روسيا ومن قبلها الولايات المتحدة.. الصفقات الدسمة تحكم السياسة الخارجية للدول

روسيا ومن قبلها الولايات المتحدة.. الصفقات الدسمة تحكم السياسة الخارجية للدول
Copyright رويترز
بقلم:  Salam Kayali
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بوتين اليوم ومن قبله ترامب، كلاهما أكدا أنهما لن يقطعا العلاقات مع المملكة العربية السعودية بسبب ما يُقال عن تورطها باختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

اعلان

بوتين اليوم ومن قبله ترامب، كلاهما أكدا أنهما لن يقطعا العلاقات مع المملكة العربية السعودية على خلفية الاتهامات بشأن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

الرئيس الروسي طالب بحقائق ملموسة قبل اتخاذ أي موقف، بينما وصف الرئيس الأمريكي نفسه بالغبي في حال ألغى صفقة أسلحة بمليارات الدولارات، وهو ما يوضح مدى تأثير تجارة الأسلحة أو الصفقات المالية الكبيرة بالسياسات الخارجية للدول.

الولايات المتحدة وكما هو معروف أكبر مصدر للأسلحة في العالم، تتنافس في هذا المجال مع روسيا، والصين إلى حد ما، في سوق تساوي قيمة المعاملات في هذه التجارة سنويا 89 مليار دولار، والسعودية حاليا هي أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية، فقد اشترت خلال العامين الماضيين ثلاثة أضعاف ما اشترته أي دولة أخرى، بحسب موقع axios الإخباري.

ولم يتغير موقف الولايات المتحدة، بخصوص صادرات السلاح لأطراف عدة، رغم نداءات جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الأممية لوقفها، خاصة للدول التي تخوض حروبا ونزاعات، تسببت بكوارث بحق المدنيين.

المزيد من الأخبار على يورونيوز:

وللتأكيد على فكرة أن صفقات الأسلحة خاصة ذات الأرقام العالية، قد تؤثر على السياسية الأمريكية، نذكر بإعلان الهند شراء منظومة صواريخ S400 من روسيا، وبقيت الولايات المتحدة تتفرج على ما يحدث. فقد كان موقفها مجرد تصريحات سياسية صدرت عن الإدارة الأمريكية، دون أية خطوات تصعيدية، لكن وفي موقف مشابه، فرضت واشنطن عقوبة على الصين لشرائها نفس المنظومة، وهنا يجب التمييز بين الصين والهند، فالصين باتت ندّا لأمريكا في مجال التجارة والصناعة، وحتى في تجارة السلاح، وهي تتخذ مواقف سياسية مغايرة لتلك التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية، أما الهند فهي دولة حليفة، العلاقات بين الدولتين يمكن وصفها بالاستراتيجية، والإبقاء على العلاقات مع الهند مهم للاستراتيجيات العسكرية الأمريكية في المنطقة، خاصة بما له صلة بمحاربة الجماعات المتشددة في باكستان، أو أفغانستان.

وفي سياق مشابه، ففي أكتوبر / تشرين الأول الماضي، وخلال زيارة الملك سلمان لموسكو تم الاتفاق مبدئيا على شراء منظومة S400، ردود الفعل الأمريكية على الصفقة تكاد لا تذكر، بينما أثار الإعلان عن صفقة بين موسكو وأنقرة لشراء نفس المنظومة حفيظة الولايات المتحدة.

ولفهم أكثر للموقف، يمكن التذكير بالأخبار التي انتشرت قبيل زيارة ترامب للمملكة في مايو / أيار من العام الماضي، حيث كشف مسؤول في البيت الأبيض عن صفقة سلاح قيمتها 100 مليار دولار، وأكد أن هذه الصفقة قد تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار خلال عشر سنوات، والهدف هو تعزيز قدرات السعودية الدفاعية، المصدر نفسه كما نشرت رويترز قال بتصريحه بأن هذه الصفقة جيدة للاقتصاد الأمريكي.

وفي مارس / آذار الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية، قبولها صفقة محتملة لبيع صواريخ تاو 2 بي للمملكة قيمتها حوالي 670 مليون دولار، معتبرة أن حصولها على هذه الصفقة سيدعم أهداف الأمن القومي الأمريكي وسياسة واشنطن الخارجية.

وما يمكن قوله هنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تستغل الأسلحة كأداة لتعزيز سياستها الخارجية، لكن ومن خلال تصريحات ترامب حول اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، فإن صفقات الأسلحة الرابحة قد تسهم بشكل كبير في رسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وليس العكس.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صحيفة روسية مستقلة تتلقى زهورا جنائزية ورأس ماعز مقطوعا كنوع من التهديد

ترامب لا يريد الابتعاد عن السعودية ويأمل ألا يكون أحد من العائلة المالكة ضالعا في اختفاء خاشقجي

"لن أخلعها من أجلهم".. منع حاخام من ارتداء "الكيباه" في السعودية يثير غضبا واسعا والمملكة توضح