ما جرى فعلا في حيثيات هذه القضية.
فحين تم نقل الطفلة مودّة في سيارة الإسعاف، كانت والدتها مع شقيق الضحية وهو بعمر الأربع سنوات، حيث تم اقتيادهما نحو الاحتجاز بمركز الشرطة، فإننا لا نرى أي تباين ما بين الجاني والمجني عليه، ولا تفريق ما بين المهرّب والمهاجر. فقد تم توقيف الجميع، ذلك أن الأمر يتعلق بمطاردة كل مهاجر وليس الأمر يتعلق بمطاردة مهرّبين على أية حال.
لا ندري ما هو حجم العقوبة التي ستكون من جزاء المتهم، في هذه المرحلة بالضبط لأنه يجب أن نعرفهل ستكون ثمة إدانة أم أنّ الأمر يرتبط بحادثة قتل غير متعمد أو ستكون ثمة ظروف مخففة. وأعتقد أن الشرطي سيلجأ إلى تفعيل الفقرة التي ترتبط بإطلاق النار دفاعا عن النفس، لكن الأمر يتوقف فعلا على ما ستسفر عنه التحقيقات.
شاهد أيضا: