عام مضى على طرد تنظيم داعش من الرقة الواقعة في شمال سوريا هذه المدينة التي لا زالت تئن تحت وطأة الفاجعة..
اعلانربما إلى الآن لم تدرك الصغيرة أماني أحمد ما حلّ بوالديها وشقيقها الأكبر الذين قضوا في غارة جوية.. أو ربما أنها لا تعلم أصلاً بأن لكل طفل أبٌ وأمٌ يرعيانه ويمدّانه بأسباب العيش والأمان، أو ربما أنها تعلم ولكن ليس بيدها حيلة.. هي الآن تعيش في كنف جدتها، الجدة التي تتذكر تفاصيل اليوم المهول الذي قضى فيه ابنها وزوجته وحفيدها إثر قصف منزل العائلة..
الآنين الخافت الذي كانت تخرجه حنجرة الصغيرة أماني التي طمرها ركام البيت بعد قصفه، ذاك الأنين أضفى على المشهد مزيداً من الوجع في قلب تلك الجدة الثكلى التي قُدِّرَ لها أن تتشارك الفاجعة مع حفيدتها الصغيرة لأمدٍ ليس بالقصير..
الهواء في مدينة الرقة السورية لا زال مشبعاً برائحة الموت، فيما الدمار ما برح يمتص بريق العيون ويتركها شاخصة في اللاشيء، الذي التهم كل شيء.
عام مضى على طرد تنظيم داعش من الرقة الواقعة في شمال سوريا هذه المدينة الحزينة التي لا زالت تئن تحت وطأة الفاجعة..
في مثل هذه الأيام من العام الماضي سيطرت قوات سوريا الديمقراطية (وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن) على الرقة بعد أربعة أشهر من المعارك مع تنظيم داعش، لكن منظمة العفو الدولية اتهمت التحالف بقيادة الولايات المتحدة بعدم الاعتراف بما حدث والتحقيق فيما وصفته بأنه "نطاق صادم من القتلى المدنيين والدمار الذي تسبب فيه في الرقة" التي استخدمت فيها داعش المدنيين دروعا بشرية.
وقال المتحدث باسم التحالف إن عدد المدنيين الذين تأكد حتى الآن مقتلهم عرضا في تلك الحملة العسكرية هو 104 مدنيين لكنه لم يستبعد ارتفاع هذا العدد. وقال الكولونيل شون ريان في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز "إذا كان هناك ما يتردد عن قتلى مدنيين.. فسنتحقق من ذلك بالمضاهاة مع سجلاتنا الموجودة".
وقال مدير قسم البحث العالمي في منظمة العفو الدولية هذا الشهر إن من المعتقد أن أغلب الجثث التي انتشلت من الرقة، وهي نحو 2500 جثة، تعود لمدنيين قتلوا في ضربات جوية.
ويقول التحالف إنه استخدم في عملياته أسلوب قصف الأهداف بدقة لتقليص تأثيرها على المدنيين إلى أقصى حد.
اقرأ أيضاً في يورونيوز: