فيديو: هكذا تحوّلت الحبانية في العراق من جنّة إلى مدينة للأشباح

فيديو: هكذا تحوّلت الحبانية في العراق من جنّة إلى مدينة للأشباح
Copyright AFP
Copyright AFP
بقلم:  Samir YoussefAFP
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

كانت الحبانية وجهة لرجال الدولة العراقيين والسياح الأجانب، خصوصاً العرب.

اعلان

في ثمانينيات القرن الماضي، كانت المدينة السياحية في الحبانية في العراق وجهة لكثير من السياح القادمين من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، وبدرجة أقلّ من العالم.

المطاعم الفاخرة والشاليهات والحدائق الخضراء والمزهرة جعلت من تلك المنطقة الواقعة بين الفلوجة والرمادي إحدى أبرز الوجهات المفضلة للأثرياء ولرجال السلطة العراقيين أيضاً.

حتى صدّام حسين، الرئيس العراقي الأسبق، والمقربين منه، كانوا يذهبون إليها.

ولكن كما أي شيء آخر في العراق، لم تسلم المدينة السياحية من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في البلاد، منذ قاد الأميركيون حرب الخليج الثانية، مطيحين بنظام صدام حسين.

الجنة الضائعة

"ضاعت الجنّة"؛ بهاتين الكلمتين، وبأسف واضح، يختصر الرجل الستينيّ، كريم تركي، حالة المجمّع السياحي حيث يعمل منذ نحو ثلاثين عاماً. وتركي ليس مخطئاً. فمَن يحدّق جيداً في حالة مدينة الحبانية السياحية اليوم (شاهد الفيديو أعلاه) يرى كيف تحوّلت إلى "مدينة للأشباح"، كأنها صورة مصغّرة، أو منمنمة، تختصر وضع العراق في 2018.

ثمة فرح فقد من المكان. وثمة طفولة ضاعت في الحبانية؛ حّتى لعبة الجياد الخشبية الدوّارة فقدت عدّة أحصنة من قطيعها، كأنما بتلك الحيوانات الصغيرة هربت، هي الأخيرة، من الظلم الذي لحق بالعراق والعراقيين.

AFP

محاولة مجهضة

في العام 2008 استعادت القوات الأمنية العراقية المجمّع السياحي من يد التنظيمات المتطرفة التي استولت عليه في العام 2006 واتخذت من غرفه مراكزَ لعملياتها العسكرية.

وفي رهانها على إعادة إحياء السياحة الأجنبية، قامت الحكومة العراقية بتلزيم شركة خاصة تركية بمشروع ترميم المجمّع الذي تمّ إنشاؤه في العام 1956.

بعد ذلك شهد المكان انتعاشاً طفيفاً، حيث عادت بعض العائلات العراقية لزيارته، ولكن تلك المرحلة "الإيجابية" لم تدم طويلاً. فالشركة التركية استسلمت سريعاً بعد أن أصبحت المنطقة ساحة للمواجهات الطائفية، وانتشار ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية فيها.

الحل يكمن في الخصخصة

ولكن على الرغم من الإهمال الواضح في صور الشاليهات المدمرة، في الأشرطة الكهربائية المقطوعة في كل مكان، في الخدمات المعدومة وفي النفايات المتراكمة في المسابح، وفي مياه البحيرة الملوثة، ما زال بعض العراقيين يأملون بعودة المجمع السياحي في الحبانية إلى ما كان عليه في الماضي.

صحيح أنّ بعضهم زار المكان وقال إنه لن يعود إليه مجدداً ولكن البعض الآخر لم يفقد الأمل كليّاً.

أخبار أخرى عن العراق على يورونيوز:

وليس مفاجئاً على الإطلاق مطالبة البعض بتلزيم المجمع السياحي للشركات الخاصة، إذ هناك تململ واضح من ترك هذا المكان بيد السلطات العراقية. كثيرون معتنعون بأن المجمّع سيبقى خراباً طالما أنّه بيد الحكومة.

سعد علاّني أحد الزائرين قال لوكالة الصحافة الفرنسية "أنّ الناس الذين يأتون اليوم إلى الحبانية، يأتون فقط لتذكر الأيام الذهبية فيها" مشيراً إلى أنّ المكان تحول إلى "مدينة أنقاض".

برأيه، إن الحلّ الوحيد هو نزع إدارة المجمّع من يد الحكومة العراقية التي كثرت تهم الفساد الموجهة إليها مؤخراً، ومنحه للشركات الخاصة المعنية بالسياحة لتغييره نحو الأفضل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مسؤولون عراقيون يرفعون حظر التجول في البصرة

مقتل 3 محتجين على الأقل وجرح العشرات في اليوم الرابع من احتجاجات البصرة

زيارة أردوغان إلى العراق.. ما هي أبرز الملفات المطروحة على طاولة المباحثات؟