بعد "لا حرب بعد اليوم" ألمانيا تؤكد شراكتها مع فرنسا وتتحضر لمسؤولياتها الأوروبية والدولية

بعد "لا حرب بعد اليوم" ألمانيا تؤكد شراكتها مع فرنسا وتتحضر لمسؤولياتها الأوروبية والدولية
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

من برلين، يقدم لنا النائب الأوروبي السابق دانيال كون – بنديت حلقة "أنكات" الثالثة هذه، التي خصصها للتعرف على الأسباب التي تواجهها ألمانيا في تحمل المسؤولية في أوروبا والعالم. فاختار كلاً من وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر ووزير الدفاع الحالية أورسولا فون دير ليين. فماذا يقولان... شاهدوا الحلقة

من برلين، يقدم لنا النائب الأوروبي السابق دانيال كون – بنديت حلقة "أنكات" الثالثة هذه التي يحاور فيها مسؤولين أوربيين. هذه الحلقة خصصت للتعرف على الأسباب التي تواجهها ألمانيا في تحمل المسؤولية في أوروبا والعالم. لذلك اختار كون – بنديت كلاً من وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر ووزير الدفاع الحالية أورسولا فون دير ليين

يجب أن نلقي نظرة على تاريخ ألمانيا الأخير لفهم الصعوبات التي تواجهها

وزير الخارجية الألماني، في الحديث حول تحرك بلاده كقوة اقتصادية فقط أجاب الى أن ألمانيا تواجه صعوبات. ولفهم هذه الصعوبات يجب التعرف على تاريخها. وأشار الى انه بعد عام 1871، حين كانت ألمانيا ذات سيادة كاملة حصل خطآن فادحان ولم يعرف الألمان كيفية التعامل مع سيادتهم. ونظراً للموقع المركزي لهذا البلد، انتهى الامر مع الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية.

بعد الحرب العالمية الثانية، ألمانيا ترفض العودة لسياسات عالمية أو أن تكون قوة عظمى مرة جديدة

وأعلن يوشكا فيشر الى أن وضع المانيا مختلف عن وضع "فرنسا التي تنظر الى نفسها كحضارة لا تقهر". مضيفاً "بعد عام 1945 المانيا خلُصت الى أنها لن تعيد الكرة أبدا! إنها لا ترفض فقط الدخول في حرب أو مجازر مرة أخرى، بل ترفض أيضاً أن تكون قوة عظمى مرة جديدة. لا عودة لسياسات عالمية مرة أخرى... وقد أدرك الألمان أنهم لا يمكنهم القيام بذلك. فهذا لا يجلب سوى المصائب لنا ولجوارنا. فركزنا على الاقتصاد.

وفي العودة لموضوع الاقتصاد، فقد أشار فيشر الى أنه قوة. قوة ألمانيا مدنية وليست "قوة سياسية تقوم على أساس عسكري أو نووي". وأن الألمان، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، وخاصة الجيل القديم لا يرغبون في القيام بواجبهم كقوة عالمية. لان تجربتهم التاريخية متجذرة فيهم. "وما نختبره اليوم هو إعادة ترتيب للعالم".

سأحرك الجنة والجحيم في حال كنت وزيراً للخارجية للتقرب من فرنسا ولجعل أوروبا تسير بسرعة

اما الدور الذي يجب أن تلعبه ألمانيا، فيراه الوزير فيشر ضمن أوروبا، والتحالف الغربي. فهذا الدور قد بدأ يتطور مع وصول قوات ألمانية الى مالي والسبب أنه "لا يمكن ترك فرنسا تقود وحدها القتال ضد الارهاب في غرب افريقيا".

ويؤكد يوشكا فيشر على ضرورة وجود قوة عسكرية أوروبية تشارك فيها قوات ألمانية. وتطرق الى الوضع الجيوسياسي "أنظر اليه: روسيا في الشرق، تركيا في الجنوب الشرقي، الشرق الأدنى والأوسط، شمال افريقيا، القارة الافريقية. قارن هذا الجوار مع جوار الولايات المتحدة، ومن ثم سترى الفرق. اوروبا لن يعود بإمكانها الاعتماد فقط على الولايات المتحدة دون ان تطور ثقلها. وهذا سيكون ممكناً مع المانيا وفرنسا وبقيادة فرنسا".

سنحصل على نظام حزبي جديد، بما في ذلك حزب أقصى اليمين المتطرف لأنه ساهم بشكل كبير في هذا التغيير

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، يرى أن المرحلة الأخيرة للمستشارة أنغيلا ميركل انطلقت خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة. والدليل الحكومة الائتلافية التي اضطرت لتشكيلها أطلق عليها اسم حكومة ["جامايكا"*](*لماذا أطلق على تحالف الحكومة الألمانية اسم ).

وقال إن تغيرات جذرية تحدث في البلاد مع تغيير في تنظيم الاحزاب. وأن الوضع اليوم في المانيا هو مرحلة انتقالية تشبه المرحلة التي جرت فيها انتخاب إيمانويل ماكرون لرئاسة فرنسا.

ويتوقع فيشر أن تحصل ألمانيا "على نظام حزبي جديد، بما في ذلك حزب أقصى اليمين المتطرف (حزب البديل من أجل ألمانيا)، لأنه ساهم بشكل كبير في هذا التغيير، لكن لا أعتقد أن لديه أية إمكانات أكبر من 20%. وسيتدمر بسبب تطرفهم الراديكالي. إنه مثل العديد من المبادرات اليسارية، التي ما لبثت أن انهارت لتطرفها. الآن ما يزالون يفوزون بأصوات لكن لن يدوم الامر. لكنهم سيساهمون في تغيير نظام الأحزاب

علينا أن نشرح للناس: جامايكا سيكون تحالفاً بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري والحزب الديمقراطي الاجتماعي اللبيرالي وحزب الخضر.

