كاتب جزائري يواجه طلبة فرنسيين رفضوا قراءة كتابه لأنه عربي

الكاتب الجزائري أكلي تاجر
الكاتب الجزائري أكلي تاجر Copyright Facebook/Akli Tadjer
بقلم:  رشيد سعيد قرني
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

القضية تعود إلى أواخر سبتمبر/ أيلول المنصرم، حيث رفض طلاب من الثانوية المهنية بيير منديس فرانس بيرون قراءة مقتطفات من رواية "حامل المحفظة" لكاتبها الفرنسي الجزائري، التي نشرت في العام 2002، بحجة أن المؤلف ليس فرنسيا والقصة لا تهم فرنسا.

اعلان

يتوجه الكاتب والروائي الفرنسي من أصول جزائرية أكلي تاجّر الجمعة إلى منطقة السوم في شمال فرنسا للقاء طلاب ثانوية مهنية رفضوا قراءة مقاطع من كتابه "حامل المحفظة" لأنه يحمل كلمات باللغة العربية وأن محتواه لا يخص فرنسا.

السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام، هل سيجرؤ هؤلاء الطلبة على تكرار موقفهم الذي وُصف بـ "العنصري" أمام الكاتب أكلي تاجر؟

القضية تعود إلى أواخر سبتمبر/ أيلول المنصرم، حيث رفض طلاب من مدرسة بيير منديس فرانس بيرون الثانوية للتعليم المهني قراءة مقتطفات من رواية "حامل المحفظة" لكاتبها الفرنسي الجزائري، التي نشرت في العام 2002، بحجة أن المؤلف ليس فرنسيا والقصة لا تهم فرنسا. الطلبة ادعوا كذلك أن الكتاب يتضمن كلمات عربية وبطلها يدعى مسعود.

هذه القضية أثارت جدلا كبيرا في فرنسا بعد أن فجرتها مُدرّسة اللغة الفرنسية التي اقترحت الكتاب على الطلبة في الثانوية المهنية عقب إرسالها بريدا إلكترونيا إلى المؤلف أكلي تاجر تخبره فيه بما جرى وتدعوه إلى للحضور إلى الثانوية لمواجهة الطلبة. وفضل الكاتب نشر البريد الإلكتروني على صفحته في فيسبوك بعد قبوله الدعوة.

وورد في البريد الإلكتروني " أريد أن أخبركم بأننا قرأنا بعض المقاطع من كتاب "حامل المحفظة" في إطار برنامج القراءة لكن بعض الطلبة رفضوا ذلك لأن الكاتب ليس فرنسيا. أريدهم أن يكتبوا اللغة الفرنسية كما تكتبونها. عللوا موقفهم بأن القصة لا ترتبط بفرنسا. إنهم يجهلون بأن الجزائر كانت فرنسية. أحد الطلبة رفض القراءة لعدم نطق إسم مسعود. اضطررت لطرده من القسم. اعتبرت هذه المواقف والملاحظات عنصرية لذلك طبقت مبدأ الحزم وهذا ما جعل ببعض أولياء الطلبة يثورون وطلبوا حضور اجتماع المعلمين مع الأولياء. أتمنى أن لا تشكل هذه المستجدات عائقا أمامكم للحضور ولقاء الجميع إذا كانت لديهم الشجاعة الكافية للحضور وعدم الغياب".

من جهته رد الكاتب قائلا "أنا لا أريد أن أثقل عليهم أكثر من هذا، ولن أصفهم بالفاشيين الصغار أو النازيين. سآتي الى الثانوية لمحاولة فهمهم، كيف لشباب وفتيات صغار سيكون لهم حق التصويت السنة المقبلة أن يفكروا بهذا الشكل. العنصرية ليست فكرة إنها جريمة في فرنسا".

كتاب حامل المحفظة يروي علاقة صداقة بين عمر ابن مقاتل في صفوف جبهة التحرير الوطني ورافائيل ابن عائلة من الأقدام السوداء (وهم المستوطنون الذين سكنوا الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي). الصبيان التقيا بعد نهاية حرب التحرير في نفس العمارة في فرنسا وكانا يتحدثان باستمرار عن فرنسا والجزائر ومستقبلهما.

أكلي تاجر مستعد للقاء هؤلاء الطلاب، وقد قام بتحضير نفسه وحجته لهذه المواجهة خاصة مع الطالب الذي رفض نطق ​​اسم مسعود، أحد أبطال الكتاب. وفي هذا الإطار، يقول الكاتب بحسب ما أوردته قناة فرانس إنفو "كانت منطقة بيكاردي مجزرة حقيقية خلال الحرب العالمية الأولى. المئات من جنود المستعمرات الفرنسية قُتلوا هناك. كان يكبر أغلبيتهم هؤلاء الطلبة بسنة أو سنتين فقط. في مدينة بيرون التي يعيشون فيها، أحصيت 44 مسعودا قتلوا خلال هذه الحرب في حقول البنجر. عدم الرغبة بنطق هذا الإسم من طرف الطلبة يعني وكأن هؤلاء الجنود الشباب قُتلوا مرتين".

اقرأ أيضا على يورونيوز:

وفي حالة عدم نجاح أكلي تاجر بتغيير طريقة تفكير هؤلاء الطلبة ورفع درجة الوعي لديهم بشأن هذه الإنزلاقات الخطيرة، ينوي الكاتب مضاعفة عمله من خلال التنديد ببعض وسائل الإعلام التي يتهمها بفتح منابرها للأيديولوجيين والمتطرفين مثل إريك زمور. أكلي تاجر يُحمل المسؤولية كذلك لقطاع التربية في فرنسا الذي لا يتحرك بما فيه الكفاية لإدانة التصرفات العنصرية في المدارس.

هذا وذكرت مديرية التعليم في المنطقة أنها استقبلت الطلاب السبعة المعنيين على الفور، وتمت الموافقة على معاقبة ثلاثة منهم. وأضافت أن الطلبة ندموا على كلماتهم. من جهته اعتبر مفتش الأكاديمية المكلف بقضية العلمانية أن ما حدث في حد ذاته "رفع حقيقي للوعي" حول العنصرية.

المصادر الإضافية • فرانس تي في إينفو

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالبة لنزع حجابها

شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا

17 أكتوبر 1961: "مجزرة الجزائريين" في باريس تعود إلى السطح وفرنسا تدرس تخصيص يوم لإحياء الذكرى