تربية الخيول تحتضر في الجزائر بسبب إهمال السلطات وتخليها عن السلالة العربية البربرية

تربية الخيول تحتضر في الجزائر بسبب إهمال السلطات وتخليها عن السلالة العربية البربرية
بقلم:  رشيد سعيد قرني
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في بداية القرن العشرين، ولد 22 ألف مهرا في هذه المزرعة، خصصت معظمها لفرسان الجمهورية ولكن أيضا للعمل الزراعي. ولكن مع التطور المستمر وإعتماد العاد الميكانيكي في الكثير من المجالات أدى إلى تراجع الحاجة للخيول.

اعلان

منذ أكثر من 140 عامًا، شكل المربط الوطني لتشاوشاوا بولاية تيارت في جنوب غرب الجزائر أحد المعالم الأثرية للتراث الجزائري، ولكنه حاليا يحتضر بسبب تراجع قطاع الخيول وعدم اهتمام السلطات المحلية به.

المربط (الجظيرة) أنشىء في العام 1877 من طرف المستعمر الفرنسي وسمي أنذاك "خيالة تيارت، Jumenterie de Tiaret" وكان يعمل على تزويد الجيش الفرنسي بالخيول، ولكن ليس أي خيول بل الخيول العربية الأصيلة المستوردة من الشرق الأوسط والخيول البربرية الأصيلة.

ولطالما عرفت سلالة خيول شمال أفريقيا بالجودة منذ العصور القديمة، فهي تشتهر بالقدرة على التحمل

وكانت الخيول البربرية أحد الأعمدة الأساسية لأفواج سباهي التابعة لكتيبة الفرسان الفرنسية، بعد احتلال الجزائر في العام 1830. وتمكنت خيالة تيارت من استغلال تنوع الخيول لديها وتطوير سلاة الخيول العربية البربرية من خلال الجمع ما بين السلالتين والخاصيتين القوة لدى الأول والتحمل لدى الآخر.

في بداية القرن العشرين، ولد 22 ألف مهر في هذه المزرعة، خصصت معظمها لفرسان الحرس الجمهوري ولكن أيضا للعمل الزراعي. ومع التطور المستمر وإعتماد العتاد الميكانيكي في الكثير من المجالات أدى إلى تراجع الحاجة للخيول، سواء في الجيش أو في الزراعة. أما بالنسبة لرياضة ركوب الخيل فقد اندثرت هي الأخرى تدريجيا لتصبح اليوم شبه منقرضة كما اختفت السباقات المخصصة للخيول المولودة محليا.

اقرأ أيضا على يورونيوز:

في هذا الموقع لا توجد الآن سوى 208 خيول، أكثر من نصفها من سلالة الخيول العربية. وبما أن هذه المؤسسة العمومية لا تتلقى أي إعانة من قبل الدولة أو جهات أخرى، فإنها لم تعد قادرة على التمويل الذاتي من خلال التجارة الوحيدة بهذه الحيوانات. فنشاط بيع الأعلاف والحبوب المزروعة في معظم الأراضي التابعة لها يبقيها بالكاد تتنفس.

وقال مدير الموقع سعيد بن عبد المؤمن "الحفاظ على تربية الخيول هنا في حد ذاته معجزة".مدير الأماكن.

ومنذ بداية التسعينيات، تعاني خيالة تيارت بشكل خاص من منافسة المربين الخواص بعد نمو بعض الإهتمام المحلي بالسلالات المستوردة.

مدير الموقع يدق ناقوس الخطر لأن إختفاء الخيالة يعني إختفاء وخسارة سلالة الفرس الجزائري العربي الأصيل.

وعلى الرغم من تقاليد الفروسية العريقة في الكثير من المداشر (القرى) والبلدات الجزائرية سيما من خلال أداء تراث الفانتازيا، لا تملك الجزائرسوى 30 ألف خيل أي أقل بعشر مرات من عددها في المغرب المجاور.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

قد لا تصدق.. ورود وحمضيات ونعناع في صحراء الجزائر

نساء قرية أهريك الجزائرية يحتفلن بإفتتاح وحدة صحية أنشأنها بجهودهن

مدينة خنشلة الجزائرية بجبال الأوراس ترتدي حلّة بيضاء بعد تساقط مكثف للثلوج