بسبب تاريخنا بقينا بعيدين (...) لكن اليوم علينا أيضاً المشاركة في عولمة العالم وأن ندافع عن قيمنا المشتركة

أما بالنسبة لوزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، فإن الشعار الطاغي وهو "لا حرب بعد اليوم، والعمل على الاقتصاد" هو حُجة تم استخدامها في السابق وكانت صحيحة لزمن طويل. لكن مع وضع ألمانيا اليوم "علينا القول بسبب تاريخنا علينا أيضاً المشاركة في عولمة العالم وأن ندافع عن قيمنا المشتركة. مثال واحد: قبل ثلاث سنوات حين سيطر تنظيم الدولة "داعش" على الموصل وحاولت إبادة اليزيديين".

عملية التغيير في ألمانيا عملية "سلخ جلد"

وأسمت فون دير ليين التغيير الذي تطالب فيه داخل بلادها بعملية "سلخ جلد" لان الوقت مناسب، بالنسبة إليها، بعد خمسة وعشرين عاماً على توحيد ألمانيا. بسبب تاريخها، أعلنت ألمانيا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، أنها مستعدة لإرسال أسلحة الى منطقة المعارك في العراق وتدريب وتسليح البشمركة لحماية اليزيديين.

الفراغ الذي خلّفه الاميركيون وراءهم في سوريا ملأه الروس، وأوروبا لم تكن هناك على الاطلاق

وأعطت فون دير ليين مثالاً على هذا التدخل الذي بدأته بلادها في العراق وأفغانستان وسوريا، مشيرة الى ان المجتمع الدولي يجب أن يستمر بالمساعدة في استقرار الوضع. وأضافت أن المشاكل التي تظهر هناك، الحرب الاهلية التي تستعر منذ زمن طويل "ولم نشأ النظر اليها"، إن لم نعالجها على الفور ستصل مباشرة لبواباتنا. في هذا الصدد، في سوريا، على المدى الطويل، لم نتمكن من اقناع روسيا بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" سوياً. وأن "الفراغ الذي خلّفه الاميركيون وراءهم في سوريا ملأه الروس، وأوروبا لم تكن هناك على الاطلاق".

دون فرنسا لم يكن بإمكاننا إطلاق قوة الدفاع الأوروبية

وبالنسبة للقوة الدفاعية الأوروبية، تقول الوزيرة الألمانية أنه بوجود حلف شمال الأطلسي لم يقم الأوروبيون ببناء هياكل للدفاع عن الاتحاد. وأضافت "خلال ال 18 شهر الأخيرة، تناولنا هذا الموضوع وخطونا خطوة كبيرة إلى الأمام. الهياكل التي كانت نائمة منذ فترة طويلة في معاهدة لشبونة، قمنا بإطلاقها الآن". وقد شددت على الشراكة الألمانية – الفرنسية "دون الفرنسيين لم يكن بإمكاننا إطلاق قوة الاتحاد الدفاعية التي تحرز تقدماً كبيراً اليوم". وذلك يسير جنباً الى جنب مع "ثقافة استراتيجية مشتركة تعني أننا نجلس معاً، ونحلل باستمرار مختلف المواقف، تماماً كما فعلنا مع سوريا والعراق، ولكننا ننظر أيضاً إلى إفريقيا، لتقييم ما يمكن أن يأتي إلينا أيضاً لننظر معاً في مرحلة مبكرة ما يمكننا القيام به وما هي الأدوات المتوفرة لدينا".

*لماذا أطلق على تحالف الحكومة الألمانية اسم "جامايكا"؟

من أجل بدء عهدها الرابع على رأس السلطة التنفيذية الألمانية. احتاجت المستشارة أنغيلا ميركل احتاجت لتحالف قوي مع الأحزاب الأخرى الفائزة بالانتخابات التشريعية التي جرت في 24 أيلول/سبتمبر عام 2017.

في هذه الانتخابات فاز المحافظون بنسبة ضئيلة فكان على ميركل التفاوض مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومتها. فكانت حكومتها الائتلافية "جامايكا".

هذا اللقب جاء نسبة لألوان راية دولة جامايكا وهي الأسود، الأصفر، والأخضر. هذه الألوان نفسها ترمز الى ألوان الأحزاب المشاركة في الحكومة الألمانية والتي هي كالتالي:

  • اللون الأسود: يرمز للمعسكر المحافظ المؤلف من حزب ميركل الذي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهو وفرعه البافاري حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، معاً جمع الحزبان 33% من نسبة المقترعين.

  • اللون الأصفر: وهو لون الحزب الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي الذي حصد 10.7% من نسبة المقترعين،

  • اللون الأخضر: لحزب الخضر المدافعين عن البيئة والذي جمع 9% من نسبة المقترعين.

المصادر الإضافية • Randa Abou Chacra

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ديفيد ميليبند: "الأحزاب الرئيسية وقعت ضحية إخفاقاتها"

"تغيير لا مفر منه".. مزارعو البنّ في فيتنام يتهيأون لتطبيق القانون الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات

خطة الاتحاد الأوروبي لمكافحة تغير المناخ تواجه خطر الانهيار