شاهد: حين يتعرض المرضى للاعتقال داخل المستشفى في كينيا والسبب ضيق ذات اليد

Access to the comments محادثة
بقلم:  Euronews
شاهد: حين يتعرض المرضى للاعتقال داخل المستشفى في كينيا والسبب ضيق ذات اليد

حين يتحوّل مشفى إلى معتقل، والمرضى فيه إلى معتقلين، نكون حينها أمام طبيب جلاّد وممرّضٍ بلطجي، ولا يمكن لهذا المشهد "المرعب" أن يتجلى واقعاً إلا في حاضرة دولة ينخرها الفساد.

كينيا، هذا البلد الإفريقي الذي يتجاوز عدد سكّانه 45 مليون نسمة يتقاسم غالبيتهم الفقر والعوز، لن يجد المرء فيه صعوبة في رؤية البؤس والإنكسار الذي يخبو بفعله بريقُ العيون لدى الكبار والصغار على حد سواء.

داخل مشفى كينياتا الوطني في العاصمة نيروبي، يدخل رجلٌ لزيارة ابنه المريض الذي لم يتجاوز عمره العامين، "أريد أن أرى طفلي، أريد أن أطمئن عليه، أرجوكم دعوني أراه فقط"، يقول الوالد لقسم الاستقبال، وما هي إلا لحظات حتى ينقض عليه حرّاس المشفى ويدفعونه إلى الخارج "لا يمكنك أن تشاهد ابنك قبل أن تدفع فاتورة المستشفى"، يحاول إقناعهم، لكن لا حياة لمن تنادي.

في أحد العنابر، استلقى المريض المحتجز روبرت فانيوني على بطنه، وعلامات الكآبة ترتسم على وجهه، يقول: بعد أن أُطلق النار علي، أُدخلت إلى هنا وحصلت على سرير للعلاج، لكن مفصل ساقي اليسرى لا يزال مهشماً.

ويتابع حديثه قائلا: دخلت إلى المشفى وبقيت هنا، رغم أنهم في البداية حاولوا طردي، لكن الآن فاتورتي مرتفعة تصل قيمتها إلى 3.1 مليون شلن كيني (30642 دولار أمريكي) والتي يتوجب علي دفعها كاملة حتى أتمكن من المغادرة إلى مشفى آخر لأكمل العلاج، لأن هناك من يقول ربما أستطيع الحصول على مساعدة في مشفى آخر"، لكنه من اليسير أن يدرك المرء أنه من شبه المستحيل أن يتمكن هذا المريض من تأمين هذا المبلغ.

أما جريت أوليلي، المعتقلة السابقة في مستشفى بومواني للولادة، فتقول: "تمكن أقربائي من جمع 8 آلاف شلن كيني (80 دولار أمريكي)، أخذ الممرضون الأموال وأعطوني إيصالاً بذلك، لكنهم منعوني من مغادرة المستشفى".

وتضيف: "عندما طلبت المساعدة من العاملين في القسم الاجتماعي، أخبروني أن علي أن أتدبر أمري وأسدد كل ما تبقى من أجور المشفى".

وتشير أوليلي إلى أنهم حرموها من رؤية وليدها، وعندما تظاهرت بأنها غاضبة، وخلعت ملابسها المليئة بالدماء ومزقتها وألقتها على الأرض، أخبروها أنه بإمكانها المغادرة، لكن سيحتجزون الوليد حتى تسدد باقي أجور المشفى.